تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" والتوسط في رفع اليدين وهو الأكثر والحديث السابق على الزيادة وهي حالة المبالغة والإلحاح في الدعاء والمسألة ويدعو أي بعد ذلك وعن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي كان إذا دعا فرفع يديه عطفا على دعا مسح وجهه بيديه قال ابن حجر:

"جواب إذا والصواب أنه خبر كان وإذا ظرف له "

قال الطيبي رحمه الله:

" دل على أنه إذ لم يرفع يديه في الدعاء لم يمسح وهو قيد حسن؛ لأنه كان يدعو كثيرا كما في الصلاة والطواف وغيرهما من الدعوات المأثورة دبر الصلوات وعند النوم وبعد الأكل وأمثال ذلك ولم يرفع يديه لم يمسح بهما وجهه وأما ما قاله ابن حجر وما أفاده لفظ الحديث من أنه إذا دعا ولم يرفع يديه لم يمسح إنما هو على سبيل الفرض لما مر أنه عليه الصلاة والسلام كان يرفع يديه في كل دعاء فيلزم أنه كان يمسح بهما في كل دعاء فمردود بأنه لم يمر ما يدل على الكلية أصلا مع أن قوله في فعله عليه الصلاة والسلام على سبيل الفرض لا طائل تحته"أهـ

وورد في صحيح البخاري:

- حَدَّثَنِي حِبَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ.

قال ابن حجر:

- قَوْله: (اِشْتَكَى)

أَيْ مَرِضَ،

وَ (نَفَثَ)

أَيْ تَفَلَ بِغَيْرِ رِيق أَوْ مَعَ رِيق خَفِيف.

قَوْله: (بِالْمُعَوِّذَاتِ)

أَيْ يَقْرَأهَا مَاسِحًا لِجَسَدِهِ عِنْد قِرَاءَتهَا، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مَالِك عَنْ اِبْن شِهَاب فِي فَضَائِل الْقُرْآن بِلَفْظِ " فَقَرَأَ عَلَى نَفْسه الْمُعَوِّذَات " وَسَيَأْتِي فِي الطِّبّ قَوْل مَعْمَر بَعْد هَذَا الْحَدِيث. قُلْت لِلزُّهْرِيِّ: كَيْفَ يَنْفُث؟ قَالَ: يَنْفُث عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَح بِهِمَا وَجْهه. وَسَيَأْتِي فِي الدَّعَوَات مِنْ طَرِيق عُقَيْل عَنْ الزُّهْرِيّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَل ذَلِكَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعه. هَذِهِ رِوَايَة اللَّيْث عَنْ عُقَيْل، وَفِي رِوَايَة الْمُفَضَّل بْن فَضَالَة عَنْ عُقَيْل فِي فَضَائِل الْقُرْآن " كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشه جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا ثُمَّ يَقْرَأ قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد وَقُلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَق وَقُلْ أَعُوذ بِرَبِّ النَّاس " وَالْمُرَاد بِالْمُعَوِّذَاتِ سُورَة قُلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَق وَقُلْ أَعُوذ بِرَبِّ النَّاس، وَجُمِعَ إِمَّا بِاعْتِبَارِ أَنَّ أَقَلّ الْجَمْع اِثْنَانِ أَوْ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْمُرَاد الْكَلِمَات الَّتِي يَقَع التَّعَوُّذ بِهَا مِنْ السُّورَتَيْنِ، وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَاد بِالْمُعَوِّذَاتِ هَاتَانِ السُّورَتَانِ مَعَ سُورَة الْإِخْلَاص وَأُطْلِقَ ذَلِكَ تَغْلِيبًا. وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَد.

قَوْله: (وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ)

فِي رِوَايَة مَعْمَر " وَأَمْسَح بِيَدِ نَفْسه لِبَرَكَتِهَا " وَفِي رِوَايَة مَالِك " وَأَمْسَح بِيَدِهِ رَجَاء بَرَكَتهَا " وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشه " فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلْت أَنْفُث عَلَيْهِ وَأَمْسَح بِيَدِ نَفْسه لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَم بَرَكَة مِنْ يَدِي "

وورد في صحيح البخاري:

5307 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ

قَالَ يُونُسُ كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَتَى إِلَى فِرَاشِهِ.

5844 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ.

وبعد:

أقول والله أعلم وأحكم:

كما هو واضح من الحديث السابق فالرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه وقرأ بالمعوذات،ومسح بهما جسده.

والمعوذات فيها دعاء لله تعالى، وقراءة القرآن عبادة.

والدعاء عبادة، والرسول صلى الله عليه وسلم، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3و4].

فقد حوت السنة عددا من الأدعية المعروفة.

فإذا قلنا أن هذه الأدعيه يجوز أن نمسح الوجه بعد أن ندعوا بها.

فما حكم الأدعية التي يدعوا بها المسلم، مثل أن يسأل الله تعالى أمرا خاصا به على سبيل المثال، من دون أن يعتدي في السؤال.

هل يجوز أن يمسح وجهه بيده بعد ذلك؟

لا أرى ما يمنع ذلك.

والله أعلى وأعلم وأحكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير