تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى آخر ما قال من هذا النظم المهلهل والنسيج المتنافر واللفظ الضئيل الغاية، وهو لا يجيد أسلوب الكتابة إذا حاكمته إلى الذوق العربي والبلاغة اللغوية وقسته بما وضعه الأئمة من أذواق البيان ومقاييسه، أما في حشو القول والاتساع به وإطالته بالتشدق والتفيهق، فالرجل في ذلك لا يشق له غبار، واعتبر في ذلك بما كان في قضية المعلمين وقصتهم التي كتب عنها في السياسة فأعيدت القصة وذكرت بضع مرات فيما لا يزيد عن عشرة أسطر من أسطر الجريدة، وما هو بالناقد الذي يحسن النقد الصحيح في الشعر والنثر، وإن أحسن التهجين والتجريح والزراية على غيره من الأدباء والكتّاب، وأن الذي يقرأ بيت شوقي في ميميته التي يقرظ فيها كتاب الأخلاق:

يا لطف أنت هوى الصدى من ذلك الصوت الرخيم

فنفهم أن الشاعر يقول أن أرسطو كان ذا صوت رخيم، ويورد على ذلك أنه لا هو ولا شوقي سمع هذا الصوت، ثم لا يدرك هذه الإشارة البليغة من عذوبة وجمال لحري به أن يدع الثقة لأهلها وأن يعلم أن دعواه فيه كدعوى الحرب في زياد، وبعد فليس الدكتور طه حسين متخصصًا بدراسة تاريخ العرب، لم يتلقه عن أستاذ ولم يلم به في مدرسة، وإنما علم من ذلك ما يعلق بذهنه من مطالعة كتب الأدب لا لتدرس ولكن ليراها، وما نيل الدكتور طه حسين إجازته في تاريخ اليونان أو تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده أقوى الدعائم التي يستند إليها الكاتب إذا أراد أن يكتب في الأدب العربي، فمن فاتته روايته ودرايته فقد فاته أس البحث ونبراسه وسار على غير هدى. ذلك من ناحية مواهب أستاذ الجامعة في الأدب العربي وتاريخه، أما من ناحية ما يقدمه لتلاميذه فمن أفكاره، فقد كانت باكورة ذلك كتابه (في الشعر الجاهلي) وقد حكم عليه عقلاء الأمة وأدباؤها بالخطأ والخطل والغثاثة وكشف المحققون من الأدباء الغطاء عن مغامز ومعايب فيه برئ منها العلم وأيد ذلك الحكم القضاء. أما عن طريقته في التفكير وما يبثه في نفوس طلبته من طبائعه وأخلاقه فما علم الناس من ذلك إلا الشك والحيرة والانسلاخ عن العقيدة والدين وتسمية ذلك منهجًَا علميًا، وقد برهن العالم الضليع مؤلف (النقد التحليلي) أن هذا الأسلوب ليس من المنهج العلمي في شيء، فأي شيء يسوغ بقاء أمثال هذا المدرس في منصب كبير كمنصبه الحالي؟!) اهـ فكر 42، عن مقال نشرته الفتح م5 سنة 1394 هـ

* قول الأستاذ إسماعيل حسين موجهًا الحديث لطه:

(إن كل ما ذكرته في حديث الأربعاء يرغب في معاداة القضية ويغري بارتكاب الرذيلة والإثم وينشر الإباحية، وإنك لم تذكر للعرب سوى الزندقة والمروق والإلحاد والنساء والغزل المذكر، ولقد كنت هدّامًا شنيعًا للعرب الذين لم يخلق الله نفسية أعز من نفوسهم، وعزمة أشد من عزماتهم الصادقة) اهـ فكر 49

* قول أنطون كرم في كتاب (الأدب العربي) في آثار الباحثين:

يتحدث عن حديث الأربعاء أيضًا: (إن أبرز ما عني به طه حسين هو ميله إلى جعل أبي نواس شعر لهوه وعبثه وخمره، ابن عصره وجعله في شعره الجدي بن الأعصر الخوالي، ويقول: إن المؤلف اختط لنفسه أن يجمع بين الأنماط الثلاثة: التاريخي والذاتي والفني، وأن يحاول أن يجمع بين أسلوب سانت بوف وجون لمتير، فيجري فيها جميعًا على غيرما استيفاء للملامح ولا يتسلل إلى الدقائق، فإذا به يحظئ طريق المؤرخ الحق في جلاء الشك وتحري الحق الأخير، ويخطئ متابعة الذاتيين في تفكيك الذات المبدعة حتى تقتصر على بعض جوانب، ويستند إلى الرواية بدل أن يكتشفها في الشعر، ويحيي الرواية في الشعر ولا يجعل الشعر شاهدًا على الرواية، فتراه متحاملا على بشار يتنكر للالتواء في نفسيته ويرد المتناقضات التي تقوم عليها الذات البشرية متجهة في منحى واحد هو منحى الإثم والشر، ثم إنه أخطأ المنحى الفني إذ ألمع على مواطن الجمال لمعًا عاجلة يتسع مداها حتى ينطبق على غير شاعر من الشعراء ويقول هذا جميل، يسير المتناول، شديد التعقيد، ولا يجبر العقول على سبيل التخصيص فيقع الحكم هامشيًا عامًا خلوًا من الدلالة، ويصرف عن التحليل الفني، ويشير من بعيد إلى الألفاظ الحلوة الجرس التي تملأ السمع على استساغة ولا يجاوز تلمس الخصائص ولا يتقصى التحليل) اهـ فكر 50

* قول الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني في كتابه قبض الريح:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير