تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعل من أبرز شبهات كتاب الشعر الجاهلي أكذوبة تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة، وهذه نظرية روجتها كتب المستشرقين والتبشير وحفلت بها الكتب المدرسية، وهي تشير إلى أن العرب العاربة هم القحطانيون (وهم أصل العرب) ظهروا في اليمن وانتشروا فيها واستقرت هجراتهم على حافة الهلال الخصيب عقب حادث سيل العرم وقبله، ومنهم المناذرة في الحيرة وكذلك نجد والغساسنة في الشام، أما المستعربة وهم الفدائيون أو المصريون وأخصهم نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام الذين سكنوا الحجاز ومنهم ظهرت قبيلة قريش التي تنتمي إلى مضر وعدنان، والهدف هو القول بأن عشيرة محمد صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن بلسانه تعد كسائر العدنانيين من غير العرب وقد دخلوا على العرب العاربة، ويفند ذلك قول الدينوري: إن فالغ هو جد إبراهيم وإسماعيل وأن عدنان وقحطان أخوان. (فكر160)

كتاب (في الأدب الجاهلي)

وبعد معارك شهيرة أثارت مشاعر المسلمين والعرب في كل مكان ومن جراء العبارات الجريئة المنافية للقيم والعرف والمفاهيم في الإسلام في الإشارة إلى القرآن الكريم وإلى النبي صلى الله عليه وسلم بسبب كتاب الشعر الجاهلي، أرغم طه وحواريوه أن يحذفوا من الكتاب كثيرًا من العبارات مع بعض الإضافات في كتاب أسماه (في الأدب الجاهلي) وهو الكتاب الموجود الآن في أيدي الباحثين وطلبة كليات الاداب في بعض الجامعات في الوطن العربي، وبعضهم يعتبره دعامة أساسية لأنه قدم المنهج العربي في دراسة الأدب ونقده، لكن روح الكتاب الحقيقي العاصف الكاره الحاقد على الإسلام بقي كما هو، وبقيت تلك النظريات المسمومة التي عمد إلى إذاعتها قائمة، بل إن البعض الآن من التغريبيين والشعوبيين والماركسيين يرون أنها دعامة أساسية لإقامة منهج البحث الأدبي، وقد حذف طه حسين من كتابه ما حذف من غير أن يذكر أسباب الحذف، حيث جرت سنة العلماء إذا نشروا بحثًا ألا يغيروا منه من غير أن يشيروا إلى الأسباب التي دعت إلى هذا التغيير، خصوصًا إذا كان التغيير رجوعًا في الظاهر عن رأي كان الباحث قد ارتآه وأذاعه باسم العلم. رفع طه من الكتاب كل ما يجافي الدين وإن خلصه فيما يظهر عليه من كل ما يؤاخذ عليه القانون، أما المثبت في ثنايا الكتاب فقد بقي فيه طابع التهكم والشك، وكان مما رفع قوله: (فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون من صفوة بني هاشم، وفي هذا حطٌّ من شأن النبي عليه السلام) وقولة أخرى حمقاء: (ولأمر ما شعروا بالحاجة إلى إثبات أن القرآن عربي مطابق في ألفاظه للغة العرب)، ومع ذلك فقد استبقى عبارة (وفي القرآن سورة تسمى الجن أنبأت أن الجن استمعوا للنبي)، وهو أسلوب مقصود منه استخفاف خفي بكتاب يجعل للجن سورة تحدث فيها عنهم بكذا كذا بما لا عهد للناس به وما لا يمكن إثباته إلا عن طريق القرآن، ومفاد هذا الكتاب يتلخص فيما يلي:

1. محاولة تأكيد نظرية مسمومة كتبها المستشرق اليهودي مرجليوث، ملخصها أن الشعر الجاهلي موضوعٌ جله إن لم يكن كله بعد الإسلام.

2. هدم النظرية الإسلامية الجامعة التي تجعل الأدب العربي قطاعًا من الفكر الإسلامي مرتبطًا به لا ينفصل عنه ويلتزم بقيمة الأخلاقية ومفاهيم العقائدية.

3. إذاعة نظرية مسمومة بتقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة.

4. دعوى أن المسلمين قضوا على الفكر السابق للإسلام.

5. محاولة الادعاء بأنه اعتمد على نظرية الشك التي أذاعها ديكارت، مع أن نظرية ديكارت تختلف، ولقد كانت نظرية الشك الفلسفي هي عماد عمل طه حسين.

6. الدعوة إلى تخلي الأديب عن العاطفة الدينية والقومية ودراسة الأدب كما يدرس العلم الطبيعي وعلم الحيوان والنبات.

بعض أقواله الحمقاء

* قوله في الأديان: (إنها خرجت من الأرض كما خرجت الحياة نفسها، والحقيقة أن هذا ليس هو العلم، وإنما هذه هي الفلسفة المادية التي ادّعى أصحابها أنهم أقاموها على أساس العلم، بينما تغيرت المفاهيم بعد ذلك ولم تعد تطلق كلمة العلم إلا على العلم التجريبي وحده) عن كتاب محاكمة فكر طه حسين للمفكر أنور الحندي 26

* قوله في سيكولوجية الدين: (إنه ليس للدين أن يتوقع أو يعتقد أن ستؤخذ قضاياه مسلمة على أساس أنها جاءت من طريق الوحي وأن وراءها سلطة التقاليد القديمة، أما العالم فإنه يرى في روح البحث الحر جوهر الحياة) فكر 117

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير