((لِنضبط المتشابهات))
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[14 - 07 - 08, 07:02 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد صنف بعض المشايخ وطلبة العلم ممَّن اشتغل بكتاب الله عز وجلَّ ضبطًا وإتقانًا مصنفاتٍ كثيرة في جمع متشابهات كتاب الله عز وجل تيسيرًا لحفظه وإتقانه، ومما يحسن مع ذلك وضع رموز وأمارات تيسر ضبط تلك المتشابهات، فلا يكفي جمع المتشابهات والنظر فيها لضبطها، ومثال ذلك:
موضع {من إملاق} و {خشية إملاق}، فلا يكفي هنا أن يقال أن الأولى في سورة الأنعام والثانية بسورة الإسراء، فإن هذا سرعان ما يُنسى، وقد ذكر أحد المشايخ هنا ضابطا لطيفًا وهو ربطُ الآية باسم السورة، فإن ((الأنعام)) قد اشتملت على حرف الميم بخلاف ((الإسراء)) فإذا قرأتَ في الأنعام فتذكر اتفاقهما في الميم تقرأْ {من إملاق} لا {خشية إملاق} وإذا قرأت في الإسراء عكست الأمر، إذ إن (من) مشتملة على الميم التي هي بـ ((الأنعام)) بخلاف (خشية).
ومن ذلك ضبطهم أواخر هذه الآي اللاتي بسورة آل عمران:
{يريد الله ألَّا يجعل لهم حظًّا في الآخرة ولهم عذاب عظيم - إنّ الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضرّوا الله شيئا ولهم عذاب أليم - ولا يحسبنّ الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}. بكلمة ((عام)) إذ العين منها _ وهي الأولى _ تذكرك بـ {عظيم} و الألف منها _ وهي الثانية _ تذكرك بـ {أليم} والميم منها _ وهي الثالثة _ تذكرك بـ {مهين}.
وإلى الآن لم تقع عيني على كتاب يسير على هذا المنوال في ضبط المتشابهات، ولما كنت أقرأ على أحد المشايخ كان يفيدني بفوائد كثيرة كان من أهمها هذه الضوابط وكان يأمرني بتدوينها ولكني لم أفعل لأنني كنت أزعم بأنني سأحفظها وها أنا اليوم قد نسيت أكثرها!
وأنا هنا سأكتب ما أتذكره _ إن شاء الله _ مما استفدته من بعض المشايخ وطلبة العلم ومما اجتهدت بوضعه، فأرجو من الإخوة المشاركة بوضع ما لديهم من ذلك، وكلما كان ذلك من وضعك أنتَ كان ذلك أحسن، فكثير من الإخوة قد وضعوا ضوابط لأنفسهم حينما أرادوا المراجعة فلو أفادونا بشيء من ذلك ولهم الشكر والدعاء.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[14 - 07 - 08, 07:47 ص]ـ
أكثر ما استفدتُّ منه في ضبط المتشابه هو ربطه باسم السورة، ومن ذلك:
- وهو ألطفها، كلمة {يتمّ} فقد وردت في جميع المواضع بالرفع إلا موضعا واحدا بالفتح، وصادف أنّ جميع المواضع التي وردت فيها كانت مرفوعة إلا موضع سورة ((الفتح)) فقد أتت بالفتح فاتفقت الحركة الإعرابية مع نفس اسم السورة!
وهذا ضابط وضعه شيخنا لبعض الطلبة الذين لا يحسنون الإعراب، وأما من له أدنى بصيرة بذلك فلن يشكل عليه.
- ومن ذلك كلمة {ينزفون} فقد أتت في موضع ((الصافات)) مفتوحة الزاي، وفي موضع ((الواقعة)) مكسورة الزاي، فلكي تضبط ذلك تذكرْ بأن اسم ((الواقِعة)) مشتمل على كسرة بخلاف ((الصافات)). (وهذا الضابط لمن يقرأ لحفص وإلا فقد وقع بين القراء خلاف فيه).
- ومن ذلك قوله تعالى {به لغير الله} و {لغير الله به} فجميع المواطن التي وردت كانت بتأخير (به) أي: {لغير الله به} إلا موطن ((البقرة)) فقدمت (به) التي أولها حرف الباء، ولم يكن حرف الباء موجودا في أسماء السور التي وردت فيها هذه الآية إلا سورة ((البقرة)).
- ومن ذلك قوله تعالى {مما كسبوا على شيء} و {على شيء مما كسبوا}، فقد جاءت الأولى في سورة ((إبراهيم)) والثانية في سورة ((البقرة)) فلتضبط ذلك انظر إلى الميم فقد اتفقت في اسم ((إبراهيم)) مع أول الجملة.
- ومن ذلك قوله تعالى {قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} و {قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات} فقد جاءت الأولى في سورة ((البقرة)) والأخرى في سورة ((آل عمران)) ولكي تضبط ذلك انظر إلى التاء المربوطة في ((معدودة)) فقد اتفقت مع اسم ((البقرة)) بخلاف ((آل عمران)).
وللحديث بقية، ولكن قبل ذلك عندي سؤال للأذكياء _ وكلكم كذلك _ وهو:
كيف تستفيد من اسم السورة في ضبط موضع: {ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس} و {ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن}؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[14 - 07 - 08, 10:44 ص]ـ
بارك الله فيك، وأحسنت َ.
كيف تستفيد من اسم السورة في ضبط موضع: {ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس} {و ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن}؟
تقدم لفظ " الناس " في الآية الثانية، وهي في سورة الإسراء، فنعلم أن السين سبقت وهي في الإسراء، فكذلك الإسراء سبقت سورة الكهف في الترتيب ..
اجتهاد يحتاج لصياغة أفضل ..
يُراجع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100425
جزاك الله خيرًا.
¥