ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 01 - 10, 03:41 م]ـ
أخي الفاضل " خزانة الأدب " وفقه الله
أولا: ذكرت في أول رد لك أن الكتاب منحول، وأنك لا تعرف أن القدماء نقلوا منه، وطلبتُ منك ان تحيلني إلى دراسة حول هذا الأمر لأستفيد منها، فلم تحلن إلا إلى الكتاب - أي فتوح الشام -، وهذا ليس جيدا، فأنت تنفي صحته، وتكتب مشاركاتك وأنت واثق من ذلك، ولا تريد أن تفيدني بشيء مما تعرفه، ونسبة الكتاب إلى الواقدي مشهورة - فيما أعلم - ولم أر أدلة من ينفي صحته لأتحقق من صحتها، فلا بد لمن أراد أن ينقض القول بصحة نسبته إلي الواقدي أن يظهر أدلته - إن كانت موجودة - سواء كانت بالإحالة إلى كلام من يقلده، أو بالأدلة التي ظهرت له هو، لا أن يطلب من معارضه أن يبحث عنها، وقد بينت لك وفقك الله أن أربعة من أهل العلم ذكروا " كتاب فتوح الشام " ونسبوه للواقدي، وأن بعضهم نقل منه، وزدت عليهم واحدا فصاروا خمسة، ولو أضفت إقرار " ابن عبد الهادي " وعدم نفيه للكتاب فسيصبحون ستة، ومن بحث ودقق فلا بد أن يجد غيرهم.
وقولي إن الطبعة سقيمة وسؤالي عن طبعة محققة فهو من باب الحرص على اختصار الوقت، لأن المحقق سيكفيني مؤونة الكلام عن نسخ الكتاب المخطوطة وكلام العلماء عليه ومقارنة نصوصه بنصوص غيره من الكتب، والكتاب لا يهمني كثيرا، وإنما نقلت منه الفائدة عرضا، وعندما رأيت كلامك ظننتك من المهتمين بالتَّاريخ أو لك صلة بمن اهتم بهذا الكتاب، فطمعت في سرعة الوصول إلى الفائدة، وإن كنت ترى أن وقتك لا يسمح لك بالتفرغ لهذا الأمر، فأنا مثلك وفقك الله، وقد حرصت في هذه المشاركة على بذل ما عندي ليستفيد منه من يراه من المهتمين بالتاريخ، وإن وجدت ما يفيد مستقبلا، أو وجدت وقتا أتفحص فيه مرويات الكتاب وأخباره فسأضيفه إليه إن شاء الله
ثانيا: في المشاركة الأخيرة ذكرت أن الشك يشمل جميع كتب الواقدي المطبوعة، فليتك تفيدني وبقية الإخوة عن صاحب هذا القول وتذكر أدلته، فنحن طلبة علم لا نرضى بالأقوال المرسلة دون بينات، وإن كنت تتذرع بعدم التفرغ لتحقيق المسألة، ولم تذكر من قال هذا القول وتبين أدلته فلا أرى فائدة من تكرار المشاركة بنفي صحة الكتاب أو القول إن المروي عن العلماء من كتاب غير الموجود دون البحث في نصوصهم التي نقلوها ومقارنتها بما في المطبوع، وأنا والله لا أقولها من باب التقليل من شأنك، فالظاهر من مشاركاتك أنك من أهل العلم والفضل والاطلاع، ولعلي في مصاف تلاميذك الذين درستهم في جامعتك، لكني لا أحب هذه الطريقة في مناقشة المسائل العلمية، ولم أعهدها في نقاشات المشايخ والإخوة في الملتقى.
ثالثا: من باب الفائدة لي ولك ولبقية من سيشارك في الموضوع فسأنقل المواضع الَّتِيْ وقفت عليها لمن ذكرتُ من أهل العلم السابقين، حتى يكون الحوار والنقاش بطريقة علمية يستفيد منها من يراها.
1 - ابن النديم (الوراق الشيعي) في الفهرست
ذكر في ترجمة الواقدي ص 158
( ... وله من الكتب:
أ - كتاب التاريخ والمغازي والمبعث
ب - كتاب أخبار مكة
ج - كتاب الطبقات
د - كتاب فتوح الشام ... )
2 - ابن عساكر في تاريخ دمشق:
أ - (9/ 73) ترجمة أسيد بن حضير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
( ... وشهد مع عمر بن الخطاب الجابية " فيما ذكره محمد بن عمر الواقدي في فتوح الشام " وذكر أن عمر جعله على ربع الأنصار وشهد معه فتح بيت المقدس ثم خرج معه خرجته الثانية التي رجع فيها من سرغ أميرا على ربع الأنصار ... )
ب - (27/ 140) ترجمة عبد الله بن بسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
( ... وقدم دمشق أو ساحلها مجتازا من حمص إلى عكا وركب منها البحر لغزو قبرس مع معاوية " فيما ذكره الواقدي في فتوح الشام الذي صنفه " ... )
ج- (40/ 455) ترجمة عطاء الكلاعي
( ... " قرأت في كتاب فتوح الشام لمحمد بن عمر الواقدي " حدثني سعيد بن راشد وإبراهيم بن محمد عن عبد الملك بن مسلم عن عثمان بن عطاء الكلاعي عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب بالجابية يخطب الناس فقال أيها الناس أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه والذي بطاعته ينفع أولياءه وبمعصيته يضر أعداءه فذكر الخطبة).
3 - الزَّيلعي الحنفي في نصب الرَّاية
(2/ 319) ط الباز
حديث آخر: روى الواقدي رحمه اللّه في " كتاب فتوح الشام "
¥