ثانياً: هل لك دليل أو مثال أو نصّ في الإجازة بالقراءة دون الإقراء؟ لأنّ الإجازة في حدّ ذاتها شهادة على أهلية المجاز فإن كان مؤهّلا على القراءة فيكون مؤهّلاً بالضرورة على الإقراء لأنّ المجيز شهد أنّ قراءته صحيحة بإجازته له على القراءة، اللهمّ إلاّ إذا كان المجاز جاهلاً بما يقرأ أو كان من العوام، فأُجيز فقط على القراءة لأجل نطقه السليم وجهله من جهة الدراية. أمّا كون الإجازة على الإقراء تستلزم قراءة القرءان من أوّله إلى آخره فلا دليل على ذلك خاصّة فيما كان متأهّلاً. وأطالبك بالدليل.
ثالثاً: لم يشترط ابن الجزري في نشرته ما تشترطه أنت، ونحن نعلم أنّ في طرق النشر أسانيد أثبتها ابن الجزري ومن ضمن هذه الطرق من لم يقرأ جميع القرءان على شيخه والدليل على ذلك شرطه الذي ألزم به نفسه إذ لو بُنيت جميع طرق النشر على قراءة جميع القرءان على الشيخ لأدخل ذلك ضمن شرطه. زيادة على ذلك أنّه أورد في منجد المقرئين الأمثلة على ذلك بالمتابعة وبغير المتابعة ولم يسقط شرط الإقراء للمجاز حتّى عند عدم المتابعة إذا كان متأهّلاً. أقول: أن كان ذلك موجوداً في طرق النشر ولم يشترطه وهو قرأ وأقرأ بمضمون جميع ذلك فكيف تسقط ذلك عن غيره ممن ثبتت أهليّته. فانظر شيخي أنّني لا أتكلّم عن عاطفة. فالنقد في هذه المسألة تتطلبّ دراسة في منهجية القدامى على الإجازة وما هي ضوابطها وبعد ذلك يمكن الحكم على السند.
قولكم "ولم يقل أحد منهما أنه قرأ العشر بالقرآن كاملاً "
الجواب: هل هو شرط لردّ السند؟ إن كان كذلك فما هو الدليل وأقصد بالدليل النصّ وليس مجرّد رأي؟
هل هو من شروط ابن الجزري في النشر؟ إن كان كذلك فما هو الدليل؟ إن لم يكن كذلك فكيف تشترطه أنت خاصّة مع أمثال النويري والعقبي؟
قولكم: " "الإجازة " بحد ذاتها ليست "شرطاً " قل لي بربك قل لي كم نسبة المسلمين الحاملين للإجازة بل قد رأينا في الواقع والمشاهدة كثيراً من المقرئين هم أكثر اتقاناً وحفظاً ممن "يتبجح " بالإجازة"
الجواب: نعم هذا موجود إذ الإجازة أصبحت موضة العصر كما قال العالم المحقق الشيخ أيمن سويد
ولكن شيخي العزيز لا تتخذ ذلك ذريعة لإسقاط إسناد النويري والعقبي ولا يمكن بأيّ حال إنزال منزلتهما إلى منزلة من يتبجّح بالإجازة. فهذه مسألة علمية تبنى على النصوص والبرهان ولا تبنى على العاطفة.
أمّا أولائك الذين تصفهم بالمتشددين في التحريرات الذين يشترطون اتصال السند.
الجواب: إن كانوا من المتشددين فكيف تستدلّ بمنهجهم هذه المرّةإأن سلمنا أنّ استدلالك بذلك صحيحاً هذا من جهة. من جهة أخرى ما هو دليلك على أنّ الإجازة لوحدها لا تكفي في اتصال السند؟ ما هو دليلك على أنّ اتصال السند منوط بقراءة جميع القرءان على الشيخ؟ المتشددون لم يسقطوا أيّ وجه في النشر بسبب ما تذكر بل أسقطوا بعض الأوجه عموماً درءا للتركيب والخلط بين الطرق. وابن الجزري في نشره أثبت صحة جميع أسانيده في النشر حيث قال وهي أصحّ ما يوجد في الدنيا، ومن ضمن هذه الأسانيد ما أخذ بالإجازة دون قراءة جميع القرءان على الشيخ. أقول إن كان المتشددون لم يعترضوا على النشر من هذه الحيثية وابن الجزري شهد بصحة جميع ذلك فكيف بك تسقط بهذه البساطة إسناد النويري والعقبي من غير أيّ دليل معتبر؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Apr 2007, 02:08 م]ـ
أخي الشيخ محمد يحي حفظه الله:
أرى أنكم "خرجتم" بالنقاش إلى مالا علاقة له به،حيث تركتم الموضوع الأساس وهو البحث في المسألتين:
1 - إسناد الشيخ العقبي رحمه الله وأنه ليس متصلاً ولا "قراءة " بل "إجازة " 0
2 - النويري المذكور في أسانيد "الطيبة " ليس هو النويري "شارح الطيبة "0
وقد لاحظت من بداية مناقشاتكم "تحويل النقاش إلى:
1 - مكانة الشيخين
-2عدالتهما وضبطهما
3 - إجازة ابن الجزري لهما 0000الخ
وهذا كله لا علاقة له في بحثنا ألبتة 0
¥