تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعا:أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الآئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال .. الإبدال هو: "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر" (1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟!

وسأكتفي بنقل قول الإمام مكي لعل الأمر يتضح لكم: "ويجب أن يبين الطاء إذا وقعت بعد صاد أو ضاد لأنها لا تكونُ كذلك إلا مبدلة من تاء زائدة، وليستْ بأصل فيخاف عليها أن يميل بها اللسان

إلى أصلها، وهو التّاء. فبيانها هناك لازم، وذلك نحو "فمن اضطر أصله:"اضتر"، من الضرر على وزن افتعل، ثم أبدلوا من التاء طاءً لمؤاخاتها للضّاد في الإطباق والاستعلاء والجهر

ولبعد التاء من الضاد وضعفها، لأن التاء حرف مهموس فيه ضعف فقرن بالضاد حرفٌ قوي مثلها وهو الطاء، فأبدلت من التاء.

وكذلك:اصطفى، أصله:اصتفى من الصفوة على وزن: افتعل، ثم فعل بالتاء (مع الصاد) مثل ما فعل بها مع الضاد، لأن الصاد أيضا من حروف الإطباق والاستعلاء، فيجب أن يُبيَّنَ الطاء في

هذا كله، إذ هي بدل من تاء، ويُظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ إلى التاء التي هي الأصل"اهـ (2)

هذا كلامٌ واضحٌ وضوح الشّمس في رابعة النّهار.

خامسا: كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟ "اهـ

أخي الكريم .. لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟! هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!

وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك:إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!

سادسا: أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل.

سابعا:أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم.


(1) انظر: أحمد بن محمد الحملاوي:شذا العرف في فن الصرف: ص 200
(2) الرعاية:ص198 و 199

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Jun 2006, 12:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم كلّ الشكر على طريقتكم في النقاش وأنا أستفيد كثيراً من ذلك وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لمعرفة الحقّ واتباعه وبعد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير