هذا ولم أقف لأحد من أئمة السنة على تفسير للظل في هذا الحديث، وهل هو صفة او مخلوق، وما ذكرته هو ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[11 - 03 - 10, 09:10 ص]ـ
لقد أرسلْتُ سؤالاً للشيخ الجُديع حفظه الله قبل أكثر من سنتين، أطلبُ فيه تفسيراً لكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، وأنقل لكم جزءاً من سؤالي وجوابَه.
قلتُ: (ولكن عندي سؤال هدفي منه معرفة نهج الشيخ ابن عثيمين رحمه الله؛ فإني أرى –فيما يظهر لي- تناقضاً في كلامه رحمه الله، وأريد من فضيلتكم التعليق والتوضيح:
قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه على رياض الصالحين عند قوله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله"، قال الشيخ: "والمراد بالظلِّ هنا: ظلٌّ يخلقه الله عزّ وجلّ يوم القيامة يظلّل فيه من يشاء من عباده، وليس المراد ظلّ نفسه جلّ وعلا؛ لأنّ اللهَ نور السماوات والأرض، ولا يمكن أن يكون الله ظلا من الشمس، فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق، ومن فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار؛ لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجلّ تحت شيء من مخلوقاته، فهو العليّ الأعلى، ثم هو نور السماوات والأرض ... بعض الناس أجهل من الحمار، لا يدري ما يترتب على قوله الذي يقوله في تفسير كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يريد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا.
حتى الرواية التي وردت: "في ظل عرشه" فيها نظر، لأن المعروف أن العرش أكبر من السماوات والأرض ... والصوابُ أنه ظل يخلقه الله عز وجل في ذلك اليوم؛ إما من الغمام أو غير ذلك، الله أعلم، لكنه ظل يستر الله به من شاء من عباده حرّ الشمس".
والسؤال: هل يُعتبر هذا من التأويل عند الشيخ رحمه الله أم ماذا نُسمّيه؟ وهل خالف الشيخ رحمه الله الأصولَ في هذه المسألة؟
وألا يمكن أن يقال لهم: توهّمتُم أنّ ظلّ الله كظلّ المخلوقين ففررتُم إلى التأويل، ولكن قولوا: لله ظلٌّ لا يشبه ظلّ المخلوقين.
أفتونا مأجورين)
فأجاب بقوله: (جوابي عن سؤالك أدناه من جهتين:
الأولى: دلالة هذا الحديث.
ذكر الظل هنا مضافاً إلى الله تعالى، ليس من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف كقولك: (بصر الله)، وإنما هي إضافة ملك، كقولك: (أرض الله)، أو إضافة تشريف، كقولك عن المسجد: (بيت الله)، وذلك بالدليل الصحيح، وليس ضعيفاً كما ذكر الشيخ في كلامه الذي نقلتموه، وذلك هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنظر معسراً أو وضع له؛ أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة" (أخرجه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وهو كما قال).
فهذا الحديث صريح في أن الظل إنما هو ظل العرش. وبهذا نقول: قطعت جهيزة قول كل خطيب.
والثانية: الرأي فيما ذكرتموه عن فضيلة الشيخ العلامة محمد الصالح العثيمين، رحمه الله.
أحسب أن هذا المنهج الذي شرحه الشيخ لا ينطبق البتة مع منهجه الجملي في الصفات، فإننا لو سلمنا أن الظل هنا هو ظل الله تعالى، لكان ما شرحه الشيخ تأويلاً بغير برهان؛ لأنه أجراه على تصور الجسم لله رب العالمين، تعالى الله عن ذلك، وأن ذلك الجسم هو الذي يحدث الظل على جسم آخر إذا كان بين الضوء وذلك الجسم الآخر. كما هو في عالم الشهادة، فسارع الشيخ إلى نفيه دفعاً للتجسيم أو التشبيه، ونقول كما يقول الشيخ معنا: ما وقع تعطيل إلا بتشبيه، فإن من عطل صفة السمع أو البصر أو اليد إنما انقدح في مخيلته صورة مشاهدة، فأراد تنزيه الله تعالى عنها، ففر إلى التأويل، فعطل الصفة.
والواجب في باب الصفات الإثبات مع نفي القياس والشبيه، وأن لا تفسر صفة الخالق التي هي مجهولة بصفة المخلوق المتصورة المعلومة.
وهذا المسألة وقع الشيخ رحمه الله في ضدها في إثبات العينين على التثنية.
كذلك رد الشيخ تأويل الظل بظل العرش غلط من جهتين: أولاهما: أنه رد الحديث الصحيح. وثانيهما: أنه بناه على أن الظل لا بد أن يكون بسبب ضوء الشمس الغالب للأجسام، فيقع ظل الجسم في الطرف الآخر، والعرش أعظم من الشمس وفوقها، وهذا لا يمكن. هذا تصوير كلام الشيخ، وهو غلط، لأنه حديث عن غيب لا يقاس بعالم الشهادة، على أننا نعلم أن المؤثر في إحداث الظل هو الضوء، لا ضوء الشمس فقط، بل أي ضوء. والعلم عند الله وحده.
وفقكم الله، ودمتم بخير وعافية) زانتهى كلامه.
والمسألة فيها أربعة أقوال -فيما أعلم-:
1 - التوقّف.
2 - ظل العرش.
3 - ظلّ الله، ونمرّها كما نمرّ آيات وأحاديث الصفات.
4 - ظلٌّ يخلقه الله عزّ وجلّ.
وأظهرها عندي -والعلم عند الله تعالى- القول الثاني، ثمّ الثالث، ثمّ الأول، وأمّا القول الرابع؛ فأراه ضعيفاً، وأستغفر اللهَ تعالى، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 12:27 ص]ـ
1 - التوقّف.
[.
من الذي توقف في المسألة؟
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 09:00 م]ـ
من الذي توقف في المسألة؟
كتبْتُ ما هو عالقٌ في ذهني دون مراجعة، ولعلّه خطأ؛ فلا أدري، إن كان ثَمّ قائل بهذا القول أم لا؟
فأستغفر اللهَ تعالى، والله تعالى أعلم.
¥