2/هناك قبائل عربية هاجرت أرضها وهي مع ذلك قطعية النسب صريحته، وأحدٌ لا ينكر هذا، بل بعضها هاجر عن الجزيرة العربية بالمرة، ولم يقل بهذا أحد من علماء النسب لا السابقين ولا اللاحقين.
3/حتى لو تحضرت القبيلة ـ كما هي قريش مثلاً ـ فإن نسبها يظل صريحاً وقطعياً، وهناك أسر تحضرت منذ الزمان الأول، أعني صدر الإسلام، وهي إلى الآن معروفة النسب، قد شهدت لهم به الطبقات، والتاريخ يذكر لنا الكثير من الأسر العلمية التي تناقلت العلم، وهي مع ذلك صريحة النسب ومقطوع لها به.
فكلام الجاسر رحمه الله لا يحتمل هذه المعاني، وتفسيره يحوج إلى بعض الدقة في اختيار العبارات التي تدل على المعنى المناسب.
والله أعلم
أخي الكريم ابن حيدرة /
سأجيبك على نقاطك التي طرحتها:
1 - أريدك أن تعطني مثالاً واحداً فقط على النقطة الأولى التي ذكرتها!
2 - هذا الأمر قد يكون بشرط توافر الشروط الأخرى التي ذكرناها.
3 - البداوة أراها شبة واجبة في مسألة صراحة الأنساب ونقاوتها؛ والحضارة هي أساس الداء والبلاء في الأنساب؛ وأما ضربك قبيلة قريش مثالاً على التحضر فهو حجة عليك لا لك! والدليل قول العرب: (الناس مؤتمنون على أنسابهم مالم يدعو شرفا) أي: كلاً أعرف بنسبه مالم ينسب نفسه إلى الأشراف من قريش؛ وأهل البادية عندنا يقولوا في أمثالهم: (من ضيع أصله قال أنا شريف) ويعنون بهذا: أنَّ كثير من الأدعياء إذا اضاعوا أنسابهم ينتسبون كذباً وزوراً إلى النسب الشريف طلباً لرفعة الشرف وما أكثرهم في زماننا هذا! ولكن تبقى أعمدة أنساب كثير من الأشراف صريحة لا شك فيها لإعتمادهم على النقاط الأخرى؛ فمثلاً ليس عمود نسب شريف من أرض الحجاز كشريف في إيران.
يقول علامة الجزيرة حمد الجاسر:
إن من أسباب اضمحلال اسم القبيلة تحضرها؛ الذي يفقدها عناصر التماسك مما يحفظ كيانها لتبقى محافظة على أصلها، فإذا تحضرت فقدت أهم مميزات القبيلة التي كانت البداوة تدفعها للتمسك بها عند التنقل من مكان إلى مكان، لكي تكون قوية فتحمي نفسها، والحضر بخلاف ذلك. وقد يبقى من هذه القبيلة بعد التحضر فروع قليلة تضطر إلى الاندماج في أقوى قبيلة تحل بلادها؛ وكلما كانت القبيلة أقرب إلى البداوة كانت أقوى .. ومعروف أن التحضر يزيل كثير من المميزات القبلية ومنها العناية بحفظ تسلسل الأنساب، ولهذا جهلت أسر كثيرة صلة أنسابهم بجدهم الأعلى ... وتحضر القبيلة يفقدها أهم وسائل القوة التي كانت تتخذ منها القبائل البدوية أبرز ميزات البداوة، وهي الانتماء إلى العنصر – الأصل – الذي به تحافظ على بقائها، وحدة متماسكة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:23 ص]ـ
قال جواد علي في المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام في أسباب إضاعة الحضر لأنسابهم ومحافظة البدو على أنسابهم:
للنسب عند العرب شأن كبير، ولا يزال العربي يقيم له وزنًا، ولا سيما عربي البادية, فعلى نسب المرء في البادية تقوم حقوق الإنسان، بل حياته في الغالب. فنسب الإنسان، هو الذي يحميه، وهو الذي يحافظ على حقوقه ويردع الظالم عنه ويأخذ حق المظلوم منه. وقد يبدو ذلك للمدني أمرًا غريبًا شاذًّا غير مألوف, ولكن هذا المدني نفسه يعمل بالنسب ويأخذ به، وإن كان في حدود ضيقة. فجنسيته هي نسبه، تحميه وتحفظ حقوقه, وليس نسب الأعرابي غير هذه الجنسية، يحتمي به؛ لأنه يصونه ويحفظ حقوقه ويدافع عنه. وهو مضطر إلى حفظه، وإلى عد آبائه وأجداده وذكر عشيرته وقبيلته؛ لأنه بذلك يسلم، ويحافظ على حياته، فإن أراد شخص الاعتداء عليه، عرف أن وراءه قومًا، يدافعون عنه ويأخذون بحقه من المعتدي عليه, وهو لذلك مضطر إلى حفظ نسبه والمحافظة عليه.
وأما كون الحضر أقل عناية بأنسابهم من أهل الوبر؛ فلأن الحاجة إلى النسب عندهم أقل من حاجة أهل الوبر إليها, فالأمن مستقر، ولدى الحضر في الغالب حكومات تأخذ بحق المعتدي عليهم من المعتدين. ثم إن مجال الاختلاط والامتزاج عندهم أكثر وأوسع من أهل البوادي وسكان الأرياف، وكلما كانت الحواضر قريبة من السواحل ومن بلاد الأعاجم، كان الاختلاط أوسع وأكثر، ولهذا ضعفت فيها وشائج الدم والنسب، وكثر فيها التزاوج والتصاهر بين العرب والعجم، فصعب على الناس فيها المحافظة على أنسابهم، وقلت الفائدة من النسب عندهم؛ ولهذا لم يعتنوا به عناية الأعراب بالأنساب.
ملاحظة: أقول هذا النص السابق أسميه فلسفة الأنساب؛ ولا أرتضيه أبدا؛ لأن رابط النسب القوي والمتين هو وشائج الأخوة والدم واللحمة الواحدة؛ فإذا ضعفت هذه الأسباب أصبحت القبيلة ضعيفة منهزمة!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 01:04 ص]ـ
قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(أيما حي من العرب كانوا في حي من العرب أسلموا معهم فهم معهم؛ إلا أن يعترضوا؛ فعليهم البيّنة)
أين ذكر هذا الأثر؟؟ وما معناه؟؟
¥