ـ[أبو عبد الرحمن القصيمي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 04:56 ص]ـ
هذا يختلف بحسب قوّة الضبط للمحفوظ وضعفه، وكذلك شدة الهمة وفتورها ..
وقبل أن أذكر الطريقة أنبّه على أمور مهمة:
1 - أن الذي أخذ منه حفظ القرآن أشهرًا وسنينًا يجهده أيما جهد أن يعود إلى القرآن بطريقة الحفظ الأولى " كأن يطالب بمراجعة وجه أو وجهين يوميّا "
2 - أن المحفوظ لم ينس نسيانًا تامًا بمعنى أنه لم ينمح المحفوظ نهائيّا بل هو باق ولكن علاه النسيان كالشيء الذي علاه الغبار الكثير.
3 - أن من أهم ما يجب أن ينتبه إليه طلاّب العلم وهو ما يغفل عنه الكثير = عدم النكوص إلى الوراء عند الفترة؛ وذلك أن من طلاب العلم من يبدأ مشروعًا علميًّا كمراجعة القرآن مثلاً ثم يقطع منه شوطًا طيبًا ثم يفتر وينقطع فإذا عادت إليه الهمة بعد ذلك عاد من أوّل المشوار وهكذا دواليك ...
والذي نقوله لذاك الرجل: لا تعد من أوّل المشوار بل امض من الموضع الذي توقفت عنده حتى ولو بدا لك أنّك قد نسيت الأوّل، وبإمكانك أن تضع لك برنامجا سرديًا لما تم في الجولة الأولى وتشرع في تتمة المشروع.
وفائدة هذا أن طالب العلم إذا أكمل مما وقف عليه انتهى من المشروع (ضبط القرآن) وحينها سترتفع همته كثيرًا لأنه يرى ثمار جهده ولربما عاد إلى الأوّل فأتقنه أيّما إتقان.
4 - أن أهم أمر بعد الدعاء إلى الله وطلب العون منه = الثبات والمواصلة ولو كان المقرر قليلاً.
أما طريقة المراجعة فمن الطرق الجيدة والمجرّبة وهي التي سأقتصر عليها لوضوحها وملاءمتها للطلبة وبساطتها طريقة جربها الكثير ونفعت وهي:
1 أن ينقطع الطالب لمدّة خمسة أشهر أو ستة يسرد فيها القرآن سردًا نظرًا يختم كل أسبوع (خمسة أجزاء كل يوم والجمعة للتعويض أو راحة).
أو إن شاء أن يتبّع طريقة في السرد يرغبها البعض وهي: أن يقرأ ثلاثة أجزاء في اليوم يكرر أحدها ثلاث مرّات فيكون معدل القراءة في اليوم خمسة أجزاء، فلو قلنا إنه قرأ من بداية المصحف الثلاثة الأول وكرر الجزء الأول منها ثلاث مرّات، ثم من الغد قرأ الرابع والخامس والسادس وكرر الرابع ثلاث مرّات، ومن الغد السابع والثامن والتاسع وكرر السابع ثلاث مرات ..... وهكذا.
فإذا انتهى من المصحف بعد عشرة أيّام عاد إليه من أوّله فقرأ الأجزاء الثلاثة الأول وكرر الثاني ثلاث مرّات، ومن الغد قرأ الرابع والخامس والسادس وكرر الخامس ثلاث مرّات، ومن الغد قرأ السابع والثامن والتاسع وكرر الثامن ثلاث مرات .... وهكذا.
فإذا انتهى عاد فقرأ الأجزاء الثلاثة الأول وكرر الثالث ثلاث مرّات، ومن غد قرأ الثلاثة الثانية وكرر السادس ثلاث مرّات ... وهكذا.
فإذا انتهى يكون قد ختم القرآن خمس مرّات في شهر واحد، يأخذ على هذا المنوال خمسة أشهر أو ستّة ..
