31 - عن أبي الطفيل قال: انطلقت أنا وعمرو بن صليع حتى أتينا حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبدا صالحا إلا فتنته وأهلكته حتى يدركها الله بجنود من عباده فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة.
أحمد (5
390) والبخاري في الأدب المفرد (1
387) والحاكم (4
516) من طريق أبي داود ثنا هشام عن قتادة عن أبي الطفيل
وأخرجه الطيالسي (1
56) مختصرا
وهذا إسناد صحيح
وأخرجه ابن أبي شيبة (7
482) وأحمد (5
395) والحاكم (4
517) والطبراني في الأوسط (6
345) عن عمرو بن حنظلة قال: قال حذيفة: والله لا تدع مضر عبدا لله مؤمنا إلا فتنوه أو قتلوه أو يضربهم الله والملائكة والمؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة. فقال له رجل: أتقول هذا يا عبد الله وأنت رجل من مضر؟ قال: لا أقول إلا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد صحيح
وله شاهد عن عن مجالد بن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتضربن مضر عباد الله حتى لا يعبد لله اسم وليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة.
أحمد (3
86) ومجالد ضعيف
ومعنى ذنب تلعة: وصف بالذل والضعف وقلة المنعة.
32 - عن سليمان قال: سمعت أبا وائل عن حذيفة {وأنفقوا في سبيل ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}. قال: نزلت في النفقة.
البخاري (4516)
وله شاهد عند الترمذي (2972) وأبوداود (2512) عن أسلم أبي عمران التجيبي قال: كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر على أهل مصر عقبة بن عامر , وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم فصاح الناس, وقالوا: سبحان الله لقي بيديه إلى التهلكة. فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل , وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه. فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت , وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه؛ فلما أقمنا في أموالنا فأصلحنا ماضاع منها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يرد علينا ما قلنا {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم.
33 - عن الأسود قال: كنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم. قال الأسود: سبحان الله: إن الله يقول {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}. فتبسم عبد الله وجلس حذيفة في ناحية المسجد فقام عبد الله فتفرق أصحابه فرماني بالحصا.
فأتيته فقال حذيفة: عجبت من ضحكه , وقد عرف ما قالت لقد أنزل النفاق
على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم.
البخاري (4602)
قال ابن حجر: قوله: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم. أي ابتلوا به لأنهم كانوا من طبقة الصحابة فهم خير من طبقة التابعين لكن الله ابتلاهم فارتدوا ونافقوا فذهبت الخيرية منهم , ومنهم من تاب فعادت له الخيرية فكأن حذيفة حذر الذين خاطبهم وأشار لهم أن لا يغتروا؛ فإن القلوب تتقلب فحذرهم من الخروج من الإيمان لأن الأعمال بالخاتمة , وبين لهم أنهم وأن كانوا في غاية الوثوق بإيمانهم فلا ينبغي لهم أن يأمنوا مكر الله؛ فإن الطبقة الذين من قبلهم وهم الصحابة كانوا خيرا منهم ومع ذلك وجد بينهم من ارتد ونافق؛ فالطبقة التي هي من بعدهم أمكن من الوقوع في مثل ذلك , وقوله فتبسم عبد الله كأنه تبسم تعجبا من صدق مقالته. قوله: فرماني أي حذيفة رمى الأسود يستدعيه إليه قوله عجبت من ضحكه أي من اقتصاره على ذلك , وقد عرف ما قلت أي فهم مرادي وعرف أنه الحق قوله ثم تابوا فتاب الله عليهم أي رجعوا عن النفاق.
¥