وقد أخبرني فضيلته أن تحقيق هذا الكتاب قد أخذ منه أعواما كثيرة حيث كانت بعض الأسطر القليلة في الكتاب تأخذ منه ساعات طويلة من خلال العودة إلى أمهات الكتب في علم تحريرات القراءات ككتب عامر السيد عثمان والسمنودي ومحمد جابر المصري وكذلك لمصادر النشر التي يوجد لديه منها أكثر من 30 كتابا ولا يزال يبحث عن بقية الكتب التي يزعم كثير من الباحثين أنها مفقودة.
وقد أطلعني على الدراسة القيمة والمطولة التي جعلها مقدمة لتحقيقه للكتاب وحرر فيها كثيرا من المسائل المختلف فيها بين القراء وسطر فيها جداول مفيدة لكل قارئ على غرار الجداول الموجودة في كتاب صريح النص للشيخ علي الضباع كذلك قام بالتعريف بمعظم الأسماء الموجودة في الكتاب وقد أخذت ترجمة أولئك الأعلام أكثر من عامين حيث اعتمد على كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري كمرجع أساسي إلى جانب بعض الكتب الأخرى في تراجم القراء كطبقات القراء للذهبي.
وقد كانت أوراق هذا الكتاب وملزماته مرافقة للشيخ في إقامته وأسفاره خلال أكثر من عشرين عاما أعاد فيها الكتابة والتصحيح والبحث مرات عديدة حتى أصبحت صفحات هذا الكتاب تتجاوز الألفي صفحة احتوت على خلاصة جهد هذا الشيخ المحرر المدقق في البحث والتحقيق في مسائل القراءات العشر الكبرى وبعد انتهاء الشيخ من تأليف الكتاب عام 1998م حالت مشاغله دون طبعه إلى أن كان صيف عام 2000م حيث قام الشيخ بمشاركة بعض طلابه بالتصحيح المطبعي لهذا الكتاب وقد استغرق ذلك التصحيح شهرين متواصلين بواقع أربع ساعات يوميا بهدف إخراج الكتاب إخراجا جيدا منقحا ومصححا على قدر ما تحتمله طاقة البشر.
خامسا: كتاب فتح المتعالي في القراءت العشر العوالي وهو كتاب ضخم تتجاوز صفحاته الخمسة آلاف صفحة في عدة مجلدات.
وقد خطرت فكرة هذا الكتاب عند الشيخ عام 1975م حيث لاحظ أنه لا يوجد كتاب يوضح مسائل القراءات العشر الكبرى في كل ربع من القرآن على حدة كما هو الحال بالنسبة للقراءات العشر الصغرى.
وقد عاينت مجلدات من هذا الكتاب جميعها ولاحظت أن الشيخ يعطيه لطلابه الذين يعرضون عليه القراءات العشر الكبرى.
وبعد إلحاح كثير من الشيوخ وطلاب الشيخ عليه بضرورة طبع هذا الكتاب دفع به الشيخ حديثا إلى المطبعة ليستفيد منه طلاب القراءات.
سادسا: المكي والمدني في القرآن الكريم وأسلوب كل منهما وموضوعاته.
سابعا: كتاب التقليد وما يتعلق به من أحكام المفتي والمستفتي.
ثامنا: كتاب الولاية في عقد النكاح.
الفصل الثاني: (التعريف بالمكتبة)
تمهيد:
إن النظر في الوسائل والطرق التي انتهجها الشيخ الزعبي في محاولاته الحصول على المؤلفات الخاصة بالقراءات القرآنية وعلومها تدعو الباحث للدهشة لما فيها من صبر وطول أناة مما يدل على علو همة هذا الرجل.
وسأستعرض ـ إن شاء الله ـ الوسائل التي انتهجها هذا الشيخ البحاثة في محاولته جمع ما تيسر من الكتب المطبوعة والمخطوطة المؤلفة في هذا العلم.
المبحث الأول: (الكتب المخطوطة)
أولاً: المخطوطات في بلاد الشام:
بداية أقول: إن للشيخ الزعبي علاقة خاصة بالكتب المخطوطة دون سواها من كتب مطبوعة أو رسائل جامعية أو أبحاث ومقالات تختص بالقراءات القرآنية وعلومها بل إنني أستطيع القول إن لكل كتاب مخطوط في مكتبته ذكريات خاصة تحمل في طياتها الكثير من الجهد والبحث من أجل الوصول إلى ذلك الكتاب.
وبدأت علاقة الشيخ الزعبي بالمخطوطات في سن مبكرة جدا حيث كان يرى بعض المخطوطات في مكتبة شيخه عبد العزيز عيون السود وبعضها يتعلق بالفقه الحنفي والقليل منها يتعلق بالقراءات القرآنية وكذلك كان يسمع كثيرا عن مكتبة الشيخ محمد نجيب خياطة ومخطوطاتها وبعد مرور سنوات على تلك الأمور استطاع الشيخ الزعبي الحصول على جميع مخطوطات مكتبة شيخه عيون السود وكذلك قام بتصوير مكتبة محمد نجيب خياطة وفيها العديد من كتب القراءات التي خطها الشيخ خياطة بيده وقد عاينت منها نسخا رائقة وبخط بديع ومنها كتاب بدائع البرهان للإزميري ومع ذلك فإن الشيخ الزعبي يقول: إن هذه الكتب المخطوطة في مكتبات علماء الشام تعتبر محدودة العدد إذا ما قورنت بالكتب المخطوطة في مكتبات علماء مصر.
¥