قال أبو عبيدة: لم فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر توجه إلى مكة معتمراً سنة سبع وقدم عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من أرض الحبشة , فخطب عليه ميمونة بنت الحارث الهلالية وكانت أختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر بن أبي طالب , وسلمى بنت عميس عند حمزة , وأم الفضل عند العباس , فأجابت جعفر بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم , فلما رجع بنى بها (بسَرِف) حلالا. وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن عامر بن لؤي , قال: ويقال: بل سخبرة بن أبي رهم. قال: وماتت بسَرِف.
قال ابن هشام: وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم , وكذلك قال قتادة.
قال وفيها نزلت: {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي} الآية , قال أبو عمر: وتوفيت ميمونة بسَرِف سنة ست وستين وقيل بل توفيت سنة ثلاث وستين بسرف , وصلى عليها ابن عباس رضي الله عنهما ودخل قبرها. (45)
وقال التقي الفاسي: [وتزوج بميمونة بنت الحارث الهلالية بسرف وهو محرم] (46)
وقال محمد بن حبيب: [ثم تزوج صلى الله عليه وسلم (ميمونة) بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن حماطة من جرش آل حمير. وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس. وكانت أخت أم الفضل امرأة العباس بن عبد المطلب من أمها وأبيها. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم على ما تركت زينب بنت خزيمة. فبينا هو صلى الله عليه وسلم جالس إذ أتاه حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس فقال: (يا محمد إن أجلك قد مضى , فاخرج من بلادنا فقال له سعد بن زيد الأنصاري: (كذبت إنها ليست بلادك ولكنها بلاده وبلاد آبائه) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا سعد! لا تسفه على زوارنا. ما عليك يا حويطب أن نقيم فيكم فنأكل وتأكلوا؟) فقال: (اخرج عليك إلا خرجت) فخرج وخرجوا وخلف أبا رافع وقال الحقني بميمونة. قال فحملها على قلوص فجعل أهل مكة ينفرون بها ويقولون لها: (لا بارك الله لك) حتى وافاه بسَرِف , وذلك في الموادعة حين أخليت مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام , ثم ماتت ميمونة بعد ذلك بمكة. فحملها عبد الله بن عباس وجعل يقول للذين يحملونها: ارفقوا بها فإنها أمكم. فدفنها بسَرِف على بريد من مكة إلى المدينة. (47)
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: [ثم لما فرغ النبي عليه الصلاة والسلام من خيبر توجه معتمراً سنة سبع قدم جعفر فخطب عليه ميمونة بنت الحارث الهلالية. فأذنت وجعلت أمرها إلى العباس فأنكحها إياه والنبي عليه الصلاة والسلام محرم. فلما أراد الرجعة أمر أبا رافع فحملها إليه فبنيى بها بسَرِف , ثم ارتحل سائراً إلى المدينة , ثم توفيت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسَرِف , وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى من بني عامر بن لؤي أو عند سخبرة بن أبي رهم فلقيت من سفهء أهل مكة أذى يوم حملت]. (48)
وقال العصامي: [قال ابن عباس تزوج صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم , وبنى بها وهو حلال. وقد استدرك ذلك على ابن عباس وعد بن وهمه , قال سعيد ابن المسيب: وهل ابن عباس وان كانت خالته , ما تزوجها صلى الله عليه وسلم إلا بعد حل. ذكره البخاري. وهِل – بكسر الهاء – أي غلط , وقال يزيد بن الأصم عن ميمونة: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف رواه مسلم]. (49)
هذا وقد اختلف في سنة وفاة ميمونة فقيل سنة ثلاث وستين وقيل ست وستين وقيل 51 وقيل 61 وقيل 39 وقيل 38 وقيل 66 وقيل 63. (50)
تلك قصة ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين وزوج الرسول صلى الله عليه وسلم وأرجو من القارئ العزيز أن يغتفر لي فيما أطلت عليه من نقول كتب السير والتراجم وإذا كان لابد لي من الاعتذار في ذلك فيشفع لي أن اختلاف النصوص من تطويل وإيجاز وحذف وزيادة فلذلك لا يخلو جميع ذلك من الإفادة وهذا ما رميت إليه وقصدته فإن أصبت فبها وإلا فقد أبدت عذرى.
¥