تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد بَيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الذين أجازوا العمل بالحديث الضعيف من الحفاظ والمحدثين المتقدمين لم يقصدوا إثبات استحباب الإتيان بأذكار معينة بأعداد مخصوصة وأوقات مخصوصة إذا وردت في أحاديث ضعيفة، وإنما أرادوا أنه إذا ورد حديث ضعيف يبين مقدار ثواب ذكر معين مثلاً، وكان قد ورد فضل هذا الذكر نفسه في حديث صحيح، أنه يجوز العمل بهذا الذكر مع احتساب الفضل الوارد في الحديث الضعيف، رجاء تحقيقه وتحصيله، أما أن نقول باستحباب عمل – كصلاة التسابيح مثلاً – بدعوى أنها من فضائل الأعمال، والأحاديث الضعيفة يؤخذ بها في فضائل الأعمال: فهذا لم يقل به المحدثون والحفاظ المتقدمون.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" ولم يقل أحد من الأئمة: إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحباً بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع، وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي، ولكن إذا عُلم تحريمه، وروي حديث في وعيد الفاعل له، ولم يعلم أنه كذب؛ جاز أن يرويه، فيجوز أن يروي في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أنه كذب، لكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهَّب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله " انتهى.

"مجموع الفتاوى" (1/ 250).

ويقول أيضا رحمه الله:

"إذا ثبت أن العمل مستحب بدليل شرعي، وروي له فضائل بأسانيد ضعيفة: جاز أن تروى إذا لم يعلم أنها كذب.

وذلك أن مقادير الثواب غير معلومة، فإذا روي في مقدار الثواب حديث لا يعرف أنه كذب؛ لم يجز أن يُكذِّب به، وهذا هو الذي كان الإمام أحمد بن حنبل وغيره يرخصون فيه وفي روايات أحاديث الفضائل، وأما أن يثبتوا أن هذا عمل مستحب مشروع بحديث ضعيف، فحاشا لله" انتهى.

"مجموع الفتاوى" (10/ 408).

وقال أيضا:

"إذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديراً وتحديداً؛ مثل صلاة في وقت معين، بقراءة معينة، أو على صفة معينة؛ لم يجز ذلك – أي العمل بها – لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي، بخلاف ما لو روي فيه: (مَن دخل السوق فقال: لا إله إلا الله كان له كذا وكذا) فإن ذكر الله في السوق مستحب، لما فيه من ذكر الله بين الغافلين، فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته، وفي مثله جاء الحديث الذي رواه الترمذي: (من بَلَغه عن الله شيء فيه فضل فعمل به رجاء ذلك الفضل أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك) " انتهى.

"مجموع الفتاوى" (18/ 67).

وعلى هذا، فأذكار الصباح والمساء أو غيرها من الأذكار المقيدة بوقت أو سبب لا يعمل بها إذا رويت بأحاديث ضعيفة، وفيما ثبت في الأحاديث الصحيحة كفاية.

والله أعلم

المصدر/الاسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/ar/ref/131106 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/131106)

ـ[رحمت الله زاهد]ــــــــ[09 - 07 - 09, 11:13 ص]ـ

نعم يقدم ما ورد في الأحاديث الصحيحة, ولكن الذكر إذا كانت بكلمات مشروعة, غير مخالفة لما في الكتاب والسنة, غير مشتملة على الكلمات الشركية, فيجوز الذكر بها, ولو وردت في الأحاديث الضعيفة, او لو لم ترد أصلا, ولا يصح قياس الذكر والأدعية على فضائل الأعمال, لأن ثبوت الفضل للعمل حكم على فضله, والحكم لا يثبت إلا بالحديث الصيحح, أما الذكر, والدعاء فليس كذلك, والله أعلم بالصواب.

ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 11:33 م]ـ

وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

وقال بعض السلف: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. وفق الله الجميع للعمل بكتابه والإقتصار على ما ورد في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير