تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[02 - 01 - 08, 08:41 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الفاضل

وكن قولكم

بالله عليكم هل كانت بنتا شعيب مضطرات للعمل؟

أوهمني أنك لاترى أنهن مضطرات للعمل على خلاف ما يفهم من النص (وأبونا شيخ كبير) فلذلك سألتك عن غايتك من السؤال وخطر على بالي خلال سؤالي لك مسألة شرع من قبلنا فأحببت أن أشير إليها بعد النقاش في المسألة لأن لها تعلق واضح ولكنك كفيت ووفّيت أكرمك الله

وقد كنت تناقشت مع بعض الإخوة في هذا الملتقى المبارك عن جواز خروج المرأة للدعوة إلى الله سبحانه ونقل بعض الإخوة آراء العلماء فيها وكنت ولا زلت أرى جواز خروجها للدعوة إلى الله تعالى بالضوابط الشرعية

وأذكر منها على سبيل الاختصار لا الحصر

عدم الاختلاط بالرجال

دعوت بنات جنسها (النساء) أو محارمها

الخروج بمحرم شرعي إلى مكان الدعوة سواء كان مركزا أو مسجدا للنساء فيه قسم خاص والعودة منه كذلك

إذن وليها لها بالخروج

هذا ما يحضرني الآن من المسألة والله أعلم وأقول ما أقول بثوب الباحث الذي يود الاستفادة من إخوانه من خلال هذه النقاشات المثمرة لا بثوب المفتي فلينتبه من يقرأ مقالي هذا ممن ليس لهم باع في طلب العلم الشرعي

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[03 - 01 - 08, 07:14 ص]ـ

أخي الفاضل علي ياسين جاسم المحيمد، جزاك الله خيرا.

بالنسبة لقصة بنات شعيب، فالغريب أن عددا كبيرا من الناس كلما تكلم عن عمل المرأة، اتخذ قصة بنات شعيب ذريعة لتسويق أفكار لا تدل عليها القصة فيما يخص عمل المرأة، لذلك اخترت أن يكون العنوان بهذه الطريقة.

والله أعلم وأحكم.

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[04 - 01 - 08, 05:21 م]ـ

قال ابن الجوزي في زاد المسير: {وأبونا شيخ كبير} لا يَقْدِر أن يَسْقيَ ماشيته من الكِبَر؛ فلذلك احْتَجْنَا نحن إِلى أن نسقيَ، وكان على تلك البئر صخرة عظيمة، فاذا فرغ الرِّعاء مِنْ سَقيهم أعادوا الصخرة، فتأتي المرأتان إِلى فضول حياض الرِّعاء فتَسْقيان غنمهما. {فسقى لهما} موسى.

قال البقاعي: {وأبونا شيخ كبير} أي لا يستطيع لكبره أن يسقي، فاضطررنا إلى ما ترى، وهذا اعتذار أيضاً عن كون أبيهما أرسلهما لذلك لأنه ليس بمحظور، فلا يأباه الدين، والناس مختلفون في ذلك بحسب المروءة، وعاداتهم فيها متباينة وأحوال العرب والبدو تباين أحوال العجم والحضر، لا سيما إذا دعت إلى ذلك ضرورة.

قال البيضاوي: {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا} ما شأنكما تذودان. {قَالَتَا لاَ نَسْقِى حتى يُصْدِرَ الرعاء} تصرف الرعاة مواشيهم عن الماء حذراً عن مزاحمة الرجال، وحذف المفعول لأن الغرض هو بيان ما يدل على عفتهما ويدعوه إلى السقي لهما ثم دونه. وقرأ أبو عمرو وابن عامر» يُصْدِرَ «أي ينصرف. وقرىء» الرعاء «بالضم وهو اسم جمع كالرخال. {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} كبير السن لا يستطيع أن يخرج للسقي فيرسلنا اضطراراً.

قال الألوسي

{وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} ابداء منهما للعذر له عليه السلام في توليهما للسقى بأنفسهما كأنهما قالتا: إنا امرأتان ضعيفتان مستورتان لا نقدر على مساجلة الرجال ومزاحمتهم وما لنا رجل يقوم بذلك وأبونا شيخ كبير السن قد أضعفه الكبر فلا بد لنا من تأخير السقي إلى أن يقضي الناس أوطارهم من الماء، وذكر بعضهم أنه عليه السلام أخرج السؤال على ما يقتضيه كرمه ورحمته بالضعفاء حيث سألهما عن مطلوبهما من التأخر والذود قصداً لأن يجاب بطلب المعونة إلا أنهما لجلالة قدرهما حملتا قوله على ما يجاب عنه بالسبب وفي ضمنه طلب المعونة لأن إظهارهما العجز ليس إلا لذلك، وقيل: ليس في الكلام ما يدل على ضعفهما بل فيه أمارات على حيائهما وسترهما ولو أرادتا إظهار العجز لقالتا لا نقدر على السقي ومعنى وأبونا شيخ كبير أنا مع حيائنا إنما تصدينا لهذا الأمر لكبره وضعفه وإلا كان عليه أن يتولاه، ولعل الأولى أن يقال: إنهما أرادتا إظهار العجز عن المساجلة للضعف ولما جبلا عليه من الحيء، والكلام وإن لم يكن فيه ما يدل على ضعفهما فيه ما يشير إليه لمن له قلب.

قال أبو حيان {ما خطبكما}؟ قال ابن عطية: والسؤال بالخطب إنما هو في مصاب، أو مضطهد، أو من يشفق عليه، أو يأتي بمنكر من الأمر. قال الزمخشري: وحقيقته: ما مخطوبكما؟ أي ما مطلوبكما من الذياد؟ سمى المخطوب خطباً، كما سمى الشؤون شأناً في قولك: ما شأنك؟ يقال: شانت شأنه، أي قصدت قصده. انتهى. وفي سؤاله عليه الصلاة والسلام دليل على جواز مكالمة الأجنبية فيما يعنّ ولم يكن لأبيهما أجير، فكانتا تسوقان الغنم إلى الماء، ولم تكن لهما قوة الإستقاء، وكان الرعاة يستقون من البئر فيسقون مواشيهم، فإذا صدروا، فإن بقي في الحوض شيء سقتا. فوافى موسى عليه السلام ذلك اليوم وهما يمنعان غنمهما عن الماء، فرق عليهما {وأبونا شيخ كبير}: اعتذار لموسى عن مباشرتهما السقي بأنفسهما، وتنبيه على أن أباهما لا يقدر على السقي لشيخه وكبره، واستعطاف لموسى في إعانتهما.

فلعل والله أعلم أن المعنى أن موسى عليه السلام استعظم الأمر واستهجنه من وجود امرأتين فقط وسط مجموعة من الرجال فسأل عن المصاب الجلل الذي أوجدهما وهو أحد معاني الخطب، فاعتذرتا إليه بما يدل على ديانتهما وحيائهما وهي أنهم لا يخالطون الرجال بل يذودان إما أنفسهما أو وجوههما أو أغنامهما، ثم إن هناك ما دعاهما أصلاً للخروج وهو هرم أبيهما وضعفه فلعله يؤصل القاعدة: جواز خروج المرأة للعمل [عند الضرورة (وأبونا شيخ كبير)] [بشروطه (من دونهم - تذودان)]

والله أعلى وأعلم وهو حسبنا ونعم الوكيل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير