فالرجل بعل المرأة، والمرأة بعلته. وباعل مباعلة إذا باشرها. وفلان بعل هذا، أي مالكه وربه. وله محامل كثيرة تأتي إن شاء الله تعالى.
رابعا: قال صاحب الدر المنثور - (7/ 119):
وأخرج ابن أبي حاتم وإبراهيم الحربي في غريب الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه أبصر رجلا يسوق بقرة فقال: من بعل هذه؟ فدعاه فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل اليمن
فقال: هي لغة أتدعون بعلا أي ربا
وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد رضي الله عنه
استام بناقة رجل من حمير فقال له: أنت صاحبها؟ قال: أنا بعلها فقال ابن عباس أتدعون بعلا أتدعون ربا
ممن أنت؟ قال: من حمير
خامسا: قال صاحب اللباب في علوم الكتاب - (4/ 122):
والبعل زوجُ المَرْأةِ؛ قالوا: وسُمِّي بذلك على المستعلي، فلما علا من الأرض فَشَرِبَ بعروقه. ويقال: بَعَلَ الرَّجُلُ يبعلُ؛ كمنع يمنعُ. ويشترك فيه الزَّوجان؛ فيقال للمرأة: بعلة؛ كما يقال لها: زَوْجَةٌ في كَثِير من اللُّغَاتِ، وزَوْجٌ في أَفْصَح الكَلاَم، فهما بَعْلاَن كما أنَّهما زوجان، وأصل البعل: السَّيِّد المالِك فيما نقل، يقال: من بعلُ هذه النَّاقة؟ كما يقال من ربِّها؟ وبعل: اسم صنم، كانوا يتَّخونه ربّاً؛ قال - تعالى -: (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ([الصافات: 125]، وقد كان النِّساء يدعون أزواجهن بالسودد. الثاني: أنّ البعولة مصدر، يقال: بعل الرَّجُل يَبْعَل بُعُولَةً وبِعَالاً، إذا صَارَ بَعْلاً، وبَاعَل الرَّجُل امْرَأَتَهُ: إذا جَامَعَهَا؛ ومنه الحديث: أن النبيَّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - قال في أيَّام التَّشريق: " إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَبِعَالٍ "، وامرأة حَسَنَةُ التَّبَعّل إذا كَانَت تُحْسِن عِشْرَةَ زَوْجِها، ومنه الحديث: " إِذَا أَحْسَنْتُنَّ تبعُّلَ أزواجكن ".
سادسا: قال صاحب الوسيط لسيد طنطاوي - (1/ 3665):
وقال صاحب الكشاف: " بعل - بكسر العين - أى: دهش وفزع رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة شكيمتهم فى الكفر، فقيل له: " ادع الله بأسمائه الحسنى، وقل: أنت وحدك تقدر على الحكم بينى وبينهم، ولا حيلة لغيرك فيهم " وفيه وصف حالهم، وإعذار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسلية له، ووعيد لهم. .
سابعا: تفسير الألوسي - (2/ 240):
وفي «القاموس»: «البعل الزوج والأنثى بعل وبعلة والرب والسيد والمالك، والنخلة التي لا تسقى أو تسقى بماء المطر» وقال الراغب: البعل النخل الشارب بعروقه، عبر به عن الزوج لإقامته على الزوجة للمعنى المخصوص، وقيل: باعلها جامعها، وبعل الرجل إذا دهش فأقام كأنه النخل الذي لا يبرح، ففي اختيار لفظ البعولة إشارة إلى أنّ أصل الرجعة بالمجامعة، وجوّز أن يكون البعولة مصدراً نعت به من قولك: بعل حسن البعولة أي العشرة مع الزوجة أو أقيم مقام المضاف المحذوف، أي وأهل بعولتهن
ثامنا: قال صاحب تفسير الفخر الرازى - (1/ 916):
واعلم أن اسم البعل مما يشترك فيه الزوجان فيقال للمرأة بعلة، كما يقال لها زوجة في كثير من اللغات، وزوج في أفصح اللغات فهما بعلان، كما أنهما زوجان، وأصل البعل السيد المالك فيما قيل، يقال: من بعل هذه الناقة؟
كما يقال: من ربها، وبعل اسم صنم كانوا يتخدونه رباً، وقد كان النساء يدعون أزواجهن بالسودد.
جزء: 6 رقم الصفحة: 433
القول الثاني: أن العبولة مصدر، يقال: بعل الرجل يبعل بعولة، إذا صار بعلاً، وباعل الرجل امرأته إذا جامعها، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في أيام التشريق: "أنها أيام أكل وشرب وبعال" وامرأته حسنة البعل إذا كانت تحسن عشرة زوجها، ومنه الحديث "إذا أحسنتن ببعل أزواجكن" وعلى هذا الوجه كان معنى الآية: وأهل بعولتهن.
الأزواج في القرآن لها معانٍ منها:
1 - الضروب والأنواع:" فأخْرَجْنا به أزْواجاً من نَبَاتٍ شَتّى " أي ضُرُوباً.
2 - إذا قَرَنْتَ الشيء بعضه إلى بَعْضٍ: من قَوْلِهِ عزَّ وجَلَّ: " وإذا النُّفُوْسُ زُوِّجَتْ "، ومن قَوْلِه تعالى: " احْشُرُوا الّذين ظَلَمُوا وأزْوَاجَهم " أي قُرَناءَ هم.
¥