تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويحتمل أن يكون جرت يده بالكتابة حينئذ وهو لايحسنها فخرج المكتوب على وفق المراد فيكون معجزة أخرى في ذلك الوقت خاصة، ولايخرج بذلك عن كونه أمياً.

وبهذا أجاب أبو جعفرالسمناني أحد أئمة الأصول من الأشاعرة وتبعه ابن الجوزي، وتعقب ذلك السهيلي وغيره بأن هذا وإن كان ممكناً ويكون آية أخرى لكنه يناقض كونه أمياً لايكتب، وهي الآية التي قامت بها الحجة وأفحم الجاحد وانحسمت الشبهة.

فلو جاز أن يصير يكتب بعد ذلك لعادت الشبهة.

وقال المعاند: كان يحسن يكتب لكنه كان يكتم ذلك، قال السهيلي: والمعجزات يستحيل أن يدفع بعضها بعضاً، والحق أن معنى قوله: «فكتب» أي أمر علياً أن يكتب انتهى.

وفي دعوى أن كتابة اسمه الشريف فقط على هذه الصورة تستلزم مناقضة المعجزة وتثبت كونه غير أمي نظر كبير، والله أعلم ". أهـ

والحديث يعلن صراحة أنه " ليس يحسن يكتب " وأما كتابته: هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله. بدلاً مما كان كتبه علي: محمد رسول الله. فلا يدل على أكثر من معرفته ببعض الكلمات مثل " محمد بن عبد الله " ولكن هذه المعرفة محدودة لا تنقله من أمي إلى كاتب.

وقد رويت لنا حياته وسيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفصلة، فلم يعرف أنه كتب إلى ملك، أو أمير، أو ما هو دون ذلك، أو كتب شيئاً من القرآن المنزل عليه.

ومما استدلوا على كتابته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ما رواه ابن ماجة مرفوعاً: مررت ليلة أسري بي مكتوباً على الجنة: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر". والقدرة على القراءة فرع الكتابة.

والحديث مما تفرد به ابن ماجة عن أصحاب السنن، وذكر البوصيري في زوائد ابن ماجة، أن في إسناده راوياً ضعيفاً، وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في ضعيف الجامع الصغير: " ضعيف جداً "، فلا يعول عليه.

وقد ألف الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي البنعلي قاضي المحكمة الشرعية الأولى في قطر المتوفى سنة 1423 هـ ـ رحمه الله ـ كتاباً فند فيه دعاوى القائلين بمعرفته ـ صلى الله عليه وسلم ـ للكتابة، سماه: " الرد الشافي الوافر على من نفى أمية سيد الأوائل والأواخر ".

والخلاصة:

أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن يحسن القراءة والكتابة لا قبل الوحي ولا بعده.

قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ: " ولعله لكثرة ما أملى على كتاب الوحى والكتب إلى الملوك وغيرهم عرف الخط وفهمه فكتب الكلمة والكلمتين كما كتب اسمه الشريف يوم الحديبية محمد بن عبد الله، وليست كتابته لهذا القدر مخرجة له عن الأمية ككثير من الملوك أميون ويكتبون العلامة .. ". أهـ

ويظهر ـ والله أعلم ـ أن الأمية ليست محصورة في عدم القراءة والكتابة، بل يشمل هذا الوصف من ليس لديه كتاب يهتدي به؛ ولذلك سمى الله تعليم الكتاب علماً، ومنةً من الله على هذا الأمة مع بعث هذا الرسول الأمي من أنفسهم ـ كما قال تعالى ـ: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [الجمعة 2].

فارتفعت الأمية العظمى عن هذه الأمة وهي الضلالة والجهل بهذا الرسول وهذا الكتاب العظيم.

قال الشيخ عبد العزيز بن باز: " الأصل في هذه الأمة أنهم أمية، أي عدم العلم، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمي لأنه ما كان عنده علم قبل أن يوحى إليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما كان يقرأ ولا يكتب؛ كما قال الله ـ عز وجل ـ (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) [48 سورة العنكبوت] فما كان قارئاً، وما كان شاعراً، وما كان يخط حتى علمه الله، وأنزل عليه هذا الكتابالعظيم، فالأمي الذي نسب لأمه، يعني بقي على الجهل ليس عنده علوم، وليس عنده كتابة، فإذا تعلم العلم لم يكن أمياً، وإذا كان يكتب العلم وينقل المسائل العلمية، ويحسن الكتابة لا يكون أمياً، إنما الأمي الذي لا يحسن القراءة ولا يحسن الكتابةحتى يستفيد من علمه الذي علمه، أو بما يكتبه عن العلماء، فكان النبي ـ صلى اللهعليه وسلم ـ مثلما قال الله: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى [سورة الضحى 7] جاهلاً بالعلوم التي جاء بها الوحي، لم يكن عنده علم بما شرع الله له في كتابه العظيم، ولم يكن عنده علم من علوم الأولين والمرسلين، ولم يكن يكتب ويخط حتى جاءه هذا الخيرالعظيم والوحي العظيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ .. ". أهـ

والله تعالى أعلم.

ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[16 - 02 - 10, 04:12 ص]ـ

شيخنا ضيدان بن عبد الرحمن اليامي

يغفر الله لكـ فقد أنرت و وضّحت وأجليت بفضل ومنّة من الله جل جلاله

فـ جزاكـ المولى خير الجزاء

ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[16 - 02 - 10, 01:12 م]ـ

شيخنا ضيدان بن عبد الرحمن اليامي

يغفر الله لكـ فقد أنرت و وضّحت وأجليت بفضل ومنّة من الله جل جلاله

فـ جزاكـ المولى خير الجزاء

نعم و الله فجزاه الله خيرا و نفع به هو و الشيخ أبا قتادة لما أرى عندهما من الغيرة على الدين الذي نفتقده في كثير من المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير