[تفكر في هذا الاعجاز البياني في سورة الكوثر تعجب ولا عجب .. فإنه كلام الرحمن]
ـ[النعيمية]ــــــــ[12 - 08 - 08, 11:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
لا يخفى أن الاعجاز البياني من انواع اعجاز القرآن الكريم وهو المتفق عليه من قبل الجميع بخلاف الأنواع الأخرى وهو الاعجاز الذي كان به التحدي وهو الذي عجز عنه العرب وعن معارضته فلك يكن طلب الله منهم معارضة القرآن بأن يأتو بمثله في العلوم والأخبار لأن هذا غير متحصل لهم ولكنه تحداهم بما في أيديهم من اللغة فهم أصحاب اللغة والبيان والفصاحة لايجاريهم في ذلك أحد وبالرغم من ذلك فقد عجزو وهم عاجزون إلى يوم الدين وإن عجز أرباب البيان عن معارضته فنحن في هذا الزمان أعجز .. فانظر إلى الإعجاز البياني الموجود في أٌقصر سورة من هذا الكتاب المعجز (ولم أجمع كل الإعجاز ههنا) فانظر وتفكر فسبحان الله الذي أنزل هذا الكتاب المعجز حقا حقا ..
خلاصة تحليل ابن القيم لسورة الكوثر
ثمانية أوجه في الآية الأولى
الأول) كلمة " الكوثر " تدل على الخير الكثير له ولعقبه.
•
لماذا قال تعالى الكوثر ولم يقل الكثير؟
•الكوثر من صفات المبالغة تفيد (فوعل وفيعل) تدل على المبالغة المفرطة في الخير. وقيل عن الكوثر انه نهر في الجنة وقيل الحوض وقيل رفعة الذكر وغيره وكل ما قيل يشمل الخير الذي اعطاه الله تعالى لرسوله فهو كوثر ومن الكوثر اي الخير الذي انعم الله تعالى على رسوله به.
•والكوثر يدل على الكثرة المفرطة في الشيء والفرق بين الكوثر والكثير ان الكوثر قد تكون صفة وقد تكون ذاتاً اما الكثير فهي صفة فقط.
•الثاني: جمع ضمير المتكلم: " إنا " وهو يشعر بعظمة الربوبية. إنا: ضمير التعظيم ومؤكد
•
الثالث: بني الفعل الذي هو خبر على المبتدأ: " إنا أعطيناك " ليدل على خصوصية وتحقق.
• انا اعطيناك: في بناء الآية لغوياً يوجد تقديم الضمير إنا على الفعل أعطيناك وهو تقديم مؤكد تأكيد بـ (إن) وتقديم ايضاً. فلماذا قدم الضمير إنا؟
• اهم اغراض التقديم هو الاهتمام والاختصاص.
• فعندما نقول أنا فعلت بمعنى فعلته أنا لا غيري (اختصاص).
•لماذا قال الله اعطيناك ولم يقل آتيناك؟
•الإيتاء يشمل النزع بمعنى انه ليس تمليكا انما العطاء تمليك. والإيتاء ليس بالضرورة تمليكا (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) (وآتيناه من الكنوز .... ثم خسفنا به وبداره الارض) اذن الايتاء يشمله النزع اما العطاء فهو تمليك. في الملك يستعمل الايتاء لأنه قد ينزعه سبحانه اما العطاء فهو للتمليك وبما انه تمليك للشخص فله حق التصرف فيه وليس له ذلك في الايتاء.
•الرابع: بدأ الآية بحرف التوكيد " إن " الذي يجري مجرى القسم.
•
الخامس: عبر عن العطاء بالفعل الماضي " أعطيناك " ليدل على أن الكوثر لم يشمل الآجلة دون العاجلة.
•
السادس: جاء بالكوثر محذوف الموصوف للعموم والشمول، ليشمل كل صور وأنواع الخير الكثير في الدنيا و الآخرة، فلم يقل تعالى ماءً كوثراً ولا مالاً كوثراً وانما قال الكوثر فقط لإطلاق الخير كله.
•
السابع: اختيار كلمة " الكوثر" وهي صفة تدل على الكثرة
•الثامن: إدخال الألف واللام على " الكوثر" لتدل على الشمول والاستغراق والكثرة.
•أي عندما عرف الكوثر بأل التعريف دخل في معناها النهر ولو قال كوثر لما دخل النهر فيه لكن حذف الموصوف أفاد الإطلاق وجمع كل الخير.
•وعندما اعطى الله تعالى رسوله الخير المطلق والكثير فهو في حاجة للتوكيد والتعظيم ولذلك قال إنا مع ضمير التعظيم لأنه يتناسب مع الخير الكثير والمطلق وناسبه التوكيد أيضاً في إنا.
•
الثمانية في الآية الثانية
•الأول: فاء التعقيب " فصل " تدل على السببية، حيث أفادت جعل النعم الكثيرة سببا إلى شكر المنعم.
•لم يقل له الله أشكرني على هذه النعم لأن الشكر قد يكون قليلا وقد يكون كثيرا فلو قال الحمد لله لكان شاكرا لله،لكنه أمره بالصلاة لأنها اعلى درجات الشكر لله و أمره بالنحر لأن فيه اعطاء خلق الله والشفقة بهم. فشكر النعم يكون بأمرين شكر الله والإحسان الى خلقه.
•
الثاني: ترك المبالاة بقول العدو، الذي قال إن الرسول – صلى الله علية وسلم – أبتر لا عقب له.
•
¥