تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيضا بالنسبة للترتيب بعض الكتب رتبت على الطبقات يعني الراوي الأقدم، فالراوي الأقدم، وبعض الكتب جمعت بين الترتيب على الطبقات، والترتيب على الحروف، فلذلك ترتيبها على الحروف ترتيب غير دقيق، وبعض الكتب رتبت الرواة على الحروف فعلا ترتيبا دقيقا، مثل تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر وبعض الكتب تنتقي خلاصة الأقوال، كتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر، يقول: هذا الراوي ثقة، هذا ضعيف، هذا صدوق، هذا يخطئ، وهكذا يعني هو يأخذ خلاصة الأحكام، بعضها قد يضعف، لكن لو رجعت إلى التهذيب تجحد مثلا ترجمة الراوي قال فيه ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: لا بأس به، وقال البخاري: صدوق، ثم تضيع طيب ما هو الصواب؟ قول ابن معين، ولا قول أحمد، ولا قول البخاري، ولا قول من؟ هذا لا بد من التعرف على مناهج المحدثين، وما دمت مبتدئا في طلب الحديث فيمكن أن تلجأ إلى العلماء المتبحرين كالحافظ ابن حجر، فتستفيد من اختياره للقول الراجح في ذلك الراوي.

س: يقول: هل كان رواة الحديث الأولون يراعون لفظة "عن" أو "سمعت" في نقل الأحاديث، وهل ينقلها عنه تلميذه بنصها، أم يعبر عن هذه اللفظة من نفسه؟.

ج: أقول: ما شاء الله الأخ يعني يأتي بمسألة من معضلات المسائل يقول: إنه وقف على كلام الشيخ عبد الرحمن المعلم -رحمه الله-، المسألة هذه يعني مسألة عويصة، يعني حينما يأتينا إسناد من الأسانيد، فيه راو يروي عن شيخ بصيغة عنعنة، مثل كأن يقول مثلا: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فمن الذي جاء بصيغة، عن بين الأعمش وبين أبي صالح، هل هو الأعمش نفسه هو الذي أطلق كلمة عن، أم من دون الأعمش؟ أطلقها اختصارا، يعني مثلا حينما نجد الراوي عن الأعمش مثلا سفيان الثوري، والراوي عن سفيان الثوري وكيع، هل ممكن أن يكون وكيع هو الذي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح مع العلم أن في الأصل أن الأعمش يقول: حدثنا أبو صالح، فيكون من هو دون؟ نقول: هذا محتمل، والرأي الآخر أيضا محتمل أن يكون الأعمش هو الذي استعمل صيغة عن، فكل هذا محتمل، فما دام أنه محتمل، ففي هذه الحال الحيطة دائما تقتضي التوقف في قبول عنعنة المدلس إلا إذا جاءتنا قرينة تجعلنا نختار أن عنعنة المدلس في هذا الموضوع محمولة على السمع، وهذه يعني تحتاج أيضا إلى طول، ولا أستطيع أن أفصل فيها في هذه العجالة.

الشيخ عبد الرحمن المعلم كأنه يختار القول بأن الذي يستعمل صيغة عن هو من دون المدلس، لكن هذا يعني عليه بعض المؤاخذات ومن الأدلة يعني على الاختصار، أقول: هذا الكلام ومن الأدلة على هذا أن سفيان بن عينية مثلا، مرة قال عن الزهري، أو الزهري قالوا له: سمعته من الزهري؟ فرددها مرة أخرى، فردوا عليه، قالوا: سمعته من الزهري؟ فلما وجدهم يلحون عليه قال: لا، ولا ممن سمعه من الزهري أخبرني عبد الرازق، عن معمر، عن الزهري، فأصبح بينه وبين الزهري كم واسطة؟ اثنين من الرجال.

فهذا يدل على أن الراوي أحيانا هو نفسه يستخدم صيغة عن، فلذلك لا بد من قرينة تدلنا أن ذلك الراوي هو الذي استخدم صيغة عن، أو لم يستخدمها، وما دام أننا لا نعرف، فالاحتياط يقتضي التوقف، نعم من القرائن التي تدل على أنه هو ليس الذي أطلقها، كأن يرد الحديث من طريق أخرى مثلا، المثال الذي مثلت به قبل قليل، وكيع، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، لو جاءنا مثلا مرة أخرى من رواية شعبة، قال: حدثني الأعمش قال: حدثني أبو صالح، ففي هذه الحال أعرف أن العنعنة هذه جاءت ممن هو دون الأعمش، وأن الأعمش فعلا سمع هذا الحديث من شيخه، فهذه قرينة أيضا وليست على الإطلاق.

س: أحد الإخوة يقول: حديث أبي سفيان عند مسلم وزوجتك ابنتي هل هو معلل، وهل يكون ضعيفا بهذا؟.

ج: هذا أجبت عنه الليلة البارحة ويبدو أن الأخ الذي سأل ما كان حضر في الليلة البارحة أنا قلت الذي يعني ترجح لي أن هذا الحديث لا يعتبر من الأحاديث المعلولة عند مسلم وإن كان بعض العلماء انتقده كابن حزم، لكن الصواب أن هذا الحديث يمكن أن يوفق بين هذا القول وبين كون النبي -صلى الله عليه وسلم- كان متزوجا بأم حبيبة قبل ذلك بأمور، ذكرت بعضها ليلة البارحة، ومن أراد الإفاضة في هذا يمكن أن أدله على المرجع إن شاء، أو ينتظر حتى نواصل الحديث في درس صحيح مسلم إن شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير