- قال الأعظمي في تعليقه على «صحيح ابن خزيمة» (1/ 280): «أسلم أبو هريرة قبل الهجرة إلى المدينة بسنوات، لكنه هاجر بزمن خيبر، انظر ترجمة الطفيل ابن عمرو الدوسي في الاستيعاب والإصابة».
- وذكر الدكتور محمد عجاج الخطيب في «أبو هريرة راوية الإسلام» (ص70): أن أبا هريرة أسلم قديماً وهو بأرض قومه على يد الطفيل بن عمرو، وكان ذلك قبل الهجرة النبوية.
- وكذا ذكر الأستاذ عبد المنعم العلي في «دفاع عن أبي هريرة» (ص25) أن إسلامه كان بدعوة الطفيل بن عمرو.
من أدلة الفريق الثاني:
* قال ابن حجر في «الإصابة» (3/ 522): «وروى الطبري من طريق بن الكلبي قال: سبب تسمية الطفيل بذي النور أنه لما وفد على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدعا لقومه قال له: ابعثني إليهم واجعل لي آية، فقال: اللهم نور له، فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب أخاف أن يقولوا مثله، فتحول إلى طرف سوطه، فكان يضيء له في الليلة المظلمة.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن الكلبي أيضا: أن الطفيل لما قدم مكة ذكر له ناس من قريش أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسألوه أن يختبر حاله فأتاه فأنشده من شعره فتلا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الإخلاص والمعوذتين فأسلم في الحال، وعاد إلى قومه، وذكر قصة سوطه ونوره قال: فدعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه، ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحده ... ».
* قال ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 237): «أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي، وكان له حلف في قريش قال: كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة، فقدم مكة ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بها ... فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا ... فأسلمت وشهدت شهادة الحق، فقلت: يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم إلى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: اللهم اجعل له آية ... ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطأوا علي ... فقال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم، فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى المدينة، ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدمت على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمن أسلم من قومي ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من دوس ... ».
- يتبين من هذا أن إسلام أبي هريرة قديم، وأنه كان قبل الهجرة وهو بأرض قومه، وأسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسي.
- ويؤيد ذلك رواية هجرته إلى المدينة حيث يظهر منها أنه دخلها مسلماً، قال أبو هريرة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
«خرج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى خيبر، وقدمتُ المدينة مهاجراً، فصليتُ الصبح خلف سباع بن عرفطة فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم، وفي الآخرة (ويل للمطففين)، فقلت: ويل لأبي - وفي رواية - ويل لأبي فلان، قَلَّ رجلٌ كان بأرض الأزد إلا وكان له مكيالان مكيال لنفسه وآخر يبخس به الناس» ().
- فدلت الرواية انه كان مسلماً حتى صلى معهم صلاة الصبح رضي الله عنه.
الخلاصة:
• روايات إسلام الطفيل لا تخلو من نقد، لكنها تعضد بعضها بعضاً، مما يشعر بأن إسلام أبي هريرة إنما كان قبل الهجرة بسنوات، وأنه أسلم على يدي الطفيل، ومما لا شك فيه أن إسلام الطفيل كان قديماً قبل الهجرة.
• لم أجد ما يشهد للقول الأول من نص صريح، والمصرح به أن أبا هريرة أتى المدينة مهاجراً عام خيبر، والظاهر أن القائلين بهذا القول جعلوا سنة قدومه هي سنة إسلامه نفسها، لكن بلا دليل على ذلك، وأرى أنهم تتابعوا عليه نقلاً دونما تحقيق، ولعل أول من نص على ذلك خليفة بن خياط فيما وقفت عليه.
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:30 م]ـ
أحسنت الجمع أخي جمع الله العلم لك جمعا