تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"مِنَ الذينَ هادوا يحرِّفونَ الكلِمَ عنْ مواضِعهِ ويقولونَ سمعنا وعصَيْنا واسمَعْ غيْرَ مُسْمَعٍ وراعِنا ليّاً بألْسِنَتِهم وطَعْناً في الدين .. " (النساء: 46).

فتحريفُ الكلامِ عنْ مواضِعِهِ هوَ تنقيلٌ لهُ من مكانٍ إلى آخرَ، هوَ تحريكٌ لهُ منْ موضِعٍ إلى موضعٍ آخرَ؛ وحرفُ الجرِّ هنا يفيدُ المباعدةَ، والمباعدةُ تستوجبُ التحريكَ. واللَّيُّ بالألسنةِ هوَ تغييرٌ للحركاتِ.

"فبِما نقضِهم ميثاقَهم لعنّاهم وجعلْنا قلوبَهم قاسيةً يحرِّفونَ الكَلِمَ عَنْ مواضِعِهِ .. " (المائدة: 13) .. ولا ريْبَ أنَّ "عن" تفيدُ المباعدةً، والمباعدةُ توجبُ التحريكَ.

" .. ومِنَ الذينَ هادوا سمّاعونَ للكذِبِ سمّاعونَ لِقوْمٍ آخرينَ لَمْ يأتوكَ يُحرِّفونَ الكَلِم مِنْ بعدِ مواضعِهِ .. " (المائدة: 41) .. "من بعدِ مواضعِهِ" تفيدُ التحريكَ.

وأمّا المرّةُ الرابعةُ التي جاءَ فيها:"أفتطمَعونَ أنْ يؤمِنوا لكم وقدْ كانَ فريقُ منهم يسمعونَ كلامَ اللهِ ثمَّ يحرِّفونَهُ من بعدِ ما عقَلوهُ وهمْ يعلمونَ" .. فالفعلُ "عقلَ" هنا هوَ على الأغلبِ بمعنى:ربطَ في المكان، والربطُ مقصودٌ للتثبيتِ ولمنعِ الحركةِ. ومنْ هنا؛ فالتحريفُ المقصودُ هوَ التحريكُ.

(2) وَأمَّا "متحرّف" فقد جاءَتْ مرّةً واحدةً في سياقِ النهيِ عنِ الهربِ منْ ميدانِ القتالِ وذلكَ في قولِ اللهِ تعالى:"وَمَنْ يُوَلِّهم يومَئذٍ دُبُرَهُ إلاّ متحرّفاً لِقتالٍ أوْ متحيّزاً إلى فئةٍ فقدْ باءَ بغضبٍ منَ اللهِ ومأواهُ جهنّمُ وبئسَ المصيرُ" (الأنفال: 16) ..

فالمتحرّفُ للقتالِ هوَ المتحرّكُ للقتالِ منْ موضعٍ إلى موضعٍ .. هوَ هنا مَنْ يولّي دُبُرَهُ في تحرُّكٍ من موضعٍ للقتالِ إلى موضعٍ آخرَ للقتالِ هوَ مِنْ وِجهةِ نظرِهِ القتاليّةِ أفضلُ منهُ.

(3) وأمّا كلمةُ "حَرْفٍ" فقد جاءتْ مرّةً واحدةً في قولِ اللهِ تعالى: "ومِنَ الناسِ مَنْ يعبُدُ الله على حرْفٍ فإنْ أصابَهُ خيرٌ اطمأنَّ بهِ وإنْ أصابَتْهُ فتْنةٌ انقلبَ على وجهِهِ خسرَ الدنيا والآخرةَ ذلكَ هوَ الخُسرانُ المبينُ" (الحج: 11) ..

حسناُ، بوجودِ القرينتيْنِ: "اطمأنَّ بهِ"، و"انقلبَ على وجهِهِ"، فإنَّ "على حرْفٍ" تعني على حركةٍ، أيْ مثلُ هذا متقلقلٌ مضطربٌ في عبادتِهِ فإنْ أصابَهُ خيرٌ زالتْ قلقلتُهُ وذهبَ اضطرابُهُ وسكنَ، وإنْ أصابَهُ السوءُ ابتلاءً تحرّكَ مبتعداً عن عبادةِ اللهِ تعالى.

ثالثاً – وهلْ "حرف" في استعمالِ العربِ تحملُ معنى الحركة؟

لا ريْبَ أنَّ "حرف" في لسانِ العربِ يحملُ معنى الحركةِ مباشرةً أوْ ضمناً. فالانحرافُ هوَ تغييرُ المتحرّكِ اتجاهَ حركتِهِ، أو خطَّ حركتِهِ. وقدْ جاءَ في حديثٍ لأبي هريرةَ: آمنتُ بمحرِّفِ القلوبِ. والمحرِّفُ هنا بمعنى: المحرّكِ، أوِ المقلِّبِ. ويقولُ العربيُّ: ما ليَ عنْ هذا الأمرِ مَحرفٌ والقصدُ: ما ليَ عنهُ مُتنّحىً، أيْ لا أتحرّكُ عنهُ ولا أبرحُهُ.

والخلاصةُ هيَ أنَّ الحرفَ يمكنُ أنْ يعنيَ الحركةَ. وبهذا أرى أنَّ العربَ قدْ سمَّتِ الحرفَ، أيْ حرفَ الهجاءِ، حرفاً؛ لأنَّهُ عندَ لفظِهِ لا بُدَّ أنْ يأخذَ إحدى الحركاتِ السبعِ وهيَ: الفتحة، وتنوين الفتح، والضَّمّةُ، وتنوينُ الضَّمِّ، والكسرةُ وتنوين الكسرِ، والسكُّونُ .. أجلْ، منَ المستحيلِ أنْ تلفظَ حرفَ هجاءٍ بغيْرِ حركةٍ. وإنْ لمْ تصدِّقْ فجرِّبْ!

============

آمل أن يجري النقاش بححجج وبراهين

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[06 - 02 - 07, 05:36 ص]ـ

تخريف والله!

ولا ندري ما سبب انتشار تفسير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالألغاز والأحاجي!

يكفي في إبطال هذا القول (المضحك!) أن أحدًا لم يقُل به قبلك! هذا يكفي دون النظر فيما سواه ..

ومادمت طلبت الأدلة والبراهين فما أيسرها لإبطال هذا التخريف:

- في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف) ..

فما معناه عندك؟ أقرأه القرآن على حركةٍ واحدةٍ كالفتح مثلاً؟!! فمعناه إذًا أن القرآن كله كان مفتوحًا! ثم استزاده النبيّ صلى الله عليه وسلم فأصبح مفتوحًا ومنوّنًا بالفتح! وهكذا!

- مَنْ من العلماء جعل التنوين حركةً من الحركات؟!! هذا عجبٌ والله! التنوين نونٌ ساكنةٌ تُلحق في آخر الكلمة! فكيف جُعلت حركةً من الحركات؟!

- كذلك مَنْ من العلماء جعل (السكون) حركةً! حتى على طريق الألغاز: السكون ضد الحركة!

- والحديث الذي ورد في تفسيرك كأصلٍ للمسألة فيه إبطالٌ للكلام المضحك! فهل كان عمرُ رضي الله عنه يقرأ سورة الفرقان على حركةٍ واحدةٍ!! وهشام بن حكيم يقرؤها على حركةٍ أخرى! إن محاولة تصوّر هذا القول كافية للجزم ببطلانه ..

أسأل الله لك الهداية والسداد، ويا ليتك تكفّ عن ألغازك هذه!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير