تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف الجمع بين الآيتين؟]

ـ[محمد الفراج]ــــــــ[07 - 06 - 08, 07:01 م]ـ

يقول الله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سورة النور 32

وكذلك يقول الله تعالى في سورة النساء 130 {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}

السؤال: وعد الله في الآية الأولى الفقراء إن تزوجوا أن يغنيهم ووعد كذلك سبحانه في الآية الثانية الزوجين إن تفرقوا أن يغنيهم؛ فما هو الغنى المقصود في الزواج والطلاق في الآيتين؟

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 06 - 08, 07:37 م]ـ

لا اختلاف بين هاتين الآيتين يُطلَبُ معهُ الجمع بينهما.

أمّا الآية الأولى فالمُراد بها طمأنة العباد الخائفين من تبعات الزواج بأن الله تكفل لهم أن يكفيهم بفضله الواسع ما يزدادُ عليهم من نفقاتهم بعد الزّواج , وعليه فإن النكاح في ذاته سببٌ للغنى كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ثلاثة حق على الله عونهم -ومنهم-: الناكح يريد العفاف .. ) ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه قولُه: التمسوا الغنى في النكاح.

وأمّا الآية الثانية فليسَ المُراد منها تحصّل الغنى بالطلاق ذاته , بل معناها أن يغنيه عنها ويغنيها عنه فيغني الله بفضله الواسع الزوجةَ المُطلَّقة بزوجٍ أصلحَ لها من مُطلِّقها , ويغني الزوجَ المُطلِّقَ بزوجة أصلحَ له من المطلَّقة.

ففي الآية الأولى جاء النّكاحُ سببا للغنى وإعانة الله للعبد فيما استجد وطرأ عليه من تبعات ونفقات , وفي الآية الثانية جاء الفراق بين الزوجين المتنافرين سببا لغنى كل منهما عن الآخر بقرين آخر أصلح له من الأول , وقد يكون المراد الغنى بالطلاق نفسه إن لم يتزوجا أو يتزوج أحدهما ويُحملُ على أن الفراق بينهما خيرٌ لهما من استدامة النكاح على ما هما عليه من النشوز والفرقة والشقاق والخلاف. والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم.

ـ[محمد الفراج]ــــــــ[08 - 06 - 08, 12:53 ص]ـ

جزاك الله ألف خيرا أخي أبا زيد على هذا التوضيح، ولكن عندي إشكال آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس: " وأما معاويه فصعلوك لامال له " فكيف تكون قلة المال صارفه مع وعد الله لهم بالغنى؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير