[دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة الثانية)]
ـ[ماهر]ــــــــ[05 - 08 - 09, 10:35 م]ـ
روى يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أَتتْ قريشٌ اليهودَ، فقالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويدُهُ بيضاء للناظرين، وأَتَوا النصارى، فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ قالوا: يُبرِئ الأَكمهَ والأَبرصَ ويُحيي الموتى. فأَتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادعُ لنا ربَّكَ يجعل لنا الصَّفا ذهباً. فأنزل الله تعالى: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ)) (1).
أخرجه: ابن المنذر في " تفسيره " (1260)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 841 (4655)، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (4616) وفي
(تحفة الأخيار) (5936)، والطبراني في "الكبير" (12322)، والواحدي في "أسباب النزول" (158) بتحقيقي واللفظ له، من طريق يحيى الحماني، بهذا الإسناد.
وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 1/ 299 و2/ 193 وعزاه لابن مردويه، عن ابن عباس.
هذا الحديث فيه يحيى الحماني، قال عنه ابن نمير فيما نقله الذهبي في " الميزان " 4/ 392 (9567): ((كذاب)) وقال مرة أخرى
: ((ثقة))، وقال أحمد بن حنبل فيما نقله ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 9/ 207 (695)، والذهبي في " الميزان " 4/ 392 (9567): ((كان يكذب جهاراً))، وقال البخاري في" التاريخ الكبير " 8/ 171 (3037)
: ((يتكلمون فيه رماه أحمد وابن نمير)) وفي " الضعفاء الصغير "، له (398) قال: ((سكتوا عنه))، وقال النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (625): ((ضعيف))، وقال ابن حجر في " التقريب " (7591): ((حافظ إلا أنَّهم اتهموه بسرقة الحديث))، إلا أنّ ابن معين قال في " تاريخه " (899) برواية الدارمي: ((صدوق مشهور، ما بالكون مثل ابن الحماني، ما يقال فيه إلا من حسد)) (2).
وفيه أيضاً يعقوب القمي قال عنه النسائي: ((ليس به بأس))، و قال الدارقطني: ((ليس بالقوي)) هذا فيما نقله الذهبي في " سير أعلام النبلاء " 8/ 300، وقال ابن حجر في " التقريب " (7822): ((صدوق يهم)).
وفيه جعفر بن أبي المغيرة قال عنه أحمد بن حنبل في " الجامع في العلل " 2/ 120 (1057): ((ثقة))، وقال الذهبي في " الميزان " 1/ 417 (1536): ((وكان صدوقاً)) وقال: ((قال ابن منده: ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير))، وقال ابن حجر في " التقريب " (960): ((صدوق يهم)).
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " 8/ 297عقب (4569)
: ((رجاله ثقات إلا الحماني فإنَّه تكلم فيه، وقد خالفه الحسن بن موسى فرواه عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد مرسلاً، وهو أشبه)).
وحديث سعيد بن جبير المرسل الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر.
أخرجه: عبد بن حميد كما في " العجاب " لابن حجر 2/ 816 - 817 عن الحسن بن موسى.
وأخرجه: الطبري في " تفسيره " (1990) ط. الفكر و 3/ 7 ط. عالم الكتب عن محمد بن حميد الرازي.
كلاهما: (الحسن، وابن حميد) عن يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد، قال: سألتْ قريشٌ اليهودَ ... فقالتْ قريشٌ عند ذلك للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
ادعُ اللهَ أنْ يَجعلَ لنا الصَّفا ذهباً فنزْداد يقيناً، ونَتقوَّى به على عدونا. فسأل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ربَّه، فأَوحى إليه: إني مُعطيهم، فأجعل لهم الصَّفا ذهباً، ولكن إنْ كذبوا عذّبتهُم عذاباً لم أعذبْه أحداً منَ العالمينَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم
: ((ذَرْني وَقَومِي فَأَدْعُوهُم يَوماً بِيومٍ)) فأنزل اللهُ عليه: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)) الآية، إنَّ في ذلك لآيةً لهم، إن كانوا إنَّما يريدون أنْ أجعل لهم الصَّفا ذهباً، فخلق الله السمواتِ والأرض واختلاف الليلِ والنهارِ أعظم من أنْ أجعلَ لهم الصَّفا ذهباً ليزدادوا يقيناً (3)، مرسلاً.
قال ابن حجر في " العجاب " 2/ 817: ((وأخرجه: ابن أبي حاتم والطبراني من رواية يحيى بن عبد الحميد، عن يعقوب موصولاً يذكر ابن عباس فيه. والمرسل أصح)).
¥