تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث في حكم التجويد، يا أهل التجويد: (اقرؤوا فكل حسن):]

ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:45 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أدلة مختصرة، تدل على أن حكم التجويد غير لازم، وأن من لم يجود القرآن ربما غير آثم ... ما رأيكم ... ؟

الحكم بعد القراءة، والمداولة ... بلا تعصب ولا مجادلة

الدليل الأول:

- عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والعجمي فقال " اقرءوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه ". رواه أبو داود (830)، قال الشيخ الألباني: صحيح.

- عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا العجمي والأعرابي، قال: فاستمع، فقال: (اقرؤوا فكل حسن، وسيأتي قوم يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه). رواه أحمد في المسند (3/ 397). إسناده صحيح، قاله الشيخ شعيب الأرنؤوط.

- عن سهل بن سعد الساعدي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نقترئ فقال: (الحمد لله كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر وفيكم الأسود، اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقومونه كما يقوم ألسنتهم، يتعجل [أحدهم] أجره ولا يتأجله).

رواه ابن حبان في صحيحه (760)، قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

خلاصة وجه الاستدلال:

هذه الأحاديث تدل على عدم وجوب التجويد، لأن ظاهر الأحاديث تدل على أن من كان يقرأ القرآن عند خروج النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحادثة أناس لا يتقنون اللغة العربية – لغة القرآن -، فقد كان بعض القوم أعراب وهم البدو، وكان فيهم العجمي: كالفارسي والرومي والحبشي، فهم مظنة ذلك لعدم عربيتهم، أو على الأقل قل: لا يتقنون أحكام التجويد، ومع ذلك فقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوتهم، وأنها مرجوة للثواب، بسبب إخلاصهم، وأن الأمر متعلق بالإخلاص، ولذلك أخبر عليه الصلاة والسلام أنه سيأتي أقوام بعد ذلك يتلون القرآن تلاوة متقنة، محكمة، مجودة، لكنهم لا يتلونها لله، وإنما تعجلا لطلب متاع الدنيا، فذمهم لذلك، مع الفرق الشاسع بين التلاوتين من حيث الإتقان.

وهذا الفهم، قد سبقني إليه بعض أهل العلم:

فقد جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داوود لمحمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب – رحمه الله -:

((أي فكل واحدة من قراءتكم حسنة مرجوة للثوب إذا اثرتم الآجلة على العاجلة، ولا عليكم أن لا تقيموا ألسنتكم إقامة القدح وهو السهم قبل أن يراش.

(وسيجيء أقوام يقيمونه): أي يصلحون ألفاظه وكلماته ويتكلفون في مراعاة مخارجه وصفاته.

(كما يقام القدح): أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة لأجل الرياء والسمعة والمباهاة والشهرة.

قال الطيبي: وفي الحديث رفع الحرج، وبناء الأمر على المساهلة في الظاهر، وتحري الحسبة والإخلاص في العمل، والتفكر في معاني القرآن، والغوص في عجائب أمره.

(يتعجلونه) أي ثوابه في الدنيا.

(ولا يتأجلونه) بطلب الأجر في العقبى بل يؤثرون العاجلة على الآجلة ويتأكلون ولا يتوكلون)) ا. هـ. (3/ 42).

وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله بعد أن ساق هذه الأحاديث - من كتاب إتحاف الجماعة (2/ 121) -

وفي هذه الأحاديث فوائد:

إحداها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب القراءة السهلة.

الثانية: أنه كان يأمر أصحابه أن يقرأ كل منهم بما تيسر عليه وسهل على لسانه.

الثالثة: ثناؤه عليهم بعدم التكلف في القراءة.

الرابعة: أنه لم يكن يعلمهم التجويد ومخارج الحروف، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم لم ينقل عن أحد منهم أنه كان يعلم في التجويد ومخارج الحروف، ولو كان خيرًا؛ لسبقوا إليه! ومن المعلوم ما فتح عليهم من أمصار العجم من فرس وروم وبربر وغيرهم، وكانوا يعلمونهم القرآن بما يسهل على ألسنتهم، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يعلمونهم مخارج الحروف، ولو كان التجويد لازمًا؛ ما أهملوا تعلمه وتعليمه.

الخامسة: ذم المتكلفين في القراءة، المتعمقين في إخراج الحروف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير