تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأعور، فإنه كان يروي، عن ابن جريج كتبه، ويقول فيها: قال ابن جريج، فحملها الناس عنه، واحتجوا برواياته؛ لأنه قد عرف من حاله أنه لا يروي إلا ما سمعه " ([130] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn130)) .

ولو نظرنا إلى كتب المتقدمين، لوجدنا أنهم غالباً يروون السند، بدون العنعنة، بل نجدهم يثبتون كلمة قال في أثناء السند، قبل صيغة التحديث، مثل قولهم، قال البخاري: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وهذا يدل على أنهم لم يكونوا يستعملون كلمة " عن " في أثناء السند، ولكن عندما طالت الأسانيد، وكثرت صيغ التحديث في السند، أصبح الرواة يختصرون، ويتخففون فيقولون: حدثنا فلان، عن فلان، عن فلان، وهذا الاختصار، لا يبين لنا طريقة تحمل الحديث، هل قال الراوي أصلاً: حدثني فلان، أو قال فلان، أو ذكر فلان.

قال المعلمي: " اشتهر في هذا الباب (العنعنة)، مع أن كلمة (عن) ليست من لفظ الراوي، الذي يذكر اسمه قبلها، بل هي من لفظ من دونه، وذلك كما لو قال همام (حدثنا قتادة عن أنس) فكلمة (عن) من لفظ (همام)، لأنها متعلقة بكلمة (حدثنا)، وهي من قول (همام)، ولأنه ليس من عادتهم أن يبتدئ الشيخ فيقول (عن فلان) وإنما يقول: حدثنا أو أخبرنا أو قال أو ذكر أو نحو ذلك ... " ([131] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn131)) .

ومما يدل على أن العنعنة، ليست من ابن جريج، وإنما من تصرف الرواة، ممن دونه ما يلي:

1 - لقد ذكرت فيما سبق، الألفاظ المردودة، التي لا تقبل من ابن جريج، وهي: قال، وذكر. وقد صرح العلماء، أن ابن جريج، إذا روى ما لم يسمع، فإنه يقول (قال، وذكر). ولم يذكروا لفظ (عن) ضمن الألفاظ التي يستعملها ابن جريج في تحديثه، مما يدل أن ذلك من تصرف الرواة، وليست من قول ابن جريج والله أعلم.

2 - ما رواه عبدالله بن أحمد (ت290هـ)، عن أبيه قال: " رأيت سنيداً عند حجاج بن محمد، وهو يسمع منه كتاب (الجامع) – يعني لابن جريج -، فكان في الكتاب ابن جريج، قال: أخبرت عن يحيى بن سعيد، وأخبرت عن الزهري، وأخبرت عن صفوان بن سليم، فجعل سنيد يقول لحجاج: قل أبا محمد، ابن جريج عن الزهري، وابن جريج عن يحيى بن سعيد، وابن جريج

عن صفوان بن سليم ... إلخ " ([132] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn132)) .

وهذا دليل واضح على تصرف سنيد، حيث أن ابن جريج قال: " أخبرت عن " وهي صيغة واضحة في عدم السماع، وصريحة في وجود الواسطة، بينما سنيد كان يقول " عن فلان " " عن فلان " مما يوهم سماع ابن جريج، وسيأتي تفصيل القول في سنيد.

3 - قال الحافظ عمرو الفلاس (ت249هـ): " سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول: أحاديث ابن جريج، عن ابن أبي مليكة كلها صحاح، وجعل يحدثني بها، ويقول: ثنا ابن جريج قال: حدثني ابن أبي مليكة. فقال في واحد منها: عن ابن أبي مليكة. فقلت: قل حدثني. قال: كلها صحاح " ([133] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn133)) .

4- روى الدارقطني (ت385هـ) حديث ابن جريج، عن عمران بن أبي أنس، وقد سأل الترمذي البخاري عن هذا، فقال: " ابن جريج لم يسمع، من عمران بن أبي أنس، يقول: حدثت عن عمران بن أبي أنس " ([134] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn134)) .

قال ابن القطان: " فالحديث على هذا منقطع، وابن جريج لم يقل حدثنا عمران، وهو مدلس " ([135] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn135)) .

ورواية الدارقطني بالعنعنة، مما يوهم سماع ابن جريج من عمران، ولكننا نجد في

رواية أخرى عند الإمام أحمد، صرح فيها بالانقطاع، فعنده: ابن جريج بلغه، عن عمران بن أبي أنس ([136] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn136)) .

وهذا دليل واضح، على أن العنعنة في رواية الداقطني، من تصرف الرواة، وليست من قول ابن جريج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير