تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة القرآن]

ـ[ياسمى]ــــــــ[06 - 08 - 08, 03:29 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[ترجمة القرآن]

الشيخ محمد الخضر حسين ( http://www.alukah.net/articles/7/Author.aspx?AuthorID=800&CategoryID=51)

المصدر: مجلة "لواء الإسلام"

مقالات للكاتب ( http://www.alukah.net/articles/7/authorarticles.aspx?authorid=800)

تاريخ الإضافة: 02/ 07/2008 ميلادي - 27/ 6/1429 هجري

زيارة: 224

لكل كلام عربي بليغ معانٍ أصلية، تحصل من مجرد نسبة الفعل إلى

الفاعل، أو الخبر إلى المبتدأ، وهي ما يقع عليه فهم كل سامع عرف

ما وضعت له ألفاظ الجملة، وكان خبيرًا بما تدل عليه وجوه إعرابِها منْ

نَحو الفاعليَّة والمفعوليَّة والحاليَّة والإضافة، ولِلكلام بعد هذه المعاني

الأصلية معانٍ ثانوية، وهي ما يُبْحَثُ عنْها في علوم البلاغة، ويسمِّيها

عُلماءُ البلاغة مستَتْبعات التَّراكيب.

وبِهذه المعاني يرتفِعُ شأن الكلام، وفي مَجالِها يتسابَقُ فرسان

البراعة من الخطباء والكتاب والشعراء، فقد يتَّفق المتكلِّمان بِمَنظومٍ

أوْ منثور في إفادة المعنى الأصلي، ويمتاز أحدهُما عن الآخر

بما يُلابِسه من معانٍ زائدة على المعْنَى الَّذي اشْتَرَكَا في إفادَتِه.

ولِلْقرآن المَجيد معانٍ أصلية، هي ما تفيده الآيات المفصَّلة من الأوامر

والنواهي، والحكم والأحكام والقصص، وما ترسُمه من أوضاع

العبادات، وتُقِيمُه من حجج على عقيدة التوحيد، وما تَحُثُّ عليه من

أخلاقٍ وآداب، وتبشِّرُ به من ثواب، وتُنْذِرُ به من عقاب، إلى ما يشاكل

هذا من المعاني الزائدة إلى تَهذيب النَّفس وإصلاح الاجتماع.

نزل القرآن لإفادَةِ هذه المعاني الَّتِي تقرَّرت بِها حقائقُ الدِّين القويم،

وأوردها في آياتٍ يلابسها من لطائف المعاني وروعة النظم

ما يساعد على وقوعها في النفوس المستعدة لإدراك الحقائق

موقع الإجلال والإعجاب، ولهذه اللطائف من المعاني والروعة

الخاصة بنظمه العربي أثر عظيم في تكوين حقيقة قرآنيته،

وبها تَم شطرٌ من المهمة التي نزل لتحقيقها، وهو الإعجاز،

فهو الكتاب الوحيد الذي ينطق بالدعوة والحجة على صدقها

في كلام واحد.

فالباحث في صحة ترجمة القرآن ينظر إلى ناحيتَيْنِ: المعاني الثانوية

التي تَمَّ بِها الإعجاز، والمعاني الأصليَّة التي تحصل من مجرد إسناد

فعل إلى فاعل، أو خبر إلى مبتدأ.

المعاني الثانوية:

ليس بالمستطاع أن تنقل إلى لغة أجنبية المعاني الأصلية،

وهي محفوفة بالمعاني التي هي مظهر بلاغة القرآن،

والناهضة بقسط عظيم من بينات إعجازه، وممن نبه على هذا

في القديم أبو القاسم الزمخشري في "كشافه"؛ إذ قال:

"إن في كلام العرب - خصوصًا القرآن - من لطائف المعاني ما

لا يستقل بأدائه لسان"، ولا يسهل على أحد ادِّعاء أنَّ في

اللغات المعروفة اليوم ما يسع نقل معاني القرآن الأصليَّة

مع ما يلابسها من أسرار المعاني، التي يسميها البلغاء

خواص التراكيب.

المعاني الأصلية:

يمكن نقل المعاني الأصلية إلى لغة أجنبية؛ حيث لا تقصر

اللغة الأجنبية عن تأديتها، قال أبو إسحاق الشاطبي

في "موافقاته": "إن ترجمة القرآن على الوجه الأول

– يعني النظر إلى معانيه الأصلية – ممكن، ومن جهته

صح تفسير القرآن وبيان معانيه للعامة ومن ليس له فهم يقوى

على تحصيل معانيه، وكان ذلك جائزًا باتِّفاق أهل الإسلام،

فصارَ هذا الاتِّفاق حُجَّة في صِحَّة الترجمة على المعنى الأصلي".

وإذا كان نقل المعانِي الأصلية قد يقع صحيحًا، وكان في مستطاع

مَنْ يُجيد لغة أجنبية أن ينقل هذه المعاني من اللغة العربية

إلى اللغة التي أجاد معرفتها، لم يبق سوى النظر في تفصيل

حكم هذا النقل، وبيان حال المنع منه أو الإذن فيه.

في القرآن آيات واضحة المعنى، لو نقل معناها الأصلي إلى

لغة أجنبية لتساوي كلام المفسر المحقق العربي والناقل له

إلى اللغة الأجنبية في أداء ذلك المعنى الأصلي؛ كآية:

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا

اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير