ذو الها له لقطع ذلك السند
سندها في ذاك عنهم ما اختلف
ونافع الإمام والمكي
نجل محيصن إليهم يضم
لبين بين مل إلى التحقيق
هم عاصم حمزة والكسائي
كذاك يعقوب له ذا يعرف
ومن قفا ذا الرهط جاء بحسن
أتى مع التحقيق ذا به انفرد
فليس يحتاج لشيخ في الأدا
فيما له من قوة الدليل
صح عن القرا وغيره انبذ
قرأ ما حاد عن الطريق
فإنه بمهمه تحيرا
يسلك إلا منهجا مذللا
فاسمع كلام العلما وانتبها
قراءة القرآن بالها حرما ()
نظم ذا فقال دون مين:
لحن لحنا مستبينا وعصى
صرح في "إرشاده للقارئين ()
ومثل هذا في "النجوم" قد وقع ()
بمنعها يترك ما قد حرما
على جواز أخذه من سبقا
آخره، وهو حديث اعتلى
عنه ولاجتنابنا ما اشتبها
صلى وسلم ومن تلاه
كما له الحمد في الإبتداء
قد تم ذا الجمع بطا وضاد عدد أسما خالق العباد ()
وقد وفقت على أرجوزة شنقيطية ثالثة للشيخ المسمى عال بن أف سماها "التنبيه للمنحرف في 79 بيتا جمع فيها عدة مباحث منها 15 بيتا لهذه القضية وناقشها بنحو مما تقدم في الأرجوزتين السالفتين ومما جاء فيها:
يقول راجيا بلوغ الأمل من العلي علي وعفو الزلل
ثم قال بعد أبيات:
تسهيل همز بينه تلتمس
فقيل يسمع صويت الهاء
ولم يك الصويت محض الهاء
بخالص الهاء ابن حاج قاض
لقوله في بيته بالهاء
دليل ذاك أنه قد نصرا
فكيف نظمه لما يخالف
واحتج بعض بوجود الأرب
ورده الشسخ الشهير المقسط
فبان من ذا أن هاء خالصا
وصحة التسهيل بين بينا
وأيضا الإبدال عند الراوي
لذا كآنتم على احتمال
وإنما التسهيل عند القوم
فبان أن الهاء مع عدمه ومن حروف المد ما يجانس
وقيل لا، وذابه أدائي
كما رويناه عن القراء
وقد نماه لابن قاض راض
فحذفه المضاف فيه جاء
قبيل بيته لما تسطرا
لنثره فع ولا تخالف
نظما ونثرا في كلام العرب
بعدم الرواية اللت شرطوا
ليس بخالص القويل القالصا
أي بينه وبين ما ذكرنا
إبدالها محضا كيا أو واو
عبر في "الدرر" بالإبدال
أن تمزج المد بغير لوم
مخالف للاصطلاح فأدره ()
تلك صورة عن مواقف قراء الصحراء المغربية وما وراءها ممن حافظوا على صحة الأداء ووقفوا موقف الرفض والإباء من كل طارئ يطرأ على التلاوة في صفائها وسلامتها من الهجنة والفساد، ولعل القارئ الكريم يلاحظ أننا قد أفضنا في عرض وقائع هذه القضية، وقد فعلنا ذلك قصدا لبيان مواقف علماء المدرسة المغربية الأصلاء من كل تهاون أراد أن يتسلل إلى ساحة الإقراء تحت ستار "ما جرى به العمل" "احتياطا منهم لكتاب الله أن يؤدي بالأساليب الأدائية الهجينة، ورعاية لما أفنى فيه سلف هذه الأمة في هذا الجناح الغربي من العالم الإسلامي الأعمار، وبذلوا في تحصيله وتأصيله النفوس على توالي الأعصار، حتى وصل إلينا محررا مهذبا مصفى من كل شائبة وقذى.
ولينظر القارئ المتهاون في هذا ومثله مع من يضع نفسه في آخر المطاف حينما يأخذ في كل موضع أبان علماء هذا الشأن وهنه وضعفه أو سقوطه وبطلانه، بما يراه هو ومن لف لفه من المتهاونين تعللا بما عليه العمل مرة، وإدعاء لذهاب التحقيق في هذا الشأن كما قالوا في شأن النطق بالإمالة كما سيأتي، وإخلادا منهم إلى الأرض وركونا إلى الكسل الذي أدى في النهاية إلى هجران علم التجويد كله جملة وتفصيلا، وهو علم أصيل انبثق من مشكاة النبوة وتتابع عليه السلف والخلف في قراءتهم لكتاب الله يقيمون بقواعده وأصوله ميزان تلاوته على حد قول صاحب الخاقانية في قصيدته:
"زن الحرف لا تخرجه عن حد وزنه فوزن حروف الذكر من أفضل البر"
انتهى من كتاب قراءة الامام نافع عند المغاربة
وقد قال الامام المفسر الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله عند تفسير لسورة الواقعة
تنبيه
اعلم وفقني الله وإياك أن ما جرى في الأقطار الافريقية من إبدال الأخيرة من هذه الهمزة المذكورة وأمثالها في القرآن هاء خالصة من أشنع المنكر وأعظم الباطل، وهو انتهاك لحرمة القرآن العظيم، وتعد لحدود الله، ولا يعذر فيه إلا الجاهل الذي لا يدري، الذي يظن أن القراءة بالهاء الخالصة صحيحة، وإنما قلنا هذا لأن إبدال الهمزة فيما ذكر هاء خالصة لم يروه أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل عليه به جبريل ألبتة، ولم يرو عن صحابي ولم يقرأ به أحد من القراء، ولا يجوز بحال من الأحوال، فالتجرؤ على الله بزيادة حرف في كتابه، وهو هذه الهاء التي لم ينزل بها الملك من السماء ألبتة، هو كما ترى، وكون اللغة العربية قد سمع فيها إبدال الهمزة هاء لا يسوغ التجرؤ على الله بإدخال حرف في كتابه. لم يأذن بإدخاله الله ولا رسوله.
ودعوى أن العمل جرى بالقراءة بالهاء لا يعول عليها، لأن جريان العمل بالباطل باطل، ولا أسوة في الباطل بإجماع المسلمين، وإنما الأسوة في الحق، والقراءة سنة متبعة مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا خلاف فيه.
والله أعلم
ـ[محمد مصطفى الوكيل]ــــــــ[09 - 12 - 07, 11:40 م]ـ
الحقيقة أني استفد كثيرا من بحثكم المبارك، نفعنا الله به وبكم.
¥