تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الشيخ محمد شريف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:

في البداية أرحب بالشيخ الفاضل والأخ العزيز عاصم قاريء حفظه الله تعالى،وأشكره على إثراء هذا النقاش بمداخلته المهمة 0

ثم أقول وبالله التوفيق:

1 - قلت يا أخي محمد:"فيما يخص طرق الشاطبية فإنها تختص بما ورد عن الداني،وكل ما كان من طريقه " ثم نقلت كلاما ً طويلاً عن الشيخ المزاحي رحمه الله تعالى وعلقت عليه بقولك:"من خلال كلامه ندرك أن طرق الشاطبية هو ما رواه الداني سواء من التيسير أو جامع البيان أو المفردات أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر ابن غلبون 00الخ

الجواب: العبد الضعيف لا يسلم لكم ولا للشيخ المزاحي في كل ما ذكرتماه،فهو رحمه الله تعالى،وأنتم حفظكم الله - وأطال عمركم ورزقنا وإياكم الصحة والعافية والعلم النافع - صادقان مصدقان في ما تنقلانه، لكنه مناقش ومبحوث معكما في ما تقولانه باجتهادكما،وذلك كالتالي:

أ- قوله:" وما خرج عن ذلك – طرق الداني – فليس من طريقه –الشاطبي – " 0

أقول: هذا التعميم لا يسلم؛لأنه ثبت أن للشاطبي طرقاً لا تمر على الداني،ويهمني هنا "مكي بن أبي طالب" حيث ثبت أن للشاطبي طرقاً عنه،وهذا موجود في أسانيد الشاطبي التي ذكرها تلميذه السخاوي رحمه الله تعالى في بداية شرحه للشاطبية " فتح الوصيد " حيث قال رحمه الله:"أخذ – الشاطبي – القراءة عن ابن هذيل والنفزي وقد رأيت أن أذكر ما كتباه له لما في ذلك من معرفة سنده المتصل بالأئمة السبعة ثم أذكر إن شاء الله عند ذكر الأئمة السبعة اتصال قراءتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لابد من معرفة ذلك لمن ترجع قراءته إلى هذا السند 0

ثم نقل الإمام الإجازة التي كتبها الشيخ النفزي للشاطبي ومنها في رواية ورش إسناده إلى مكي بن أبي طالب وإلى عبد الجبار الطرسوسي صاحب كتاب "المجتبى "والخزرجي صاحب "القاصد"والطلمنكي صاحب "الروضة " وهي كلها من أصول النشر 0 (فتح الوصيد:1/ 15)

واخترت هنا رواية ورش لأبين أن كلام الشيخ المزاحي فيه نظر وهو:

ابن الجزري رحمه الله ذكر في رواية قالون من طريق أبي نشيط قال:

" طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن بن شفيع على ابن سهل على ابن غصن،وقرأ ابن غصن على عبد المنعم ابن غلبون وقرأ على أبي سهل وقرأ على القزاز وقرأ على أبي حسان وقرأ على أبي نشيط "النشر:1/ 101 - 102

فهذه الطريق للشاطبي عن ابن غلبون الأب،وقد رواها عنه ابنه لكن ليست من طرق الشاطبي، أعني:أن الشاطبي يلتقي سنده في هذه الطريق مع ابن غلبون الابن عند الأب، والابن لاشك أنه من شيوخ الداني،فهل يصح أن نقول:إن هذه الطريق تعتبر من طرق التيسير لمجرد أن الداني قرأ على ابن غلبون الابن؟

قد تقول:لا، لا تعتبر لأن الداني لم يقرأ بها على الابن 0

فأقول:إذن تصحح العبارة " أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر 00

وإن قلتم:نعم تعتبر طريقاً – ولا أظنكم تقولونه- فأقول في هذه الحالة: نحن في حاجة إذن إلى توضيح وتعريف:ماالمراد بطريق فلان وفلان؟

2 - وأيضاً عبارة:" وكل ما كان من طرقه " أرى إن فيها ظلماً – تجوزاً-للشاطبي ومنظومته،أعني معاملة الشاطبية على أنها نسخة (غير مصححة) من "التيسير " فما زادته عنه وما خرجت فيه عنه يرمى فلا يقرأ به أو يضعف فلا يؤخذ به، ومعاملة الشاطبي على أنه (نسخة مكررة) من الداني،فما خالفه فيه فلا يعتبر 000الخ

أقول هذا ظلم، وليس كلامي هذا من المحبة أو العاطفة،لا،بل أجزم أن كل أهل القراءات يحبون الشاطبي والشاطبية، ولكن أقوله من باب "المنهج العلمي وهو ما أبينه في هاتين النقطتين:

الأولى: ثبت لكل من درس الشاطبية أن الشاطبي قال فيها:

وفي يسرها "التيسير " رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا

وألفافها "زادت " بنشر فوائد 0000

إذن: الشاطبي صرح بأن له زيادات على التيسير،وهذه الزيادات لم يأت بها من كيسه واجتهاده،بل نقطع ونجزم أنه رواها عن شيوخه،وهذا ما توضحه النقطة الثانية وهي:

الثانية: اتضح من خلال السخاوي والنشر أن للشاطبي طرقاً أخرى غير التيسير،بل غير طرق الداني أصلاً،وهذه الطرق قرأ بها ابن الجزري مما يعطيها ميزة مهمة وهي "اتصال سندها " 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير