[تاريخ إسلام أبي هريرة رضي الله عنه]
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم: السلام عليكم ورحمة الله
فهذا الموضوع يثير تساؤلات لدي منذ مدة، وقد حاولت أن أجمع فيه ما وقفت عليه من نصوص ونقل، راجياً من الإخوة المشاركة بتعقيب أو إضافة فائدة.
قال الدكتور مصطفى السباعي في كتابه «السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي» (ص359):
«قدمنا أن أبا هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أسلم سنة سبع من الهجرة في غزوة خيبر، ونزيد الآن أننا نرجح أنه أسلم قبل هذا التاريخ بزمن طويل، ولكن هجرته إلى رسول الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إنما كانت في تلك السنة، وإنما رجحنا ذلك لدليلين:
الأول: ما ذكره ابن حجر في الإصابة من ترجمة الطفيل بن عمرو الدوسي أنه أسلم قبل الهجرة ولما عاد بعد إسلامه إلى قومه ـ رهط أبي هريرة ـ دعاهم إلى الإسلام فلم يجبه إلا أبوه، وأبو هريرة. وهذا صريح في أن إسلام أبي هريرة قد تم قبل قدومه إلى الرسول في غزوة خيبر بسنوات.
الثاني: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أن المشادة التي جرت بين أبي هريرة وبين أبان بن سعيد بن العاص حين قسمة الغنائم بعد فتح خيبر، فقد طلب أبان من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يقسم له من الغنائم، فقال أبو هريرة: لا تقسم له يا رسول الله فإنه قاتل ابن قوقل ـ وهو النعمان بن مالك بن ثعلبة ولقبه قوقل بن أصرم ـ وذلك في معركة أحد إذ كان أبان لا يزال مشركاً فقتل ابن قوقل.
من هذه القصة ندرك أن أبا هريرة حين قدم خيبر مهاجراً إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن حديث عهد بالإسلام، بل كان متتبعاً لمعاركه وأحداثه بحيث يعلم أن أبان بن سعيد بن العاص هو الذي قتل ابن قوقل بوم أحد، وإلى هذا ذهب الحافظ ابن حجر».
آراء العلماء في وقت إسلام أبي هريرة:
* الفريق الأول وهم الأكثرون: قالوا بأنه أسلم سنة سبع، وهذه بعض النقول عنهم:
- جاء في «تاريخ خليفة بن خياط»: «وفيها ـ أي السنة السابعة ـ أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين زمان خيبر».
- قال أبو داود في الصلاة، باب: السجود في إذا السماء انشقت واقرأ، عقب حديث برقم (1407): «أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سِتٍّ عَامَ خَيْبَرَ، وَهَذَا السُّجُودُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آخِرُ فِعْلِهِ».
- وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1/ 374): «أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين عام خيبر».
- وقال الخطابي في «غريب الحديث» (2/ 485): «أسلم أبو هريرة سنة سبع قدم المدينة ورسول الله بخيبر».
- وقال أبو نعيم الأصبهاني في «معرفة الصحابة» (14/ 135): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر أول سنة سبع، ورواه جماعة عن محمد بن إسحاق، ورواه أيضا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة».
- وقال البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (3/ 195): «وإنما أسلم أبو هريرة في غزوة خيبر».
- وقال ابن الأثير في «أسد الغابة» (3/ 258): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم لزمه».
- وقال النووي في «شرح مسلم» و «المجموع» و «الروضة» و «تهذيب الأسماء واللغات»: «وإنما أسلم أبو هريرة عام خيبر سنة سبع من الهجرة بلا خلاف».
- وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (20/ 366): «وَإِنَّمَا أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَامَ خَيْبَرَ».
* الفريق الثاني: قالوا بأنه أسلم قبل ذلك.
- قال ابن حبان في صحيحه (11/ 187): «أسلم أبو هريرة بدوس، فقدم المدينة ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خارج نحو خيبر وعلى المدينة سباع بن عرفطة الغفاري استخلفه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فصلى أبو هريرة مع سباع، وسمعه يقرأ: {ويل للمطففين}، ثم لحق المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى خيبر، فشهد خيبر مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -».
- قال ابن حجر في «فتح الباري» (8/ 102): بعد أن ذكر قصة إسلام الطفيل: «وفيها أنه دعا قومه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه وأجابه أبو هريرة وحده، قلت: وهذا يدل على تقدم إسلامه».
¥