قبل مدة طويلة تذاكرت مع أخي الكريم الدكتور محمد أجمل الإصلاحي نشرات كتاب (معرفة القراء الكبار)، فكان مما ذكره لي أن الأخ علي بن محمد العمران في تحقيقه لكتاب (منجد المقرئين) عام 1419هـ قد أشار إلى رأيه في طبعات الكتاب. ولكنني لم أراجعها حينها، وتذكرتُ بعد نشري للمقالة هذا الأمر فطلبت من أحد الزملاء إضافة ما ذكره الأخ علي العمران لبعد النسخة المحققة عن يدي، فلم أتلق رداً. فسعيتُ للحصول على تحقيق (منجد المقرئين) للأخ علي العمران فوجدته يقول في تعليقه في الصفحة 31 عن طبعة مركز الملك فيصل للكتاب:
(طبعة مركز الملك فيصل، تحقيق د/أحمد خان، وهذه أكمل طبعات الكتاب، حيث اعتمد على نسخة ابن فهد، وهي آخر إخراج للكتاب، وفيها زيادة أكثر من (500) ترجمة على الطبعات السابقة، إلا أن على هذه الطبعة ملاحظات:
1 - كثرة الأخطاء الطباعية، خاصة في التراجم الزائدةن على طبعة مؤسسة الرسالة.
2 - نفيه لوجود مصادر لترجمة العلم في غير كتاب الذهبي، بقوله: (لم أعثر عليه) بينما ترجمته موجودة في أكثر من كتاب، بل بعضها في (غاية النهاية)، وقد وقع له ذلك - بالتتبع - في أكثر من (60) ترجمة).
3 - ادعى أن اسم الكتاب (طبقات القراء) وصوابه: (معرفة القراء الكابر على الطبقات والأعصار) لا ريب في ذلك، وليس هنا موضع بسط الأدلة.
4 - فهارسه غير متقنة.
وهناك طبعة للكتاب في تركيا بتحقيق د/طيار آلتي قولاج في أربع مجلدات، وقد اعتمد أيضاً على نسخة فيها زيادات في التراجم تبلغ (500) ترجمة، وهي أتقن من سابقتها، والذي جعلني أعدل عن الإحالة إليها عزة وجودها بين طلبة العلم.
وجملة القول: أنه لا يستغنى بإحدى الطبعتين عن الأخرى، ولو أعيد نشر الكتاب على النسخ التي اعتمدها المحققان مجتمعة، لاكتمل حسنُ الكتاب، وغدت هذه الطبعةُ أجود طبعاته). انتهى.
قلتُ: جزى الله الأخ علي العمران خيراً على رأيه هذا وفوائده. وقد صارت طبعة تركيا اليوم أكثر وجوداً في المكتبات من غيرها، وقد حصلت دار عالم الكتب بالرياض على إذن بطباعتها، فنشرتها أيضاً وتوفرت في المكتبات، في حين أصبحت نسخة مركز الملك فيصل عزيزة نادرة، لا تكاد توجد رغم تأخر تاريخ طباعتها.
وأما المخطوطة التي اعتمدها الدكتور طيار قولاج فأصلها نسخة ابن فهد المكي أيضاً.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[31 Jul 2006, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور عبدالرحمن جزاك الله خيراً على هذا الملخص التعريفي.
وتوضيحا لما ذكرته حفظك الله:
- ذكرت أن الذهبي عرض بالعشر الكبرى، وهذا الاصطلاح إنما حدث بعد ابن الجزري كما لا يخفاك.
- ذكرت أن محققي طبعة الرسالة هم من حقق وأثبت اسم الكتاب بينما الطبعة المصرية سبقتها لذلك.
- ذيل ابن مكتوم لايوجد الا في الطبعة المصرية.
- عدد التراجم في الطبعة الفيصلية لا يمكن الاعتماد عليه، فالمحقق يعد الذين ذكرهم الذهبي عرضاً أثناء التراجم ويفرد لهم رقماً، وحتى من ذكرهم للتمييز أو من ورد ذكرهم استطراداً.
- يكثر السقط والبياض بسبب المخطوط في اوائل الطبعة الفيصلية، وينتشر في أثناء الطبعة التركية.
النسخة التي في دار الكتب المصرية هي نفسها المصورة من كوبريلي، لكن المحقق في الطبعة المصرية
زاد وغير أموراً من القطعة الألمانية مما حدا بالمحقق في الطبعة التركية لنفي أن تكون هي مصورة كوبريلي.
- يعتمد محققوا طبعة الرسالة على الطبعة المصرية في أماكن متعددة من الكتاب دون أن ينوهوا به كسابق لهم بأكثر من 15 سنة، ومع ذلك تفننوا في إبراز أخطائها المطبعية حتى تلك التي نبه محقق الطبعة المصرية إلى أنها خطا طباعي وألحقه في آخر الكتاب.
- تناسى محققوا طبعة الرسالة قدم الطبعة المصرية 1968 هـ ولو قارنا تحقيق الطبعة المصرية بعصرها الذي حققت فيه لصنفناها في مستوى متوسط ولكن لا تصل للحد الذي ذكره الدكتور المنجد ومن تبعه.
- في مركز الملك فيصل أكثر من نسخة فيما أظن وكما في خزانة التراث تحت اسم طبقات القراء.
- أما ما ذكره الدكتور مساعد من ذيل ابن المطري فهو المطبوع مع الطبعتين التركية والفيصلية.
¥