[تأملات في سورة العاديات]
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[02 - 08 - 09, 11:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على اله وصحه اجمعين
و بعد
فان القران الكريم كلام الله عز وجل
انزله الينا و امرنا بحفظه و تدبر اياته
و للاسف كثير منا يجهل تفسير كثير من السور
و قد يعلم معاني الكلمات
لكن لنقص في التدبر تجده لا يوفق الى فهم معنى السورة
و هنا احببت ان أبدا معكم تدبر بعض سور كتاب الله لفهم معانيها
و لنزداد يقينا بان هذا الكلام لا يمكن ان يكون من عند بشر بل هو كلام الله عز وجل
و لن يكون هذا على ترتيب معين
و ساذكر تفسير السورة وا نقل كلام بعض اهل العلم في تفسيرها و اللطائف التي فيها لنستعين بهذا على التدبر
ثم أذكر شيئا من ما وقع في قلبي من التأملات في السورة
يقول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)
إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (7) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
أقسم تعالى في هذه الاية بالخيل في الحال الذي لا يشاركها فيه غيرها من انواع الحيوانات
و العاديات جمع عادية، وهي التي تسرع في الجري
ضبحا, الضبح هو صوت نفسها في صدورها عند اشتداد عدواه
و هذا الصوت هو غير الهَمْهَمَة وغير الصهيل
فصار المعنى
أي: والخيل العاديات التي يخرج منها صوت من صدرها ليس بصوتها المعتاد من صهيل أو همهمة و ذلك عند اشتداد جريها
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
الموريات: جمع مورية، و الايراء غير الايقاد
فالإيراء إخراج نار عن طريق احتكاك وليس عن طريق الإشعال المباشر
كما قال تعالى " أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَالَّتِي تُورُونَ"
مثال:
اشعال عود الثقاب يعتبر نوع من الإيراء
وعندما يوضع الثقابالمحترق في الورق مثلا فهذا إيقاد
اذن فالخيل إذا ضربت بحافرها على الحجارة خرج منها نار
همسة: الإيراءَ يظهر ليلاً للظلمة
فحتى الان صار المعنى
قسم من الله بالخيل التي تجري جريا شديدا فيصدر منها صوت الضبح ,
فيتوقد شرر النار من شدةاحتكاك أقدامها بالحصى
– و هذا التوقد اشد ظهورا في الليل و ان كان موجودا في النهار-
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
هذه الخيل تغير في الصباح على العدو،
هذا المعتاد في الإغارة, فهو امر اغلبي لانهم يعدون ليلا لئلا يشعر بهم العدو و لانه اخف و ايسر
و لان الاغارة في الليل تجعلهم لا يرون شيئا و الاغارة في الصباح تعينهم على معرفة حال عدوهم
ويهجمون صباحاً في اول النهار و ليس في اخره او وسطه
لان العدو في اخر النهار ووسطه يكون في قمة الاستعداد
و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير صباحا و يستمع الاذان , فان سمع اذانا و الا اغار
فصار المعنى
قسم من الله بالخيل التي تجري جريا شديدا فيصدر منها صوت الضبح ,
فيتوقد شرر النار من شدة احتكاك أقدامها بالحصى
و عدوها هذا اغلبه ليلا ثم تكون الاغارة في اول الصبح لما ذكرنا من الاسباب
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
النقع الشيء المستقر, فالخيل العادية المذكورة بالأوصاف السابقة (جري, واغارة ... ) تثير غبارًا كان مسستقرا، وهو النقع في وسط العدو و في مكان المعترك.
همسة: وإنما يظهر النقع نهاراً كما أن الإيراءَ يظهر ليلاً للظلمة وفي إثارة النقع إشارة إلى شدة الجري
فصار المعنى
قسم من الله بالخيل التي تجري جريا شديدا فيصدر منها صوت الضبح ,
فيتوقد شرر النار من شدةاحتكاك أقدامها بالحصى
و جريها هذا اغلبه ليلا ثم تكون الاغارة في اول الصبح فتثير في مكان المعركة اغبرة و اتربة من شدة الجري
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
اي توسطت بالركاب -التي لها من الصفات ما ذكرنا- جموع الاعداء الذين اغار عليهم
فصار المعنى
قسم من الله بالخيل التي تجري جريا شديدا فيصدر منها صوت الضبح ,
فيتوقد شرر النار من شدةاحتكاك أقدامها بالحصى
¥