للتلقِّي في تعَلُّمِ القرْءان وأدائه أهميةٌ كبيرةٌ، فلا يَكفي تعَلُّمُهُ منَ المصاحفِ دون تلقيه من الحافظين له، لأَنَّ من الكلماتِ القرآنية ما يختلفُ الْقُرَّاء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظًا ورسمًا، تبعًا لتفاوتهم في فَهْمِ معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافرُ لهم من حسن الذوق، وحَسَاسِيَة الأُذنِ، ومُراعَاة ذلك كلِّه عند إلقائِها، لدرجة أنَّ بعضَهم يُخطِئُ في أدائه بما يكاد يُخرجها عن معانيها المرادة منها لتساهُلِه، وعدمِ تحرِّيه النُطْقِ السَّليمَ، والَّذِي لوْ وُفِّقَ إليه وعوَّدَ نفسه عليه: لدلَّ على حساسِية أذنه، وحسن ذَوْقِه وفَهْمِه لمعانيها.
تأمل الأمثلة المذكورة: وذلك نحو: ? حرِّضِ المُؤمنين? الأنفال: 65 ? يعظكمْ? البقرة: 231 ? فسقىَ لهما? القصص: 24، ? وَذرُوا البيعَ? الجمعة: 9. اهـ (1) من كتاب العميد في علم التجويد.
ثالثاً: ذكر شيخنا فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: (وهو من المبرزين في هذا العصر) له أكثر من عشرين إجازة مسندة إلى كبار المشايخ أنحاء المعمورة
نفس ما ذكره الشيخ محمود علي بسه وزاد بعض الكلمات
تأمل الأمثلة المذكورة نحو: ? أَفَلا يعلم، أَوَلا يعلمون، أَوَلَو كان، إِنَّ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَوَلَم، أَفَلَمْ ?. اهـ (2).
رابعًا: استاذي وشيخي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الحفيظ –رحمه الله- تلميذ الشيخ العلامة الزيات، والعلامة عثمان مراد، والعلامة (عامر السيد)
وكلهم من الأقطاب الأفذاذ حاملين لوا هذا العلم:
تعالى: اهتمَّ العلماءُ – رضوَان اللهِ عليهم- المتخصِّصُون في هذا المجال بإبرازِ أحكام القرآن الكريم، وبيانِ ما ينبغي أن يُقرأ به، من كيفياتِ مرْضية مقبولة متلقَّاة عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثمَّ عن صحابته من بعده، ثم عن العلماء الذين حَمَلوا لواء هذا العلم حى وَصَل هذا العلم إلينا، فالقرآنُ الكريم لا يمكن
تلقِيه عن طريق كتاب.
إن الكُتبَ عامل مساعد، ولكنَّ العامل الأساسيَّ هو التلقِّي، لأنَّ هناك كثيرًا من الكلمات ربَّما تقرأ بغير ما ينبغي، ولكنها لا تختلف في كتابتها، سواء أكان نطقها صحيحًا أو غيرَ صحيح،
ـامل الأمثلة::"خَلَقَكم" الزمر: 6، ? فسقى لهما? القصص: 24، ?أفلا?، الذاريات: 21 فلا بدَّ أن يسمع المجود من شيخه سماعًا طيبًا، ويكون ذا أذن ناقلة حافظة، ويعود الشيخ لسان تلميذه على أن يقرأ بالكيفية الصحيحة (1).
خامسًا: قال الشيخ محمد بن الأحمدي الأشقر: ينبغي معرفة طريقة الأداء عند النطق بالكلمات الآتية، والمحافظة على نبرة الحرف وحقه ومستحقه، ولا يتم ذلك إلا بالتلقي والمشافهة، وسماع الأصوات من أفواه المشايخ المهرة، نحو:
تأمل الأمثلة:
?آلهتكم? الأنبياء: 36، " ?يعدكم? البقرة: 228، ?يعظكم? البقرة: 231، ?يومئذ? الزلزلة: 4، ? مثلهم? البقرة: 17، ?خلقكم? الزمر: 6، ?وتعيها? الحاقة: 12، ?عرضهم? البقرة: 31، وما شابه ذلك اهـ (2).
وسأذكر بعون الله نماذج لهذه اللحون " إن هذه الأسباب وطرق العلاج ما هي إلا عوامل مساعدة تقربية للفهم والتوضيح، لا يحق لأحد أن يعتمد عليها كلية، بدون تلق، أو أن يقيس من نفسه أثناء قراءته.
أولا: تحويل حرف ليس من أصل الكلمة وجعله من أصل الكلمة
1 - حدثني فَضِيلَة الشيخ رزق خليل حبه: شيخ عموم المقارئ المصرية:
قال: " كَلِمَة ?فَسَقَى لَهُما? فمنهم من يقرأها من الفسق ?فَسَقَى?هذه الأمور تحتاج إلى تتبعٍ ودقةٍ في الأداء
2 - حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز القاري: قال: عندما كنت أقرأ على الشَّيْخ عبد الرحمن القاضي - رحمه الله - كان ينبِّهُ إلى مثل هذه الدقائق، ففي مرةً قرأ عنده أحدُ تلاميذِه?فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ? الحديد: 16. فقال له الشيخ: هي فراخ تفقس عن بيض؟ اتكئ على القاف وليس على الفاء، فمِثلُ هذا تعتبرُ من درجاتِ الإتقان المطلوبةِ من المتلقِّي، هذا مثل ?فَجَعَلَهُمْ?، كثير ما ينطقونها (فجع لهم) كأنَّها من فجع يفجع.
3 - حدثني فَضِيلَة الشيخ علي الحذيفي إمام المسجد النبوي:
ينبغي العناية بذلك مثلا: لأنه لو قرأ ?فَتَرَى الَّذِينَ? تصير من الفُتُور، والصَّحِيحُ ?فَتَرَى الَّذِينَ? من الرؤية.
¥