تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلاهما: (ابن نمير، وعيسى) عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذكره.

فإن قيل: إنَّ المبهم هنا بينته رواية معاذ السابقة. فنقول: هذا القول ليس بجيد؛ لأنَّ أهل العلم نصوا على أنَّ ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، وهو هنا أتى بسماع صريح.

وهذا الطريق أرجح من طريق المسعودي؛ لأنَّ الأعمش أحفظ وأتقن للحديث من المسعودي. قال ابن حجر في " فتح الباري " 4/ 240 عقب (1949): ((واختلف في إسناده اختلافاً كثيراً، وطريق ابن نمير هذه أرجحها)).

وروي الحديث عن شعبة، واختلف عليه.

إذ أخرجه: سعيد بن منصور (268) (التفسير) من طريق عبد الرحمان ابن زياد، عن شعبة، عن عمرو بن مرَّة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: هي منسوخةٌ.

هذا متن منكر، فإنَّ عبد الرحمان بن زياد الرصاصي (5) قد أخطأ فيه،

فرواه عن شعبة بهذا الإسناد، واختصرَ متنَ الحديث، ولم يوافقه أحد من الرواة

على ذلك، والصواب فيه ما رواه محمد بن جعفر غندر، ومن تابعه.

فقد أخرجه: أبو داود (506) من طريق عمرو بن مرزوق.

وأخرجه: أبو داود (506)، والطبريُّ في " تفسيره " (2247) ط. الفكر و 3/ 162 ط. عالم الكتب من طريق محمد بن جعفر.

وأخرجه: الطبريُّ في " تفسيره " (2247) ط. الفكر و 3/ 162 ط. عالم الكتب من طريق أبي داود الطيالسي.

ثلاثتهم: (عمرو بن مرزوق، ومحمد بن جعفر، والطيالسيُّ) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحابنا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدمَ عليهم أمرهم بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ منْ كلِّ شهرٍ تطوعاً غير فريضةٍ، قال: ثُمَّ نزل صيامُ رمضانَ، قال: وكانوا قوماً لم يتعوّدوا الصيامَ، قال: وكانَ يشتدُّ عليهم الصوم، قال: فكانَ منْ لم يصمْ أطعمَ مِسْكيناً، ثُمَّ نزلتْ هذه الآيةُ: ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر)) فكانت الرخصةُ للمريضِ والمسافر، وأمرنا بالصيام (6).

قلتُ: وقد ساقَ الطبريُّ سنده إلى عمرو بن مرَّة، قال: حدثنا أصحابنا، وهذا السياق قد يتوهم منه أنَّ عمرو بن مرَّةَ هو القائل: (حدثنا أصحابنا)، ولكنَّ الطبريَّ ساقَ بعدهُ ما يفيد أنَّ قائل ذلك هو ابن أبي ليلى، فقال: ((قال محمد بن المثنى: قوله قال عمرو: حدثنا أصحابنا: يريد ابن أبي ليلى، كأن ابن أبي ليلى القائل حدثنا أصحابنا)).

ورواية محمد بن جعفر كافية لأنْ ترجح على باقي الروايات؛ لأنَّ محمد بن جعفر من أوثق الناس في شعبة، فإنَّه روى عنه فأكثر، وجالسه نحواً من عشرين سنة، وكان ربيبه فقد قال ابن المبارك فيما رواه ابن أبي حاتم في " مقدمة الجرح والتعديل " 1/ 231: ((إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غُنْدَر حكم فيما بينهم))، وقال العجلي في " الثقات " (1582): ((وكان من أثبت الناس في حديث شعبة))، وقال أبو حاتم فيما نقله ابنه في " الجرح والتعديل " 7/ 298 (1223): ((كان صدوقاً، وكان مؤدياً (7)، وفي حديث شعبة ثقة))، وقال الذهبيُّ في " ميزان الاعتدال " 3/ 502 (7324): ((أحد الأثبات المتقنين، ولا سيما في شعبة)).

وانظر: " تحفة الأشراف " 8/ 97 (11344)، و " إتحاف المهرة " 13/ 267 (16697).

وللحديث شواهد منها حديث ابن عمر.

إذ أخرجه: ابن أبي شيبة (9094)، والبخاريُّ 3/ 45 (1949) و6/ 30 (2406)، والطبريُّ في "تفسيره" (2251) ط. الفكر و3/ 163 ط. عالم الكتب، والبيهقيُّ 4/ 200 من طرق عن عبيد الله (8) بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: نسختْ هذه الآية – يعني: ((وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)) التي بعدها: ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر)) (9).

................................................

(1) سورة البقرة: 184و 185 و 186.

(2) لفظ رواية الطبري.

(3) أي: على ابن الصلاح، رحم الله الجميع.

(4) القاعدة تقول: ((من لم يعلم أنَّه سمع من الراوي قبل الاختلاط أو بعده فيحمل على أنَّه بعد الاختلاط احتياطاً)).

(5) ذكره ابن حبان في " الثقات " 8/ 374 وقال: ((ربما أخطا))، وقال ابن حجر في " لسان الميزان " (4631): ((وله ترجمة في كتاب " الكمال " لعبد الغني، لكنه لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة)).

(6) لفظ رواية الطبري، والآية من سورة البقرة: 185.

(7) قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 1/ 103 المقدمة: ((يعني: أنَّه لم يكن بحافظ)).

(8) ورد في المطبوع من " تفسير الطبري ": ((عبد الله)) ط. دار الفكر، وهو تحريف، والصواب ما أثبتناه. انظر: " تهذيب الكمال " 5/ 18 (4192).

(9) لفظ الطبري ورواية البخاري مختصرة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير