تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد قلتَ بارك الله فيك في بداية حديثك: "هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد" وكأن علماء التجويد لم يعرفوا قرب التاء من الطاء!، وأنت بقولك "وهو الموافق للمنطوق به اليوم" تخالف نصوص القدماء في كون الدال أقرب إلى الطاء"

الجواب: لم أقل أنّ التخليص يستلزم التشابه فهو بحسب سياق الكلام، فمعنى تخليص الميم في مخمصة لقابليتها للتفخيم لوقوعها بين حرفين مفخمين. أمّا التاء فهي أصل الطاء فلا بدّ من تخليصها حتّى لا تقارب الطاء في السمع لقربها من الطاء ولقابليتها لذلك.


.
قلتم: لماذا قال العلماء الأوائل: " ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "؟؟

الجواب: عندي أسألة:

أوّلاً: هل الطاء التي تنطقها الآن مهموسة حقاً؟ هل يجري معها النفس؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج؟ إن كانت الطاء مهموسة فلماذا تقلقلها بسهولة والهمس ينافي القلقلة؟ صوت الطاء الحالي هو قويّ يخرج بنبرة قويّة فكيف يكون صوتها مهموساً؟

ثانياً: إن كانت الطاء القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة التي نسمعها اليوم فكيف تكون التاء أصلها مع الفرق الكبير في السمع بين الضاد الجديدة والتاء؟ كيف يلحّ العلماء على التمييز وتخليص التاء من الطاء التي هي الضاد الجديدة مع الفرق الكبير في السمع.

ثالثاً: كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟

رابعاً: هل هناك من القراء الذين يشار إليهم بالبنان قديماً وحديثاً صرّح صرّح بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة؟

الجواب على سؤالك: هذا نصّ لا يدل على همس الطاء ولا يدلّ أنّها بمثابة الضاد الجديدة إلاّ بنصوص أخرى تثبت التشابه صراحة بين الطاء والدال زيادة على ذلك تعارض هذا التأويل للنصّ على تشابه الطاء والتاء صراحة وإلحاح العلماء على لتمييز وتخليص التاء من الطاء كما هو الحال في الحروف المتشابهة سمعاً. والتقارب بين الحرفين في المخرج والصفة لا يستلزم التشابه ومن اعترض فعليه بالدليل.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Jun 2006, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الشيخ محمد /أرى أنه يجب عليّ توضيح بعض الإشكالات لديكم قبل استئناق النقاش:

أولا:للفائدة فقط:الحروف الشديدة تْحدِثُ انزعاجا في جهاز النطق، ولهذا السبب فقد تخلصت العرب من شدّة هذه الحروف بطرق مختلفة. فتخلصوا من شدة الهمزة بالحذف أو بالإبدال
أو بالنقل أو بالإدخال أو بالسّكت أو بالتّسهيل. وتخلصوا من شدة الكاف والتاء بالهمس، وتخلصوا من بقية الحروف الشّديدة بالقلقلة.

ثانيا:ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء! وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون) مهموسة، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر.
وسأعيد ما ذكرته في تعقيبي السابق: "المشكلة تتركّز في قول سيبويه وعلماء التجويد من بعده: "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبقُ على الطاء المنطوق بها اليوم، يعني حتى لو اتفقنا على أن الطاء الحالية غير مهموسة يبقى الإشكال قائما.
ويلزم من قولنا إن الطّاء الحالية غير مهموسة أنه " لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً " أليس كذلك؟ وهذا ما قاله الأقدمون، لكن أين نذهب بقولهم: " ولولا الإطباق
والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا"؟!!

ثالثا:لقد بيّنتُ لك في تعقيبي السابق خطأ الاستدلال بتلك النصوص التي تتمسّك بها مؤولا ومفسرا! يا أخي الشيخ إنك بعملك هذا تتهم الإمام مكي وغيره بالتّناقض! هم يقولون:
"ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لصارت دالا " فهل تراهم يناقضون أنفسهم بعد هذا النص الصريح بنصوص أخرى تثبت أن التاء أقرب إلى الطاء كما تقولون أنتم بارك الله فيكم!
أخي الشيخ .. أنتَ تدعو إلى التّمسك بنصوص القدامى وأنت بقولك هذا تخالف ما أجمعوا عليه غفر الله لي ولك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير