[إشكال في فقد الخافض في آية كريمة]
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[05 - 12 - 09, 06:06 م]ـ
أساتذتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الطبري في قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
" القول في تأويل قوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه:"يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقًا لما معكم" = وإن الله لا يغفر أن يشرك به، فإن الله لا يغفر الشرك به والكفر، ويغفر ما دون ذلك الشرك لمن يشاء من أهل الذنوب والآثام.
* * *
وإذ كان ذلك معنى الكلام، فإن قوله:"أن يشرك به"، في موضع نصب بوقوع"يغفر" عليها وإن شئت بفقد الخافض الذي كان يخفضها لو كان ظاهرًا. وذلك أن يوجَّه معناه إلى: إن الله لا يغفر أن يشرك به، على تأويل الجزاء، أنه قيل: إن الله لا يغفر ذنبًا مع شرك، أو عن شرك. وعلى هذا التأويل يتوجه أن تكون"أن" في موضع خفض في قول بعض أهل العربية.
[تفسير الطّبري:5/ 125]
مما أريد معرفته قول الطبري (في قول بعض أهل العربية)
هل نفهم من هذا أن هناك من أهل العربية من ينكر هذا النوع من الإعراب أو يضعّفه أم ماذا؟
أرجو التوضيح.
ـ[أبومحمد الجازم]ــــــــ[05 - 12 - 09, 06:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قاله الفراء في معانيه.
لكن أشكل علي الخفض، كيف نقدر الخفض؟
إعرابها مفعولاً ليغفر واضح ولا إشكال فيه؛ لأن يغفر فعل متعدٍ و (أن يشرك به) تقدر بـ (إشراكه) فيما يظهر لي.
لكن كيف نقدر الخفض؟
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:03 م]ـ
فتكون في موضع رفع نحو (ألم يأن للذين آمنوا أن تخش (وعسى أن تكرهوا شيئا) الآية ونحو يعجبني أن تفعل ونصب نحو (وما كان هذا القرآن أن يفترى) (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) (فأردت أن أعيبها) وخفض نحو (أوذينا من قبل أن تأتينا) (من قبل أن يأتي أحدكم الموت) (وأمرت لأن أكون) ومحتملة لهما نحو (والذي أطمع أن يغفر لي) أصله في أن يغفر لي ومثله (أن تبروا) إذا قدر في أن تبروا أو لئلا تبروا وهل المحل بعد حذف الجار جر أو نصب فيه خلاف وسيأتي
مغني اللبيب
1 (163 - 166)
محل أن وأن وصلتهما بعد حذف الجار نصب عند الخليل وأكثر النحويين حملا على الغالب فيما ظهر فيه الإعراب مما حذف منه
وجوز سيبويه أن يكون المحل جرا فقال بعدما حكى قول الخليل ولو قال إنسان إنه جر لكان قولا قويا وله نظائر نحو قولهم لاه أبوك وأما نقل جماعة منهم ابن مالك أن الخليل يرى أن الموضع جر وأن سيبويه يرى أنه نصب فسهو
ومما يشهد لمدعي الجر قوله تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون أصلهما لا تدعوا مع الله أحدا لأن المساجد لله و فاعبدون لأن هذه ولا يجوز تقديم منصوب الفعل عليه إذا كان أن وصلتها لا تقول أنك فاضل عرفت
مغني اللبيب جزء 5
(699 - 697)
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:10 م]ـ
...................
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 02:26 ص]ـ
حذف الجار قبل (أنْ) و (أنّ) مطرد، ولذلك فلا إشكال في تقدير هذا الجار، ولا يعترض على تقديره بأن حذف الجار مع بقاء عمله مقتصر على السماع.
لكن الإشكال في الفعل نفسه أنه هل يطرد معه وجود الجار أو لا؟
فبعض الأفعال يمكن تقدير الجار معها من غير تكلف، ومع دلالة السياق، لكن بعضها لا يمكن فيه ذلك.
فمثلا لو قلت: (أحب أن أفعل كذا) كان الأقرب تقدير النصب؛ لأنك تقول: (أحب فعلَ كذا)، ولا تقول: أحب في فعل كذا، أو أحب لفعل كذا.
أما لو قلت: (عجبت أن تنجح) فالأقرب تقدير الجر؛ لأنك تقول: (عجبت من نجاحك) ولا تقول: عجبت نجاحك.
والله أعلم.
ـ[أبومحمد الجازم]ــــــــ[06 - 12 - 09, 03:01 ص]ـ
حذف الجار قبل (أنْ) و (أنّ) مطرد، ولذلك فلا إشكال في تقدير هذا الجار، ولا يعترض على تقديره بأن حذف الجار مع بقاء عمله مقتصر على السماع.
لكن الإشكال في الفعل نفسه أنه هل يطرد معه وجود الجار أو لا؟
فبعض الأفعال يمكن تقدير الجار معها من غير تكلف، ومع دلالة السياق، لكن بعضها لا يمكن فيه ذلك.
فمثلا لو قلت: (أحب أن أفعل كذا) كان الأقرب تقدير النصب؛ لأنك تقول: (أحب فعلَ كذا)، ولا تقول: أحب في فعل كذا، أو أحب لفعل كذا.
أما لو قلت: (عجبت أن تنجح) فالأقرب تقدير الجر؛ لأنك تقول: (عجبت من نجاحك) ولا تقول: عجبت نجاحك.
والله أعلم.
أهلاً بشيخنا الكريم أبي مالك
أسأل الله أن يطيل عمرك ويبارك فيه!
شيخي
لو قدرنا الخافض كذا: يغفر بأن يشرك به
فأين مفعول يغفر؟
أنا أسأل مستفهماً متعلماً لا سؤال محاجٍ مجادل ٍ. رفع الله قدرك!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 04:51 ص]ـ
أو تسأل سؤال مجادل محاج يا شيخنا الفاضل، فكان ماذا؟
أخوك ما زال تلميذا صغيرا يتعلم، وأرحب بتوجيهات المشايخ الكرام وإن كان فيها شدة.
وأقول أولا: إن كلامي في المشاركة السابقة هو كلام عام عن المسألة عموما لا عن هذه المسألة خصوصا.
وأما هذه المسألة خصوصا فإن كلام الطبري فيه إجمال يحتاج إلى تفصيل حتى يتضح مراده.
وتفصيله أن يقال:
قول الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) ما معناه؟ فيه قولان:
القول الأول: إن الله لا يغفر الشرك
- توجيه هذا القول أنه هو ظاهر الآية.
- وعلى هذا القول يكون (أن يغفر) في محل نصب.
القول الثاني: إن الله لا يغفر الذنب إذا كان مقترنا بالشرك.
- توجيه هذا القول أنه لا يشك أحد أن الله لا يغفر الشرك، فهذا واضح لا يحتاج إلى ذكر، لكن الذي يحتاج إلى إيضاح هو عدم غفران الذنب إذا كان مع شرك.
- وعلى هذا القول يكون (أن يغفر) في محل خفض، والمفعول محذوف.
ولذلك قال ابن جرير (على تأويل الجزاء) يقصد الشرط؛ لأن صاحب هذا القول جعل تقدير الآية (إن الله لا يغفر الذنب إذا كان مع شرك) ففيه تقدير (إذا) الشرطية.
والله تعالى أعلم.
¥