- إن كان هدفه زيادة اتقان فلا يصح فاليوم لدينا شيوخ أفاضل شيوخهم يعتبرون في سندهم معادلي المتولي رحمه الله (الجزري الصغير) ومن يعدل المتولي في الاتقان والأدء والدراية بل هو فاق أشياخه رحمه الله والأمثلة في هذا تتعدد الدراية والاتقان يتعلقق بجهد الشخص.
- إن كان الهدف منه البركة بالقرب من النبي الكريم فلا يصح أيضا – بغض النظر عن معنى البركة والخلاف فيها – لأن القراءة السند في القراءة الواحدة يعود مبدؤه إلى القارئ الذي بنى قراءته عن التابعين الذين أخذ منهم وليس تابعيا واحدا.
- إن كان قصر السند إلى صاحب كتاب فأين البركة.
- الصحابة كانوا يأخذون عن بعضهم ولا يهتمون بالقصر أو الطول في السند المهم القرآن والقرآن فقط.
العبرة بالإفادة في نشر القرآن وأمانة نقل أحكامه والقيام بحقه.
أما إن كانت البحث في المسألة هو أمر بحث ودراسة لا غير فاسمحوا لي أن أدلي بمايلي:
من الخطأ التعبير أن هذا السند هو أقصر سند بقراءة حفص عن عاصم أ قالون عن نافع إلى رسول الله لأن رسول الله لم يكن يفرأ حفص وهذا كمن يقول هذا سندي إلى رسول الله بالفقه الشافعي، قراءة حفص عن عاصم تعود إلى الصحابة إلى رسول الله لكن ليس باقتراناتها التجويدية والحرفية حسب ما هي بين يدينا اليوم بل إن مبدأ سندها هو حفص حسب ما تلقاه وأخذه عن شيوخه التابعين وكان القارئ يتخير مما أخذ وتلقى عن شيوخه،
فالسند يجب أن يدرس إلى القارئ ولا يصح غير ذلك باعتبار القراءة أما إذا كان البحث يتركز في عدد الرجال بين الشخص والرسول في تلقي القرآن بغض النظر عن القراءة والكتاب فهذا يصح وعندها لا نحدد قارئا إلا أن هذا ليس مقصود البحث هنا.
والخلاصة هي أن قصر دراسة السند يقوم إما على سند قراءة قارئ ما أو سند تلقي كتاب ما من كتب القراءات وهذا ما يوجد في بداية النشر من ذكر إسناده بالكتاب أو بالقراءة إلى القارئ ثم يحدد من أين تلقى القارئ قراءته.
فإن أردنا تحديد أقصر الأسانيد لقراءة ما إلى راو ما فهذا يعتمد على الكتاب الذي يُقرِؤ منه الشيخ صاحب السند المدروس فإن أقصر الأسانيد لأبن الجزري هي تلك التي تعتمد على كتب سبط الخياط وأهمها المبهج والكفاية حيث ينقصان رجلين عن الشاطبية أما المصباح فينقص رجلا وكذلك سند ابن الجزري فيكتاب التيسير ينقص رجلا، ولا يمكن أن نعتبر شيخا اليوم يعتمد في تقريئه على هذين الكتابين – المبهج والكفاية – إلا إذا كان قد جمع القراءات من طريق الطيبة لأنهما أحد كتب الطيبة أما من جمع من الشاطبية والدرة فلا يصح اعتماد سنده عليهما
فإن أردنا تحديد أقصر الأسانيد اليوم لقراءة حفص فلا يمكن أن نخصص الشيخ بكري لأن من جمع القراءات من طريق الطيبة فإن سنده ينقص رجلين بين ابن الجزري والراوي أو القارئ.
فسند الشيخ بكري إلى حفص 24 رجل (على اعتبار صحة سماع ابن غانم المقدسي من شيخه)
بينما الشيخ كريم راجح فسنده إلى حفص من طريق الشاطبية 25 رجل حيث قرأ على الشيخ أحمد الحلواني وهو قرأ على الشيخ سليم الحلواني الذي قرأ عليه الشيخ بكري، لكن إذا أخذنا سنده اعنمادا على المبهج أو الكفاية فإنه ينقص رجلين فيصبح 23 رجلا وهذا أقصر سند يوجد اليوم على اعتبار أن الشيخ أحمد الحلواني كان جامعا للطيبة وهذا على الأغلب لأنه يوجد له منظومة تذكر ما زادته الطيبة على الشاطبية وكان شيخ قراء دمشق، هذا سنده من طريق الشاميين أما من طريق الأتراك فهو قرأ على الشيخ عبد القادر قويدر وهو من طريق الأتراك وبينه وبين حفص من طريق المبهج 24 رجلا،بينما من الشاطبية 26 رجلا أقصد من طريق الأتراك.
كما أن الشيخ عبد القادر قويدر قرأ القراءات العشر بمضمن الطيبة على الشيخ محمد على خلف الحسيني وعلى الضباع وقرأ الشيخ محمد علي خلف الحسيني على المتولي مباشرة إضافة، فيصبح سند الشيخ كريم من طريق المصريين إلى حفص من طريق المبهج 24 رجلا أما من طريق الشاطبية 26 رجلا.
ونسخة إجازة الشيخ عبد القادر قويدر عن مشيخة قراء مصر عندي، وأظن أن الشيخ كريم لم يتنبه لها ولسنده من طريق المصريين.
¥