تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة الرابعة).]

ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 08 - 09, 04:12 م]ـ

روى جرير، عن عطاء ابن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس يرفعه في قوله تعالى: ((وَإنْ كُنْتُمْ مَرضَى أَوْ عَلَى سَفَر)) (1) قال: إذا كانَتْ بالرَّجُلِ الجراحةُ في سبيلِ اللهِ، أو القُروح أو الجُدَري، فَيُجنِبُ، فَيَخافُ إنِ اغتسلَ أنْ يموتَ فليتيمَّم (2).

أخرجه: ابن الجارود (129)، وابن خزيمة (272) بتحقيقي، وابن عدي في " الكامل " 7/ 75، والدارقطني 1/ 176 ط. العلمية و (678) ط. الرسالة، والحاكم 1/ 165، والبيهقي 1/ 224 وفي " السنن الصغرى " (213) وفي " معرفة السنن والآثار" له (342) ط. العلمية و (1647)

و (1648) ط. الوعي، والضياء المقدسي في" المختارة "10/ 296 - 297 (315) من طريق جرير، بهذا الإسناد.

وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنَّ عطاء بن السائب اختلط بأخرة، قال يحيى بن معين فيما نقله ابن عدي في " الكامل " 7/ 72 - 73: ((وحديث جرير وأشباهه بعد تغيّر عطاء في آخر عمره))، وقال أيضاً فيما نقله ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 6/ 431 (1848): ((عطاء بن السائب اختلط ... وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديث عطاء .. ولا يحتج بحديثه))، وقال ابن عدي في " الكامل " 7/ 73: ((كان قد اختلط، فمن سمع منه قبل الاختلاط فجيد، ومن سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيء .. وجميع من روى عن عطاء روى عنه في الاختلاط إلا شعبة وسفيان))، وقال أحمد بن حَنْبل فيما نقله ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 6/ 431 (1848)، وابن عدي في " الكامل " 7/ 73: ((من سمع منه قديماً كان صحيحاً، ومن سمع منه حديثاً لم يكن بشيء، سمع منه قديماً مثل شعبة وسفيان، وسمع حديثاً جرير،

وخالد بن عبد الله، وإسماعيل بن علية، وعلي بن عاصم فكان يرفع عن

سعيد بن جبير أشياء لم يكن يعرفها)) (3).

قال ابن الملقن في " البدر المنير " 2/ 672: ((لعل هذا منها)).

قال ابن خزيمة عقب (272) بتحقيقي: ((هذا خبر لم يرفعه غير عطاء بن السائب)).

وقال البزار فيما نقله عنه ابن حجر في " التلخيص الحبير " 1/ 393 (198): ((لا نعلم رفعه عن عطاء من الثقات إلا جريراً)). وعلى هذا فإنَّ هذا الحديث سواء كان مرفوعاً أو موقوفاً فإنَّه ضعيف؛ لأنَّ الراوي عن عطاء سمع منه بعد الاختلاط.

إلا أنَّ جريراً توبع على روايته المرفوعة عن عطاء بن السائب، تابعه

علي بن عاصم كما في " العلل " لابن أبي حاتم (40) إذ رواه عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلمفي المجدور والمريض إذا خاف على نفسه تيمم.

قال أبو زرعة كما في " علل الحديث " لابن أبي حاتم (40): ((ورواه جرير أيضاً، فقال: عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس – رفعه – في المجدور – قال (4): إن هذا خطأ، أخطأ فيه علي بن عاصم ورواه أبو عوانة وورقاء وغيرهما، عن عطاء بن السائب، عن سعيد، عن ابن عباس موقوفاً، وهو الصحيح)).

وقال الدارقطني 1/ 177 ط. العلمية و (680) ط. الرسالة: ((رواه

علي بن عاصم، عن عطاء ورفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ووقفه ورقاء وأبو عوانة وغيرهما، وهو الصواب)).

وقد روي هذا الحديث موقوفاً على علي بن عاصم.

فأخرجه: البيهقي 1/ 224 من طريق علي بن عاصم، قال: حدثنا

عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: في الرجل تصيبُهُ الجنابةُ وبه الجراحةُ يخافُ إذا اغتسلَ أنْ يموتَ، قال: فليتيمّمْ وليصلِّ، موقوفاً.

وتابع علي بن عاصم على الرواية الموقوفة:

1 - شجاع بن الوليد عند ابن أبي حاتم في " تفسيره " (5362) عن

عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ((وَإنْ كُنْتُمْ مَرضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ)) قال: هو الرجل المحدود أو به الجرح فيخاف أنْ يغتسل فيموت فليتيمم الصعيد.

2 - سلاّم بن سليم عند ابن أبي شيبة (1076).

3 - عاصم الأحول عند الدارقطني 1/ 177 ط. العلمية و (679)

و (680) ط. الرسالة عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: رُخِّص للمريض التيمم بالصعيد.

وأخرجه: البزار (5076) من طريق سفيان، عن عاصم الأحول، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: رخصَ للمريضِ في التيمم

بالصعيد إذا كان مجدوراً.

وأخرجه: البيهقي 1/ 224 - 225 من طريق شعبة، قال: أخبرني عاصم الأحول، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن جبير، به موقوفاً.

فعلى هذا يتبين أنَّ عاصماً قد اختلف في رواية هذا الحديث، فرواه تارة عن عطاء، عن سعيد، وتارة عن قتادة، عن سعيد، وأخرى عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد. إلا أنَّ الراجح من هذا الاختلاف هو الأخير منه؛ لأنَّه توبع عليه، فقد قال البيهقي 1/ 224: ((ورواه إبراهيم بن طهمان وغيره

أيضاً، عن عطاء موقوفاً، وكذلك رواه عزرة، عن سعيد بن جبير

موقوفاً)) (5).

أخرجه: الطبري في " تفسيره " (7589) ط. الفكر و 7/ 60 ط. عالم الكتب من طريق سعيد، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن جبير، موقوفاً عليه دون ذكر ابن عباس في قوله تعالى: ((وَإنْ كُنْتُمْ مَرضَى)) قال: إذا كان به جروح أو قروح يتيمم.

انظر: "البدر المنير" 2/ 670 - 672، و" إتحاف المهرة " 7/ 70 (7354)، و " التلخيص الحبير" 1/ 393 (198).

.................................................. ................

(1) المائدة: 6.

(2) لفظ رواية ابن خزيمة.

(3) عند ابن عدي: ((لا يرفعها قبل ذلك)).

(4) قوله: ((قال)) من كلام ابن أبي حاتم أقحمه في قول أبي زرعة للتوضيح.

(5) أما طريق ابن طهمان فلم أقف عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير