انقل كلام ابن القيم
هذه طريقة القرآن الكريم يحتج عليهم بإقرارهم بهذا التوحيد على ما أنكروه من توحيد الإلاهية والعبادة وإذا كان وحده هو ربنا ومالكنا وإلاهنا فلا مفزع لنا في الشدائد سواه ولا ملجأ لنا منه إلا إليه ولا معبود لنا غيره فلا ينبغي أن يدعي ولا يخاف ولا يرجى ولا يحب سواه ولا يذل لغيره ولا يخضع لسواه ولا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه وتخافه وتدعوه وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك ومولي شأنك وهو ربك فلا رب سواه أو تكون مملوكه وعبده الحق فهو ملك الناس حقا وكلهم عبيده ومماليكه
أو يكون معبودك وإلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك وروحك وهو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم وملكهم وإلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره ولا يستنصروا بسواه ولا يلجئوا إلى غير حماة فهو كافيهم وحسبهم وناصرهم ووليهم ومتولي أمورهم جميعا بربوبيته وملكه وإلاهيته لهم فكيف لا يلتجيء العبد عند النوازل ونزول عدوه به إلى ربه ومالكه وإلهه فظهرت مناسبة هذه الإضافات الثلاث للإستعاذة من أعدى الأعداء وأعظمهم عداوة وأشدهم ضررا وأبلغهم كيدا
لو قلت: لأن الحاسد لا يؤاخذ بحسده حتى يمضيه ويفعل بمقتضاه، لأنه متى دافعه ورده في نفسه لم يكن عليه اثم وفي الحديث (ثلاث لا يسلم منهن احد، الحسدوالظن والطيرة)
وقال ايضاً:
هذه السورة مشتملة على الإستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة فسورة الفلق تضمنت الإستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من
خارج وسورة الناس تضمنت الإستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل
فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه والشر الثاني في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي فهذا شر المعائب والأول شر المصائب والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما فسورة الفلق تتضمن الإستعاذة من شر المصيبات وسورة الناس تتضمن الإستعاذة من شر العيوب التي أصلها كلها الوسوسة فصل الوسواس
والله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:46 م]ـ
قال الحق جل وعلا: (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
ظاهر النظم الكريم يوهم أن الله تعالى لم يكن يعلم ضعفهم و أنه لما علمه خفف عنهم. وعقيدتنا في الله أنه يعلم الجزئيات كعلمه بالكليات. فما توجيه هذا الظاهر؟
بارك الله فيكم.
قال الحق جل وعلا: (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا)
أليس تأويل الآيةبأنه الآن قد رأى أن يخفف عنهم و هو عالم بضعفهم (من قبل)؟
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 08 - 09, 03:05 م]ـ
بارك الله فيكم:
قال الحق جل وعلا: (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا)
أليس تأويل االآيةبأنه الآن قد رأى أن يخفف عنهم و هو عالم بضعفهم (من قبل)؟
سررت أن جوابي جاء قريبا لما حرره الإمام ابن عاشور رحمه الله إذ قال:
وجملةوعلم أن فيكم ضعفا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1098&idto=1098&bk_no=61&ID=1109#docu) في موضع الحال، أي: خفف الله عنكم وقد علم من قبل أن فيكم ضعفا،
فالكلام كالاعتذار على ما في الحكم السابق من المشقة بأنها مشقة اقتضاها استصلاح حالهم، وجملة الحال المفتتحة بفعل مضي يغلب اقترانها بـ (قد).
وجعل المفسرون موقع وعلم أن فيكم ضعفا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1098&idto=1098&bk_no=61&ID=1109#docu) موقع العطف فنشأ إشكال أنه يوهم حدوث علم الله - تعالى - بضعفهم في ذلك الوقت، مع أن ضعفهم متحقق، وتأولوا المعنى على أنه طرأ عليهم ضعف، لما كثر عددهم وعلمه الله فخفف عنهم، وهذا بعيد لأن الضعف في حالة القلة أشد.
ويحتمل على هذا المحمل أن يكون الضعف حدث فيهم من تكرر ثبات الجمع القليل منهم للكثير من المشركين، فإن تكرر مزاولة العمل الشاق تفضي إلى الضجر.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 07:10 م]ـ
سررت أن جوابي جاء قريبا لما حرره الإمام ابن عاشور رحمه الله إذ قال:
وجملةوعلم أن فيكم ضعفا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1098&idto=1098&bk_no=61&ID=1109#docu) في موضع الحال، أي: خفف الله عنكم وقد علم من قبل أن فيكم ضعفا،
فالكلام كالاعتذار على ما في الحكم السابق من المشقة بأنها مشقة اقتضاها استصلاح حالهم، وجملة الحال المفتتحة بفعل مضي يغلب اقترانها بـ (قد).
وجعل المفسرون موقع وعلم أن فيكم ضعفا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1098&idto=1098&bk_no=61&ID=1109#docu) موقع العطف فنشأ إشكال أنه يوهم حدوث علم الله - تعالى - بضعفهم في ذلك الوقت، مع أن ضعفهم متحقق، وتأولوا المعنى على أنه طرأ عليهم ضعف، لما كثر عددهم وعلمه الله فخفف عنهم، وهذا بعيد لأن الضعف في حالة القلة أشد.
.
أصبت أصاب الله بك.
¥