[التفريق بين الإرادة و المشيئة]
ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عبد الله الزنتاني من ليبيا أيها القارئ للقرآن بلسان العربي المبين أضع بين يديكم هذا البحث الثاني بعد بحث الإرادات في قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح,
ألا وهو (التفريق بين الإرادة و المشيئة) و في هذا البحث
1 - تعريف جديد للبرهان بدليل من كتاب الله يعرفك ماذا رأى يوسف عليه السلام
2 - تفسير جديد لقول الله تعالى {يتلو عليكم} يعرفك ماذا قصد الله تعالى بقوله {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا` ... وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا}
ومع ذلك لا استبعد الخطاء و الصواب و رجاء منى إلى كل القارئ من أهل العلم و المتخصصين في اللغة العربية أن اسمع منهم تصويب أو نصيحة و أخص منهم الدكتور (احمد الكبيسي) لأني ما تعلمت علم إلا بفضل الله وعلى يديه وما توفيقي إلا بالله.
(كيف نفرق بين الإرادة والمشيئة)
الحمد لله رب العالمين: هذه المسألة من أجل المسائل الكبار التي تكلم فيها الناس وأعظمها شعبا وفروعا، وأكثرها شبها ومحارات بين أهل العلم وأقوم ما أقول وبعون الله وتوفيقه في المشيئة والإرادة بين إرادة العبد و مشيئته و إرادة الرب و مشيئته هذا التفريق.
أذا كانت الإرادة تبدأ من الأسباب فإن المشيئة تبدأ من الأفعال الممتدة من نفس الأسباب العمومية.
(وهذه القاعدة للبحث)
1: كل فعل يبدأ العزم بالشروع فيه من منطلق الأسباب العامة بالقدرة والاستطاعة يطلق عليه إرادة ويعني بالأسباب عموم الشيء المحرك للفعل، (ابتداء)
مثال: قول الله تعالى (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة:46) مثال: الشعور بالحاجة إلى الطعام عند الإنسان ويطلق عليه سبب فالجسم يحتاج إلى عدة أنواع من الطعام وعند الشعور به يطلق عليه الاسم العام وهو الجوع، وغذاء الجسم يتكون من عدة أنواع من المركبات حسب حاجة الجسم من صنف الغذاء كماً و كيفاً.
2: وكل شيء يبدأ من الشروع في الفعل الممتد من نفس السبب يطلق عليه مشيئة مثل تحديد النوع والكم وما يترتب عليه من التقدير حسب القدرة و الاستطاعة للفاعل.
فإن السبب و النتيجة في أغلب الأفعال عامتان وما بينهما يحدث تطبيق الفعل بـ (القدرة و الاستطاعة) و يحدث بينهما التقدير والتنوع وغيره حسب مطلب السبب وهذه العلاقة بين الإرادة و المشيئة.
مثال: قول الله تعالى (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) والسماوات و الأرض جعلها الله وعاء لجميع المخلوقات وقوله تعالى يخلق ما يشاء يعني بالتنوع في المخلوقات و فعل المشيئة التنوع ممتد من السبب العمومي وهو كون الله تعالى أراد إيجاد العالمين وليس إرادة منفصلة جديدة ثم قال تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً) وفعل الهبة على قدر الاستحقاق و تحدث بسبب الالتقاء بين الذكور والإناث والالتقاء سبب لإيجاد الخلق فقط, و أما التنوع بين الذكور و الإناث مشيئة ممتدة من نفس السبب العمومي وهو إيجاد العالمين والفعل في تحديد النوع إناث وذكور واقع بين عاملين مشتركين الاستطاعة والقدرة التي أشار إليها في نهاية الآية (العليم القدير) وكونه عليم هذه استطاعة وكونه قدير هذه القدرة وممتدة من نفس عموم السبب, وأساس الكون بما فيه من مخلوقات ونظام و قضاء وتقدير من الذرة إلى المجرة هو دولة الله إن صح التعبير، وهو الذي أنشأه و فعل الله فيه (إنا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ... وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (القمر 49*50) (َاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (النور: 45) وكل هذا التنوع في الخلق لهُ مصدر رئيسي وهو إيجاد العالمين.
¥