[من لها يا إخوة النحو؟؟؟؟]
ـ[محمد بن بوزكري الناصري]ــــــــ[25 - 12 - 09, 02:26 ص]ـ
تجري في اصطلاحات علماء الجرح والتعديل مصطلحات، من بينها قولهم في الراوي تعديلا له:" فلان إلى الصدق ما هو" يريدون أنه ليس ببعيد من محل الصدق، وقولهم تجريحا:" إلى الضعف ما هو"، قال العراقي في ألفيته:
للضعف ما هو، فيه خلف، طعنوا ... فيه، كذا سيئ حفظ، لينُ.
فما محل " ما" إعرابا، وما وجهها معنى؟؟؟ وهلا وقفتم على كلام لبعض من تقدم فيها؟؟؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 12 - 09, 03:11 ص]ـ
كانها الموصولة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 12 - 09, 04:08 ص]ـ
هل يصلح هذا؟
فلان إلى الصدق ما هو = فلان إلى الصدق الذي هو.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 12 - 09, 04:24 ص]ـ
من المعاني التي ذكرها الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي في "كتابه معجم مصطلحات الحديث ولطائف الأسانيد" أن المعنى:
فلان إلى الصدق ما هو = فلان إلى الصدق ما هو ببعيد
كأنه يقصد: ما = ليس
ومرجعه في ذلك هو كتاب "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار" للأمير الصنعاني.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 07:10 ص]ـ
الأصوب أن (ما) هنا زائدة للتوكيد، وتقدير الكلام (إلى الضعف هو أقرب) أو (إلى الضعف هو مائل).
وفي المسألة أقوال أخر، ولكن هذا هو الذي قدمه المحققون من أهل العلم، كالقاضي عياض في المشارق، والقرطبي في التذكرة، والسندي في حاشية المسند.
والله أعلم.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[25 - 12 - 09, 04:04 م]ـ
الصحيح والله أعلم:
أن (ما) نافية، و (هو) اسمها، وخبرها محذوف مقدر بـ (بعيد)، فيكون تقدير الكلام: إلى الصدق ما هو ببعيد. أو: ما بعيد عن الصدق. وتكون الجملة تأكيدا لما قبلها.
ويحتمل أن يكون لها وجه آخر:
أن حرف الجر (إلى) متعلق بما يجوز التقدير به وهو (قريب)، فيكون المعنى: فلان قريب إلى الصدق، وهو احتمال مرجوح.
ـ[محمد بن بوزكري الناصري]ــــــــ[25 - 12 - 09, 09:57 م]ـ
لكن ألا يتبدى لأنظاركم الموفقة الرشيدة أن حملها على معنى ليس يقتضي أن تكون إلى بمعنى من، فمعهود لكم أن مادة البعد تتعدى بـ " من" قال تعالى:" وما هي من الظالمين ببعيد" فالبعد يتعدى بمن، فيكون التقدير على هذا: فلان ليس ببعيد إلى الصدق، فما رايكم؟؟؟
ـ[محمد بن بوزكري الناصري]ــــــــ[25 - 12 - 09, 10:05 م]ـ
أخي أبا مالك هلا أو قفتنا على مظان من نقلت عنهم: المشارق، التذكرة، حاشية السندي مجزيا أوفى الجزاء، فما زلت مستشكلا " ما " هذه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 10:26 م]ـ
أخي أبا مالك هلا أو قفتنا على مظان من نقلت عنهم: المشارق، التذكرة، حاشية السندي مجزيا أوفى الجزاء، فما زلت مستشكلا " ما " هذه.
ما وجه الاستشكال عندك يا أخي الكريم؟
القاضي عياض ذكر ذلك في شرح حديث (إلى المشرق ما هو) ونقله عنه النووي في شرح مسلم.
والقرطبي ذكر ذلك في التذكرة أيضا في شرح هذا الحديث، ونقله عنه صاحب عون المعبود.
والسندي ذكر ذلك في تعليقه على حديث (فمن كانت فترته إلى اقتصاد وسنة فلأم ما هو) ونقله محققو المسند، طبعة الرسالة.
وقد كنت أتوقع أن يتكلم السهيلي أو غيره من المصنفين في السيرة على هذه المسألة عند ذكر وصف النبي صلى الله عليه وسلم (إلى الطول ما هو)، ولكن لم أجد أحدا منهم تكلم عنها.
وقد تكلم عنها أيضا البقاعي في النكت الوفية، ولكن كلامه فيها غير جيد على طوله.
واقتصر السخاوي في شرحه على أنها نافية، وتبعه كثير من المعاصرين.
ـ[محمد بن بوزكري الناصري]ــــــــ[26 - 12 - 09, 05:23 م]ـ
الاستشكال عندي ايها الكريم أني ما عهدتها ــ لقصور معرفتي بأحرف المعاني ــ تزاد في مثل هذا المقام، وبخاصة أن توجيه علماء الجرح للعبارة ــ موضوع البحث ــ جاء على خلاف مقتضى الصناعة النحوية من جهتين:
جهة تقدير متعلق الجار الذي لا يصح تعلقه ب" بعيد" لما ذكرت في كلمتي عقب رد أخي أبي المعالي.
وجهة محالّ زيادة ما التي ذكرها المؤلفون في أحرف المعاني، من قبيل "الجنى الداني" لابن قاسم المرادي، و"المغني" لابن هشام، ونحوهما، إذ اقتصروا على زيادتها للإبهام بعد المعرف تعظيما وتفخيما، ومن ذلك": فلأم ما هو" ..
بيد أنك شرحت الصدر، وأصاب القلبَ الثلجُ بما ذكرتم في ردكم الأخير، من النصين اللذين استشهدتم بهما ... فشكر الله لكم شيخنا المفضال، ومعذرة على هاته المراجعة، فهي شأن طويلب علم لم يحسن بعد آداب المذاكرة العلمية، وسؤال المشايخ ... والله يتولاكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 07:09 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
بعض المعاصرين له شرح جيد في هذه المسألة؛ خلاصته: أن أصل العبارة هكذا (هو يميل إلى ضعفٍ ما)، ثم دخلت اللام على كلمة (ضعف) لإفادة الجنسية، فانتفى التنوين؛ لأنه لا يجامع اللام، وانفصل حينئذ لزوم (ما) لما قبلها، ثم حذفت كلمة (يميل) لوضوحها من السياق ولكثرة الاستعمال، وأخر الضمير للاهتمام بالمتعلق، فصارت العبارة (إلى الضعف ما هو)، وعليه يكون (هو) مبتدأ مؤخرا، والخبر (يميل) الذي حذف، و (إلى الضعف) متعلق به، و (ما) نكرة للتقليل.
والله تعالى أعلم.
¥