تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحوال السلف الصالح عند سماعهم للقرآن الكريم وإنكارهم على من خرج عن الحد المألوف؛ كالغشيان والصعق وغيره]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 06:08 م]ـ

[أحوال السلف الصالح عند سماعهم للقرآن الكريم وإنكارهم على من خرج عن الحد المألوف؛ كالغشيان والصعق وغيره]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

الحمد لله الذي هدانا لاتباع منهج السلف الصالح، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

أما بعد، قال الإمام الشاطبي في " الاعتصام " (1/ 374 - 375):

خرّج سعيد بن منصور في تفسيره عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلتُ لجدّتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا قرأوا القرآن؟

قالت: كانوا كما نعتهم الله؛ تدمع أعينهم، وتقشعرّ جلودهم.

قلتُ: إن ناساً ها هنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية.

فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (قال أبو معاوية البيروتي: وأخرج الأثر الدينوري في " المجالسة وجواهر العلم "؛ وهو مطبوع).

وخرّج أبو عبيد من أحاديث أبي حازم قال:

مرّ ابن عمر برجل من أهل العراق ساقط والناس حوله،

فقال: ما هذا؟

فقالوا: إذا قُرِئ عليه القرآن أو سمع الله يُذكَر خرَّ من خشية الله.

قال ابن عمر: واللهِ إنا لنخشى الله ولا نسقط ...

وهذا إنكار من ابن عمر.

قيل لعائشة رضي الله عنها: إن قوماً إذا سمعوا القرآن يُغشى عليهم،

فقالت: إن القرآن أكرم من أن تنزف عنه عقول الرجال، ولكنه كما قال الله تعالى: {تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أنه سُئل عن القوم يُقرأ عليهم القرآن فيُصعَقون، فقال: ذلك فعل الخوارج.

وخرّج أبو نعيم عن جابر بن عبد الله؛ أن ابن الزبير رضي الله عنه قال: جئتُ أبي،

فقال: أين كنتَ؟

فقلتُ: وجدتُ أقواماً يَذكرون الله فيرعد أحدهم حتى يُغشى عليه من خشية الله، فقعدتُ معهم.

فقال: لا تقعد بعدها.

فرآني كأنه لم يأخذ ذلك فِيَّ،

فقال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتلو القرآن، ورأيتُ أبا بكر وعمر يتلوان القرآن، فلا يصيبهم هذا، أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر؟!!

فرأيت ذلك فتركتهم.

وهذا بأن ذلك كلّه تعمّل وتكلّفٌ، لا يرضى به أهل الدين.


نقلته من كتاب " مخالفات رمضان " (ص 88 - 89 / ط. دار ابن الأثير) للشيخ عبد العزيز السدحان حفظه الله.

ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وما أحسن ما قاله الإمام ابن المبارك - رحمه الله -:
(هَؤُلَاءِ اَلَّذِينَ يُصْعَقُونَ عِنْدَ اِسْتِمَاعِ اَلذِّكْرِ , تُقْعِدُهُمْ عَلَى اَلْجُدْرَانِ اَلْعَالِيَةِ , وَتَقْرَأُ عَلَيْهِمْ وَتَنْظُرُ هَلْ يَتَرَدَّوْنَ.) انظر كتاب الشرح والإبانة (صفحة 363) (رقم470)
الجواب عندكم!!!

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيراً على الفائدة يا أبا سعد،

قال ابن قدامة في كتاب " التوابين ":

أخبرنا الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر الأصبهاني في كتابه أنا عبد الرزاق بن محمد بن الشرابي، أنا سعيد بن محمد بن سعيد الولي، أنا علي بن أحمد بن علي الواقدي، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهم بن محمد ابن يحيى قال: سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن إسحاق السراج يقول: سمعت محمد بن خلف يقول: حدثني يعقوب بن يوسف، قال:

كان الفضيل بن عياض إذا علم أن ابنه علياً خلفه ـ يعني في الصلاة ـ مر ولم يقف ولم يخوف، وإذا علم أنه ليس خلفه تنوق في القرآن و حزن و خوف.

فظن يوماً أنه ليس خلفه، فأتى على ذكر هذه الآية: {ربنا غلبت علينا شقوتنا و كنا قوماً ضالين}. قال: فخر عليٌّ مغشياً عليه. فلما علم أنه خلفه وأنه قد سقط، تجوز في القراءة. فذهبوا إلى أمه فقالوا: أدركيه. فجاءت فرشت عليه ماء، فأفاق. فقالت لفضيل: أنت قاتل هذا الغلام علي.

فمكث ما شاء الله. فظن أنه ليس خلفه، فقرأ: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}. فخر ميتاً وتجوّز أبوه في القراءة. و أتيت أمه فقيل لها: أدركيه. فجاءت فرشت عليه ماء، فإذا هو ميت رحمه الله. اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير