ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:28 ص]ـ
يقول الباحث أحمد تمام:
وينسب إلى الواقدي كتب فتوح الشام ومصر، وفتوح البهنسا وما فيها من العجائب وما وقع فيها للصحابة، وفتوح إفريقية. وهذه الكتب الثلاثة مطبوعة وتنسب خطأ إلى الواقدي؛ لأنه يلاحظ عليها أنها تحمل الطابع الأسطوري الذي لا يعرفه الواقدي، كما أن فيها إشارات إلى شخصيات من القرن السادس والسابع الهجريين، وهو ما يجزم بأن هذه الكتب في حالتها هذه التي وصلت إلينا ليست للواقدي.
لم يبق من كتب الواقدي التي تركها سوى كتابه "المغازي"، وقد نشر "فون كريمر" الثلث الأول منه في المكتبة الهندية، وطبع في كلكتا سنة (1273هـ= 1856م)، ثم نشر الكتاب كاملاً "مارسدن جونس" بدعم من جامعة أكسفورد.
أقول: لعن الله النصارى ما أخبثهم، فقد نشروا كتباً كان يأمر السلف بإتلافها لما فيها من الكذب والزور.
أخي الفاضل خزانة الأدب
قصدت ما ذكرت في مشاركتك وفقك الله.
أخي محمدا
النقولات السابقة التي أوردتُها ترد على الإطلاق الذي ذكره أحمد تمام
ويمكن القول إن هذه الكتب أدخل فيها ما ليس منها، أما نفيها بالكلية فلا بد أن يكون بعد دراسة شاملة لمخطوطاتها الموجودة، ودراستها دراسة موسعة، وأتوقع أن الجامعات العربية أو الغربية لا تخلو من دراسة لهذا الأمر، فليت من يعلم عنها يفيدنا.
نريد أن يكون هذا الموضوع كغيره من الموضوعات التي يخرج القارئ لها والمناقش فيها بفوائد محررة، بغض النظر عن فائدة الكتاب أو ضرره.
ولعل من كان متخصصا في التاريخ أو يعرف من له علاقة بكتب الواقدي سواء في أبحاثه أو اهتماماته أن يدعوة للمشاركة والإفادة في هذا الموضوع أو في موضوع جديد.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 02 - 10, 12:26 م]ـ
الأخ الفاضل (خالد بن عمر) - وفقه الله - لم يستجب لطلبي بأن يقرأ بضع صفحات من أول الكتاب، بدعوى أن الطبعة سقيمة.
ولم يقتنع بما ذكرتُه من أن أهل الشأن يعتبرونه منحولاً، ولا بأن نصوص الكتاب وأشعاره وأسماء رجاله تدل على انتحاله!
وإنما نشط للقول بأن (إجابتي غير شافية وطريقتي غير جيدة)، وأن كلامي مراسيل، وأن (نسبة الكتاب إلى الواقدي مشهورة ولم أر أدلة من ينفي صحته لأتحقق من صحتها، فلا بد لمن أراد أن ينقض القول بصحة نسبته إلي الواقدي أن يظهر أدلته - إن كانت موجودة - سواء كانت بالإحالة إلى كلام من يقلده، أو بالأدلة التي ظهرت له هو، لا أن يطلب من معارضه أن يبحث عنها)، ... إلخ.
وذهب يطلب النقول لتصحيح الكتاب.
مع أن الأخ الكريم يقرِّر أنه جديد على الموضوع، وأنه لم يسمع بالشكّ فيه إلا بعد كتابة مشاركته.
وقد كان المنهج العلمي يقتضي أن يطالبني بإثبات دعوى أن الشك في الكتاب هو المستقر لدى أهل الاختصاص. وهو بالخيار بعد ذلك: إما أن يقبل برأيهم، أو يشمِّر عن السواعد لإثبات صحة الكتاب، وأضعف الإيمان يقرأ بضع صفحات منه قراءة نقدية!
أما أن يكون رأيه - وهو الجديد على الموضوع - هو الأصل، وأكون أنا المطالَب بإثبات العكس، فهذا هو الأسلوب غير العلمي.
وحقُّه أن أوضِّح له رأي أهل الصناعة في الكتاب، وأن الذي يقول بصحَّته هو الذي يسير على عكس التيار.
فإليك طائفة من أقوالهم:
• فناشره المستشرق ناسوليس كتب على غلاف الكتب ( Commonly ascribed to Al-Waqidi)، أي الذي جرت العادة بنسبته إلى الواقدي. وأكد في مقدمة التحقيق (ص xiii) أن الكتاب ليس له، مشيراً إلى أن المستشرق همكر قد وصل إلى نفس النتيجة في شأن الكتاب الآخر (فتوح مصر)، ورجَّح أن يكون فتوح الشام قد نسب إلى الواقدي بواسطة ناسخ جاهل قدبم، خطأً لا عمداً، قبل أن تنتشر نسخ الكتاب. ورأي المستشرق هذا غير صحيح، لأسباب كثيرة، منها أنه لا يفسِّر كثرة كتب الفتوح المنحولة للواقدي، وأنها من جنس واحد!
• ولم أستطع قراءة مقدمة المستشرق همكر لكتاب فتوح مصر، لأنها باللاتينية، وفحواها كما تقدَّم، إلا قوله على الغلاف ( vulgo adscriptus)، وتعني نفس معنى الشك في النسبة.
• وقال المستشرق بتلر في (فتح العرب لمصر)، ص 33 (وأما تلك الكتب التي تحمل اسمه، مثل فتوح مصر، فإنها تنسب إليه خطأً، ولكنها في العادة تنسب إلى اسمه تسهيلاً في القول، بدل أن يقال: المدَّعى بأنه الواقدي).
¥