مسألة الفعل "رأى " سواء قبل ساكن أو متحرك:
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف للسوسي في إمالة الراء والهمزة من الأول وإمالة الراء من الثاني 0
جاء المحررون واتبعوا الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وقالوا: إن هذا الخلاف لا يقرأ به للسوسي لأنه خروج عن طرق كتابه (وهو التيسير)،وهذا كلام وجيه من إمام القراءات،فقد بين أنه من قراءة الداني على فارس من غير طريق أبي عمران الذي هو طريق التيسير 0
ذهبنا إلى التيسير فوجدنا فيه التالي:"رأى كوكباً " – ونحوه- أبو عمرو بإمالة الهمزة فقط 0
و " رءا القمر "-وبابه- أبو عمرو بفتح الراء0
ثم قال الداني: وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضاً وكل صحيح معمول به 0انتهى كلامه:التيسير:104
وهذا نفسه نقله الإمام ابن الجزري وقال عنه: لا يصح – هذا الوجه – من طريق السوسي البتة وإنما روي من طريق أبي حمدون وأبي عبد الرحمن عن السوسي ومن طريقيهما حكاه في التيسير وصححه02/ 47
إذن:علة المنع هنا الخروج عن طريق التيسير ومجيئها من طريق أبي حمدون 0
32 - نذهب إلى كلمة أخري وجدنا فيها نفس العلة وهي حكاية الداني لطريق أبي حمدون،لكن بعض أهل التحريرات لم يمنع القراءة بل جوزها وذلك في:
"فبشر عباد" في سورة الزمر:
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى أن السوسي يفتح الياء وصلاً ويسكنها وقفاً،أي أن الياء ثابتة عنه وصلاً ووقفاً 0
وفي التيسير:أبو شعيب – هو السوسي – "فبشر عباد" بياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف0ص:189
لكن قال بعض أهل التحريرات: إن هذا المذكور ليس من طريق الحرز، بل طريقه الحذف في الحالين،وعلى هذا ينبغي لمن يقرأ من طريق الحرز للسوسي أن يقتصر له على الحذف في الحالين 0إبراز المعاني 2/ 272ح 1
وارجع إلى ما كتبه شيخنا عبد الرازق في تعليقه على " الفتح الرحماني ص167 وما بعدها ففيه تدقيق لا يصدر إلا عن عالم محقق يعرف ما ذا يقول،ولا تفهم أنى أوافقه في النتيجة وهي قوله:"أما في الوقف فله – السوسي- أن يثبتها ساكنة أو يحذفها ويسكن الدال 0
لأن الحذف إنما ذكره الداني عن أبى حمدون،قال رحمه الله تعالى: "وقال أبو حمدون وغيره عن اليزيدي مفتوحة في الوصل محذوفة في الوقف 0ص189
ولعل الذين أجازوا رواية الحذف مع أنها عن شيخ خارج عن طرق التيسير هو عبارة الدانى: وهو عندي قياس قول أبي عمرو 0
33 - فهاتان قراءتان فيهما علة واحدة أجيزت إحداهما ومنعت الأخرى 0 وعندي غيرها لكن أدخرها للبحث المطول الذي منشغل به الآن عن دراسة كتب التحريرات يسر الله ووفق إن كان فيه الخير 0
34 - أما قولك:" العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية " فقول أراك معجب به كثيراً وتردده ترديد من ليس له من الأدلة غيره، وهل هذا الذي نبحث فيه إلا من باب الدراية؟ وأقول لك: في القراءات وحروف القرآن "السماع والرواية أحسن من الفطنة والدراية"، إذ تعبدنا بما أقرئنا ولم نتعبد بما اجتهد فيه العلماء 0
ثم إن عبارتك "العلم " عامة تصدق على القراءة وغيرها،فهل القراءة مثل العلم بالنحو والفقه والمنطق والأصول 00
35 - وأما قولك:" فما ذا ينقصك من البيان بعد كل هذا؟ " أقول: أي بيان؟ ينقصني أن تجيب:هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن قبله بعض العلماء بل كل العلماء؟
36 - وأما قولك:" نعم فإن التحقيق لا يزال قائماً 000
أقول: إذن افرح يا أخي بذلك؟ ولا تنكر على من بين بعض الاضطراب في منهج المتأخرين في بعض المسائل، مع اعتقادي التام بأن القراءة لا تقاس على الحديث بحال من الأحوال 0
37 - وأما قولك:" هل يعني الله فتح عليك ما لم يفتح على الشيخ الضباع والمتولي؟
فالجواب: أين عقلك يا هذا؟ ألا تدري ما عاقبة وما مدلول كلامك هذا؟ أتستبعد على الله تعالى أن يفتح على بعض عبيده أفضل وأحسن وأكثر، وليس مثل، ما فتح على عبديه الشيخ المتولي والضباع؟
أتحصر فتح الله تعالى على المتولي والضباع؟
يا أخي اتق الله ولا تدخل أموراً في أمور، فرب كلمة تقول لصاحبها دعني؟؟؟
¥