تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جـ- ورد أنه تغشاها أنوار عظيمة، ففي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [فلما غشيها من أمر الله ما غشيها (أي من أنواره) تغيرت فما أحد من خلالها؟؟؟؟ يستطيع أن ينعتها من حسنها]

المبحث الثالث:

قال نبينا عليه الصلاة والسلام عن هذه السدرة:

[فإذا نَبْقِها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة].

هذه الشجرة التي هي سدرة المنتهى، وهذا النبق الذي هو الثمر والذي هو كقلال هجر لِمَ خصت بالذكر ووضعت في ذلك المكان ورآها نبينا عليه الصلاة والسلام؟

خصت لثلاثة أمور:

أولها: ثمرها طيب.

ثانيها: رائحتها ذكية.

ثالثها: ظلها واسع.

فإذن لها طعم ولها ريح ولها ظل، فخصت لهذه الاعتبارات الثلاثة، وهذه الاعتبارات الثلاثة تشبه الإيمان فالمؤمن ينبغي أن يكون:

رائحته: قوله حسناً

ظله: وفعله حسناً

طعامه: ونيته حسنة

بمثابة شجرة السدر طعم ورائحة وظل.

وهكذا المؤمن فالقول الذي يصدر منه هو بمثابة الرائحة الذكية التي تعبق وتفوح، فلا يتكلم إلا بطيب، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت]، فهو قول حسن يعبق به المجلس ويفوح فلا نتكلم بما يخدش الآذان أو في عرض مسلم.

والعمل الذي يصدر منه هو بمثابة ظل شجر السدر، فهو عمل صالح؟؟؟؟؟ النية التي تصدر منه هي بمثابة الطعم وهي أطيب وأطيب مما ذكر.

فإذن ذكرت هذه الشجرة وخصت في ذلك المكان ورآها نبينا عليه الصلاة والسلام؟؟؟؟؟ الإيمان الذي كلف به عليه الصلاة والسلام وبتبليغه يشبه هذه الشجرة التي غشاها ما غشاها، ونبقها في تلك الصورة الحسنة البهية وراحتها ذكية.

وقد شبه نبينا عليه الصلاة والسلام المؤمن بالأترجة إذا قرأ القرآن،؟؟؟؟؟؟؟ يقرأ القرآن، ثبت في الصحيحين وسنن النسائي وغيرها من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب] والأترجة هي المانجو الآن، ويمكن أن يقال شجر التفاح يعد لها هي في الأصل المانجو،وهي موجودة في بلاد مصر بكثرة، وهكذا التفاح ريحه طيب وطعمه حلو، ولو اشتريت ثمر المانجو ووضعته في البيت، فإنك إذا دخلت إلى البيت تشم ريحه إذا كان ناضجاً وكأن البيت مطيب، وهكذا الطعم. ثم قال: [ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب، ولا ريح لها] فتوجد نية طيبة لكن لا توجد رائحة حسنة من هذا المؤمن.

ثم قال: [ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة]، والريحانة ريحها طيب لكن طعمها مر وكذا حال هذا المنافق فالقول الذي يصدر منه هو بمثابة الرائحة الطيبة، أما النية فهي سيئة الله أعلم بحال صاحبها، فتجده يتجمل بقراءة القرآن فتحصل منه رائحة طيبة. ثم قال [ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظل لا ريح لها وطعمها خبيث].

فإذن شبه المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجة، وشبه في حديث الإسراء والمعراج بشجرة السدر، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا ً لاستمرار الخيرية في المؤمن وعند انقطاع المؤمن عن الخير بشجرة النخيل، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مِثْل المسلم يعني مثل المسلم – أي هي تشبهه) فحدثوني ما هي؟ قال عبد الله بن عمر: فوقع الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت لأنه كان عاشر عشرة فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد كان صغيراً – ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله، قال: هي النخلة] فلما قال لوالده عمر: أنا علمت أنها النخلة ولكنني استحيت أن أقولها؟ فقال: لأن تكون قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا من الأرض ذهباً، ليكون له قدر عند النبي صلى الله عليه وسلم عندما يوفق إلى الحكمة وليسدد للصواب.

(ألم تر كيف ضرب الله مثلا ً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفروعها في السماء) فالكلمة الطيبة هي التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والشجرة الطيبة كشجرة السدر وشجرة التفاح وشجر النخيل وشجر الأترجة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير