تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فضل علم التفسير]

ـ[مهدي أبو عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 08 - 08, 08:59 م]ـ

[/ URL][URL="http://www.manareldjazair.com/index2.php?option=com_*******&task=emailform&id=204&itemid=24"] (http://www.manareldjazair.com/index2.php?option=com_*******&task=view&id=204&pop=1&page=0&Itemid=24)

[فضل علم التفسير]

بقلم: أبو جابر عبد الحليم توميات الجزائري

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وبه نستعين

فهذه مقدّمة وجيزة لا بدّ منها، تعرّف بالتّفسير، وتُشِيد بفضل تدبّر كلام العليّ القدير، وتذكّر بأهمّ شروط وآداب المفسّر، جرى العلماء على ذكرها، وبيانها وضبطها، حتّى لا يتكلّم أحد في كتاب الله من غير خطام ولا زمام، فيأتي بالدّواهي والطوامّ.

أمّا التفسير فهو:

لغة: الإيضاح والتّبيان، والكشف عن الشّيء، ومنه قوله تعالى: ((وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً)) أي: بيانا وإيضاحا.

ولا بدّ أن نلحظ أنّ (التّفسير) مشتقّ من (الفسر)، ففسر الشّيءُ إذا بان وظهر، حتّى قال العلماء: إنّ حروف هذه الكلمة تدلّ على البيان ولو قلبت، ومنه (سفر)، أي: كشف، وأسفرت المرأة عن وجهها إذا كشفته، وهو السّفور، ومنه أيضا قوله تعالى: ((وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)) [المدثر:34]: أي أضاء، و (السَّفَر) سمّي بذلك لأنّه يكشف عن طباع وأخلاق صاحبه، وغير ذلك.

إلاّ أنّ السّفْر هو الكشف المادّي والظّاهر، والفسْر هو الكشف المعنويّ والباطن.

اصطلاحا: قال الزّركشي رحمه الله في " البرهان ": " هو علم يفهم به كتاب الله المنزّل على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه ".

بين التّفسير والتأويل:

في عبارات الكتاب والسنّة وعبارات السّلف نجد أنّ التّأويل والتّفسير بمعنى واحد، كما في قوله تعالى: ((وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيث)) [يوسف: من الآية6]، وقوله على لسان يوسف عليه السّلام: ((رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)) [يوسف: من الآية101]، وقول نبيّ الله الخضر عليه السّلام: ((ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً)) [الكهف: من الآية82]، وكما في الحديث الّذي رواه أحمد وأصله في الصّحيحين بغير هذا اللّفظ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفِي، أَوْ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ)).

ومنه قول الإمام الطّبري رحمه الله: " القول في تأويل قوله تعالى كذا .. ".

أمّا في عرف المتأخّرين فهو " صرف اللّفظ عن ظاهره "، فهو اصطلاح لهم ليقابل الظّاهر فيسمّونه مؤوّلا، فالتّأويل بهذا المعنى:

إن كان لدليل فهو محمود، وهو بمعنى التّفسير والإيضاح.

وإن لم يكن قائما على دليل فهو مذموم لا يحلّ لمسلم الأخذ به.

مثال على ذلك: التّأويل بحذف المضاف، فإنّه يقبل في قوله تعالى: ((وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا)) [يوسف: من الآية82]، أي أهلها [1] ( http://www.manareldjazair.com/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_edn1) . ولكنّه لا يقبل في قوله تعالى: ((وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)) [الفجر:22]، حيث قالوا: وجاء أمر ربّك، لأنّه لا دليل من النّقل أو العقل على نفي مجيء الله.

فإن قيل: إنّ من المقرّر أنّه ليس هناك ترادف من جميع الوجوه، فما الّذي يمكن أن يعتبر فرقا بين التّفسير والتّأويل؟

فالجواب: أنّ هناك من لم يقل بالفرق بينهما كأبي عبيد رحمه الله، وقد بالغ بعضهم في ردّ ذلك، حتّى قال ابن حبيب النّيسابوري: " قد نبغ في زماننا مفسّرون، لو سئلوا عن الفرق بين التّفسير والتّأويل ما اهتدوا إليه ".

والصّواب أنّ هناك فروقا قد ذكرها السّيوطي رحمه الله في " الإتقان "، وأحسنها: أنّ التّفسير يطلق غالبا على الألفاظ والمفردات، والتأويل يطلق على المعاني والجمل.

فضل علم التّفسير:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير