التلحين المغير للنظم: يكره، لقوله يحرم؛ لأنه أكثر من اللحن قال الشيخ تقي الدين: ولا بأس بقراءته عجزا قال في الفروع: ومراده غير المصلي. قوله (والفأفاء الذي يكرر الفاء (والتمتام) الذي يكرر التاء، ولا يفصح ببعض الحروف، تكره إمامتهم، وهو المذهب، وعليه الأصحاب، وحكي قول: لا تصح إمامتهم. حكاه ابن تميم قلت: قال في المبهج: والتمتام والفأفاء تصح إمامتهم بمثلهم، ولا تصح بمن هو أكمل منهم قلت: وهو بعيد. تنبيه: قوله (ومن لا يفصح ببعض الحروف) كالقاف والضاد، وتقدم قريبا إذا أبدل الضاد ظاء.
و قال ابن قدامة (الكافي 1/ 183):
من تصح إمامته بمثله و لا تصح بغيره و هم ثلاثة أنواع: الثاني: الأمي، و هو من لا يحسن الفاتحة أو يخل بترتيبها أو بحرف منها أو يبدله بغيره
***************
::: الخلاصة:::
يتضح مما سبق أن قراءة القرآن الكريم بالتجويد واجب وأن ترك ذلك للقادر على تعلمه حرام يأثم عليه، وذلك للأدلة الكثيرة التي صدرنا بها البحث.
وأما كلام العلماء الذين قالوا بعدم الوجوب فهو في الغالب يدور على مقاصد ثلاثة:
1 - أن المذموم هو المبالغة في التجويد والتمطيط والتشدق به، وهذا مذموم أيضا عند القائلين بالوجوب.
2 - أن المذموم هو الانشغال بمراعاة أحكام التجويد على حساب التدبر والتفهم للمعاني.
3 - أن المذموم هو الانشغال بجمع طرق الروايات على حساب العلوم الشرعية الأخرى
- ومما يدل على أن مقصودهم يدور على هذا المعنى أن ابن الجوزي رحمه الله برغم ذمه الشديد وتشنيعه على المنشغلين بهذا العلم كما سبق بيانه، قد طلب هو نفسه القراءات العشر في آخر حياته وهو ابن ثمانين سنة.
- وكذا برغم كلام شيخ الإسلام السابق آنفا فقد أفتى ببطلان صلاة من لحن في الفاتحة.
- فتكون الخلاصة أنه يجب تعلم التجويد لمعرفة القراءة الصحيحة التي نزل بها القرآن، ولكن بغير مبالغة ولا تشدق ولا تمطيط، وبغير أن يكون ذلك على حساب التدبر والتفهم لآيات الذكر الحكيم، وبغير أن يشغله جمع القراءات عن طلب العلوم الشرعية النافعة من الفقه والحديث والتفسير وغيرهما.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 11:27 م]ـ
بارك الله فيك.
و هذا هو الرأي الذي أقتنع به.
و لكن كنتُ أريد من أخينا أبي مالك أن يضعَ ما يعتقده في حكم التجويد.
فإن كان يراه واجبا، فهو معنا.
و إن كان يراه مستحبا، فعليه أن يأتيَ بالأدلة.
و إن كان مباحا، فكيف يكون مباحا و المُجودون يتعبدون الله بما لم يشرعه؟
و إن كان حراما، فكيف يُوجِّه من نقل الإجماع على (وجوبه)! و هل له سلف في هذه المسألة (فلم أرَ أحدا قال بأن التجويد بدعة إلا بعض المعاصرين - و لعلَّ هذا لقلة اطلاعي .. والله أعلم).
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 03:14 م]ـ
أشكرك أخي الكريم على حسن العرض والنقد ...
وهذا بيان ما نحن بصدده، كما تواعدنا سابقا، واعذرني لن أنقاش المشاركة الثانية منك قبل الانتهاء من المشاركة الأولى///
فأقول مستعينا بالله
ذكرت في مناقشتك الأولى ما يلي:
اولا: اين الدليل فيما سقته من احاديث فكلها لم تتعرض لامر او نهى
فقوله صلى الله عليه و سلم " اقرءوا فكل حسن " لا يتنافى مع كونها قراءة مع تجويد
وقول الراوى وفينا العربى و الاعجمى فهذا ايضا لا يدل و لا يعتبر دليلا اخى الفاضل .......... لماذا؟؟؟؟؟؟
موضع الشاهد أظنه واضح جدا، وهو أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابه بالقراءة، ووصفها بالحسن، مع أن الظاهر أنها قراءة غير متقنة من ناحية التجويد، يدل على ذلك:
قول الراوي: وفينا الأبيض، والأسود، و ..... مما يدل على عدم اتقان التلاوة، وإلا كان ذكر هذا الأوصاف عبثا لا فائدة منه.
وكذلك قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه).
فقد ذكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حالة تخالف حال بعض أصحابه من غير العرب - الغير متقنين للتلاوة -، فبين أنه سيأتي أناس ... نعم يقيمون القرآن إقامة صحيحة متقنة، لكنهم غير مخلصين، فذمهم لذلك، أما من قرأ القرآن لله فتلاوته حسنة طيبة ولو لم تكن متقنة -- واتق الله قد استطاعته -، ما دام يطلب وجه الله.
وهذا الفهم دللت عليه بفهم العلماء من قبل كشمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب – رحمه الله - إذ يقول-:
((أي فكل واحدة من قراءتكم حسنة مرجوة للثوب إذا اثرتم الآجلة على العاجلة، ولا عليكم أن لا تقيموا ألسنتكم إقامة القدح وهو السهم قبل أن يراش). وقال كذلك: ((
(وسيجيء أقوام يقيمونه): أي يصلحون ألفاظه وكلماته ويتكلفون في مراعاة مخارجه وصفاته.
(كما يقام القدح): أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة لأجل الرياء والسمعة والمباهاة والشهرة.
قال الطيبي: وفي الحديث رفع الحرج، وبناء الأمر على المساهلة في الظاهر، وتحري الحسبة والإخلاص في العمل، والتفكر في معاني القرآن، والغوص في عجائب أمره)).
ولن أتجاوز الآن هذا الفهم حتى نثبته أو ننفيه، فإذا ثبت ... فهذا كفيل برد جميع ما ذكرته مما ورد في الأمر بتلاوة القرآن مجودا، فكما تعلم أن الجمع بين الدليلين أولى من ترجيح أحدهما على الآخر، فتحمل الأوامر التي ذكرتها على الاستحباب، هذا ما أريد إثباته .. فما رأيك دام فضلك ...
علما أني لم أسلم لك بالأدلة التي ذكرتها، لكن لن نتناقش فيها الآن حتى ننتهي من هذا الدليل الذي أعتبره صارفا للوجوب ... والله أعلى وأعلم.
¥