والطريقة الأولى تستحبها البعض لانضباطها وقرب تحقق هدفها ووجود يوم للتعويض.
والثانية يستحبه البعض لتركيزها والإحساس بنتائجها.
2 ثم بعد ذلك سيكون حفظه قد عاد إليه بنسبة جيدة حتى إنه سيلاحظ أنّه يقرأ الوجه والوجهان بل والأوجه في بعض السور ولا يحتاج إلى نظر في المصحف ينتقل إلى المرحلة الثانية.
وهي: أن يجعل على نفسه حزبًا يوميًّا يقرأه ويردده حتى يتقنه ويستطيع قراءته غيبًا ثم يكرره بعد الضبط 20 أو 30 مرّة.
وهذا المقدار يختلف بحسب الناس والوقت فمن الناس من يستطيع أن يضبط في اليوم 5 أوجه، ومنهم من يستطيع أن يضبط 10 أوجه ... الخ.
وسيرى الطالب أنّه سيخف عليه الضبط خفةً عجيبة بل ربما لم يحتج إلى ضبط بقدر ما يحتاج إلى تكرار المحفوظ!
3 يجعل الطالب على نفسه حزبًا لما تم ضبطه لا يخلفه يزيد مع مشيه في الضبط حتى يصل إلى خمسة أجزاء فيفرقه في يومين .. وهكذا حتى ما ينتهي من القرآن إلا وهو يكره كل أسبوع.
مميزات هذه الطريقة:
* أن فيها تخفيفًا على الطالب فلا يُطالب بإعادة الحفظ وكأنه لم يصنع شيئًا.
* أن فيها زيادة إتقان وضبط لأنها ليست مثل الطريقة التتابعيّة التي ينسى المرء فيها أول القرآن إذا وصل إلى آخره.
* أن فيها قوّة استحضار لآيات القرآن قوّة عجيبة لأنها تطرق الأذن في كل أسبوع مرّة فشتان بينها وبين ما يطرق الأذن مرّة واحدة ثم لا يرجع إليه إلا بعد شهور!
* أن فيها استغناءً عن منظومات المتشابه من القرآن في الغالب.
* أن الطالب يستطيع أن يعمل بها وهو سائر في مشاريعه العلميّة خاصة في مرحلتها الأولى إذ إنها لا تكلّف الطالب سوى ساعة واحدة في اليوم.
عيوب هذه الطريقة:
* أن فيها شيء من الملل والإحباط وذلك لأنه لا يشاهد المرء ثمرة التعب فقد يسرد شهرًا وشهرين ثم لا يرى من الثمرة شيئًا بخلاف من يضبط وجهًا واحدًا فهو يرى النتيجة أمام عينيه مباشرة. فلذا فهي لا تحبذ لصغار السن لأنهم يملّون في الغالب من هذا اللون من المشاريع البعيدة المدى المتأخرة الثمرة.
** طريقة أخرى: ولم أجعلها أصلا لصعوبتها وعدم توفرها لكثير من الناس وهي أن يجد مريد الضبط أحدًا يقرأ عليه غيبًا إما زميل يقرأ كل واحد على الآخر أو شخص آخر. والطريقة أن يقرأ غيبًا على صاحبه ولا يهتم للإخطاء حتى ولو كثرت بل حتى ولو كان كل قراءته أخطاء، يقرأ كل يوم جزء أو جزأين ثم يزداد من عدد الأجزاء لمدّة سبعة أشهر أو ثمانية أشهر وسيرى في آخر أيّامه أنّه لا يخطئ في الجزء والجزئين أي خطأ.
وأعرف من طبّق هذه الطريقة ثمانية أشهر كان يقول إنه في آخر هذه الأشهر كان يقرأ على زميله ثمانية أجزاء وزميله يقرأ عليه مثل ذلك وكان يحزن أشدّ الحزن إذا أخطأ مرّة واحدةً فنبهه زميله فعاد وصححها!!!!!!
أبو عبد الرحمن
¥