تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقيل: إن المراد نفي إستيلاء الخوف عليهم ونفي الحزن أصلا ومفاد ذلك إتصافهم بالخوف في الجملة ففيه إشارة إلى أنهم بين الرجاء والخوف غير آيسين ولا آمنين ولهذا لم يؤت بالجملتين على طرز واحد وكذا لم يقل لا خوف لهم مثلا والأوجه عندي ما نقل عن بعض الجلة من أن معنى لا خوف عليهم لا يخاف عليهم غيرهم ويجعل الجملة الأولى عليه كناية عن حسن حالهم وأنت في الجملة الثانية بالخيار والخوف على ما قال الراغب توقع المكروه وضده الأمن والحزن من الحزن بالفتح وهو خشونةفي النفس لما يحصل من الغم ويضاده الفرح وعلى هذا قالوا في بيان المعنى لا خوف عليهم من لحوق مكروه ولاهم يحزنون من فوات مأمول.

ـ[توبة]ــــــــ[08 - 06 - 08, 12:48 ص]ـ

وكذلك قول صاحب التحرير و التنوير:

ومثله قوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)

وقد نفي الخوف نفي الجنس بلا النافية له وجيء باسمها مرفوعا لأن الرفع يساوي البناء على الفتح في مثل هذا لأن الخوف من الأجناس المعنوية التي لا يتوهم في نفيها أن يكون المراد نفي الفرد الواحد ولو فتح مثله لصح ومنه قول الرابعة من نساء حديث أم زرع: " زوجي كليل تهامة لا حرّ و قر ولا مخافةولا سئامة " فقد روي بالرفع وبالفتح.

و (على) في قوله: (فلا خوف عليهم) للاستعلاء المجازي وهو المقارنة والملازمة أي لا خوف ينالهم.

وقوله: (ولا هم يحزنون) جملة عطفت على جملة: (فلا خوف عليهم) وعدل عن عطف المفرد بأن يقال ولا حزن إلى الجملة: ليتأتى بذلك بناؤ المسند الفعلي على ضميرهم فيدل على أن الحزن واقع بغيرهم. وهم الذين كفروا فإن بناء الخبر الفعلي على المسند إليه المتقدم عليه يفيد تخصيص المسند إليه بذلك الخبر نحو: ما أنا قلت هذا فإنه نفي صدور القول من المتكلم مع كون القول واقعا من غيره وعليه بيت دلائل الإعجاز " وهو للمتنبي ":

وما أنا أسقمت جسمي به ... ولا أنا أضرمت في القلب نارا

فيفيد أن الذين كفروا يحزنون إفادة بطريق المفهوم ليكون كالمقدمة للخبر عنهم بعد ذلك بأنهم (أصحاب النار هم فيها خالدون).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير