تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رواه الطبرانى، و هو فى السلسلة الصحيحة 24

رابعاً: عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال:

" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجة، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

" من فجع هذه بولدها؟! ردوا ولدها إليها ".

رواه البخارى فى الأدب المفرد، و هو فى السلسلة الصحيحة 25

ومعنى تفرش بحذف إحدى التائين مثل (تَذَكَّر) أى ترفرف بجناحيها و تقترب من الأرض.

و من الآثار عن الصحابة رضى الله عنهم في الرفق بالحيوان:

أولاً: عن وهب بن كيسان:

أن ابن عمر رأى راعي غنم في مكان قبيح، و قد رأى ابن عمر مكانا أمثل منه،فقال ابن عمر: ويحك يا راعي حولها، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " كل راع مسؤول عن رعيته ".

رواه أحمد (رقم 5869) و سنده حسن.

ثانياً: عن معاوية بن قرة قال:

كان لأبي الدرداء جمل يقال له: (دمون)، فكان إذا استعاروه منه قال: لا تحملوا عليه إلا كذا و كذا، فإنه لا يطيق أكثر من ذلك، فلما حضرته الوفاة قال: يا دمون لا تخاصمني غدا عند ربي، فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق

رواه أبو الحسن الأخميمي في " حديثه " (63/ 1).

ثالثاً: عن محمد بن سيرين:

" أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يجر شاة ليذبحها فضربه بالدرة و قال: سقها - لا أم لك - إلى الموت سوقا جميلاً ".

رواه البيهقي (9/ 280 - 281).

وصحح الألبانى رحمه هذه الآثار فى السلسلة الصحيحة 1/ 29

قال الألبانى رحمه الله:

" تلك هي بعض الآثار التي وقفت عليها حتى الآن، و هي تدل على مبلغ تأثر المسلمين

الأولين بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوان، و هي في

الحقيقة قل من جل و نقطة من بحر، و في ذلك بيان واضح أن الإسلام هو الذى وضع

للناس مبدأ (الرفق بالحيوان)، خلافا لما يظنه بعض الجهال بالإسلام أنه من

وضع الكفار الأوربيين، بل ذلك من الآداب التي تلقوها عن المسلمين الأولين، ثم

توسعوا فيها، و نظموها تنظيما دقيقا، و تبنتها دولهم حتى صار الرفق بالحيوان

من مزاياهم اليوم، حتى توهم الجهال أنه من خصوصياتهم! و غرهم في ذلك أنه لا

يكاد يرى هذا النظام مطبقا في دولة من دول الإسلام، و كانوا هم أحق بها

و أهلها! "

السلسلة الصحيحة 1/ 29

(9) أن سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى. وذلك لشدة حاجة الناس إلى الماء، وعدم استغنائهم عنه، فالإحسان في بذل الماء لمن يحتاج إلى شربه، وتمكينه منه فعل عظيم، وله ثواب جزيل، وهذا الحديث يدل على عظم شأن إنفاق الماء لمن يحتاجه، وبذله في سبيل الله، وتسبيله للناس حتى يستفيدوا منه، فهو مادة الحياة، وبه حياة المخلوقات، ومما يدل على ذلك ما يلى:

أولاً: قوله تعالى:

{ونادى أصحابُ النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أومما رزقكم الله قالوا إن الله حرَّمهما على الكافرين} [الأعراف: 50]

قال ابن عباس رضي الله عنهما وقد سئل أي الصدقة أفضل؟: "الماء، ألم تروا إلى أهل النار حين استغاثوا بأهل الجنة: "أن أفيضوا علينا من الماء أومما رزقكم الله"؟

تفسير القرطبى 7/ 215

ثانياً: عن سعد بن عبادة رضى الله عنه قال: قُلْتُ يا رَسُولَ الله ِأَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ فقَالَ الْمَاءُ "

رواه أبو داوود، و حسنه الألبانى فى صحيح سنن أبى داوود 1474

ثالثاً: عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضى الله عنه قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ الْمَاءُ.

فَحَفَرَ بِئْرًا وَقَالَ هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ "

رواه أبو داوود، و صححه الألبانى فى صحيح سنن أبى داوود 1476

وإِنَّمَا كَانَ الْمَاء أَفْضَل لِأَنَّهُ أَعَمّ نَفْعًا فِي الْأُمُور الدِّينِيَّة وَالدُّنْيَوِيَّة خُصُوصًا فِي تِلْكَ الْبِلَاد الْحَارَّة، وَلِذَلِكَ مَنَّ اللَّه تَعَالَى بِقَوْلِهِ:

{وَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} [الفرقان 48: 49]

(10) فضل حفر الآبار لسقى الناس أو الحيوانات.

قال عبدالمحسن العباد رحمه الله:

" وحفر الآبار للسقي سواء لسقيا الناس أو لسقيا الدواب من الصدقات الجارية التي يكون الثواب عليها مستمراً بهذه الصدقة، لأن أجر الصدقات منه ما هو منته بانتهاء بقائها لمن يستحقها، ومنه ما هو مستمر لاستمرار الصدقة، كبناء المساجد، فالناس يستفيدون من المسجد باستمرار، ومثل حفر الآبار ومد الماء منها إلى الناس كي يشربوا منه، فمادام النفع حاصلاً فإن الأجر مستمر ودائم، وهذا الذي هنا من الصدقة الجارية التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

شرح سنن أبى داوود 1/ 2

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير