الخطاب بالشئ عن اعتقاد المخاطب دون مافي نفس الامر
كقوله سبحانه وتعالى "أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون"
وقعت إضافة الشريك إلى الله سبحانه على ما كانوا يقولون لأن القديم سبحانه أثبته.
وقوله: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً"
وقوله: "ذق إنك انت العزيز الكريم"
وقوله: "لأنت الحليم الرشيد" .. أي بزعمك ..
وقوله: "يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون"
وقوله: "وأرسلناه إلى مائة الف أو يزيدون"
وقوله: "فهي كالحجارة او اشد قسوة"
وقوله: "وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب"
أي إنكم لو علمتم قساوة قلوبكم لقلتم إنها كالحجارة أو إنها فوقها في القسوة ولو علمتم سرعة الساعة لعلمتم أنه في سرعة الوقوع كلمح البصر أو هو أقرب عندكم.
وأرسلناه إلى قوم هم من الكثرة بحيث لو رأيتموهم لشككتم وقلتم مائة ألف أو يزيدون عليها
وجعل منه بعضهم قوله تعالى ... "هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه"
أي بالنسبة إلى ما يعتاده المخلوقون في إن الإعادة عندهم أهون من البداءة لأنه أهون بالنسبة إليه سبحانه فيكون البعث أهون عليه عندكم من الإنشاء.
وحكى الإمام الرازي في مناقب الشافعي .. قال معنى الآية في العبرة عندكم لأنه لما قال للعدم كن فخرج تاماً كاملا بعينيه وأذنيه وسمعه وبصره ومفاصله فهذا في العبرة أشد من إن يقول لشئ قد كان عد إلى ما كنت عليه فالمراد من الآية وهو أهون عليه بحسب عبرتكم لا إن شيئاً يكون على الله أهون من شئ أخر.
وقيل الضمير في عليه يعود للخلق لأنه يصاح بهم صيحة فيقومون وهو أهون من إن يكونوا نطفا ثم علقا ثم مضغا إلى إن يصيروا رجالا ونساءً.
.. إلى أخر ما قال.
فهذا بعض ما قيل في شأن الآية .. ربما كان كلام ابن القيم هو ما يحسبه المرء أليق بالآية وبأسلوب القرءان، لكن قول الآخرين أيضاً يعين في فهم بعض أساليب الخطاب في القرءان واللغة.
والله تعالى أعلم.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[27 - 04 - 07, 02:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا،
فوائد نفيسة.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:27 م]ـ
اي والله نفيسة ..
بارك الله فيك أخي كاتب الموضوع
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 - 08 - 07, 09:34 ص]ـ
الارسال فى الآية هل كان قبل مغاضبته للقوم والتقام الحوت له؟
لقد أرسل الى مئة ألف على التحديد قبل التقامه وذلك لأن العطف بالواو فى "وأرسلناه "لايفيد تفرع الارسال على النجاه من الحوت
"أو يزيدون " فى الارسال الثانى بعد النجاة
و100 ألف عاندوا ككل أمم الدعوة فى بدايتها وقد "ذهب مغاضبا"اياهم على تعنتهم
وفى عودته كانوا أكثر من مئة ألف فآمنوا.وهم القرية الوحيدة التى آمنت-قبل مكة- حال وجود رسولها "يدخلون فى دين الله أفواجا"
ـ[محمد بن هاشم]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:12 م]ـ
بارك الله في علمك و عملك و أسأل الله أن يجمعنا في الفردوس الأعلى. آمين
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 - 08 - 07, 12:14 ص]ـ
وفيك يا أخى.وأسأل الله سبحانه أن يجمعنا فى الفردوس الأعلى.آمين
ـ[أبو حازم السنيدي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 12:52 ص]ـ
فوائد جميلة ومهمة تهم كل مسلم ليفهم كلام ربه، وتهم بخاصة من كان مشتغلا بعلم النحو أو التفسير.
أذكر من قراءة قديمة أن أحد المعاصرين قد جعل من معاني (أو) التشبيه كالكاف ومثل بالآية المذكورة؛ لأنهم كثرة جمعهم تشبه في عين من يراهم عددا يزيد على مئة ألف.
لكني لا أذكر أله سلف فيما قرر، كما لا يحضرني الآن اسم الكتاب ومؤلفه.
ومع ذلك تميل النفس إلى ما رأيته أخي إبراهيم: ((كلام ابن القيم هو ما يحسبه المرء أليق بالآية وبأسلوب القرءان))
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[04 - 08 - 07, 01:24 ص]ـ
لا حرمك الله الأجر
أخي إبراهيم
لي سؤال حول ((أو)) في أوائل سورة البقرة في قول الله تعالى ((مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ [17] صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ [18] أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ [19]
ليست من باب الشك ولا التخيير فكيف يكون المعنى ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:43 م]ـ
لعل فرأت كلام السلف فى هذا المثل
وبمقارنة الأقوال وادامة التدبر قد يكون الآتى والله أعلم
انهم بين طرفين وبينهما مجال من التدرج أو التدرك
الطرف الأول أنهم فى ضوء أضاءه الرسول ولكن لكفرهم ذهب الله بنورهم وختم على قلوبهم
والطرف الآخر أنهم يعيشون فى الظلمات وتحيط بهم من كل جانب ويحسبون أنهم على خير واذا جاءهم ضوء حتى ولو كان فى صورة صاعقة لا يبصرونه بل يظنون أن اتباعه فيه هلاكهم
¥