الأولاد " بأن " الأولاد " شركاء آبائهم في النسب والميراث كان جائزا. ولو قرأه كذلك قارئ , غير أنه رفع " الشركاء " وخفض " الأولاد " كما يقال: ضرب عبد الله أخوك , فيظهر الفاعل بعد أن جرى الخبر بما لم يسم فاعله , كان ذلك صحيحا في العربية جائزا.
أقول:
فهنا رد صريح لقراءة ابن عامر
===============
وقد قرأ بعضهم: " فتلقى آدم من ربه كلمات " فجعل الكلمات هي المتلقية آدم. وذلك وإن كان من وجهة العربية جائزا إذ كان كل ما تلقاه الرجل فهو له متلق وما لقيه فقد لقيه , فصار للمتكلم أن يوجه الفعل إلى أيهما شاء ويخرج من الفعل أيهما أحب , فغير جائز عندي في القراءة إلا رفع " آدم " على أنه المتلقي الكلمات لإجماع الحجة من القراء وأهل التأويل من علماء السلف والخلف على توجيه التلقي إلى آدم دون الكلمات , وغير جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة بقول من يجوز عليه السهو والخطأ.
وهنا رد صريح لقراءة ابن كثير ووافقه ابن محيصن من الأربع
===============
وقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ: {إلا أماني} مخففة , ومن خفف ذلك وجهه إلى نحو جمعهم المفتاح مفاتح , والقرقور قراقر , وإن ياء الجمع لما حذفت خففت الياء الأصلية , أعني من الأماني , كما جمعوا الأثفية أثافي مخففة , كما قال زهير بن أبي سلمى: أثافي سفعا في معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم وأما من ثقل: {أماني} فشدد ياءها فإنه وجه ذلك إلى نحو جمعهم المفتاح مفاتيح , والقرقور قراقير , والزنبور زنابير , فاجتمعت ياء فعاليل ولامها وهما جميعا ياء أن فأدغمت إحداهما في الأخرى فصارتا ياء واحدة مشددة. فأما القراءة التي لا يجوز غيرها عندي لقارئ في ذلك فتشديد ياء الأماني , لإجماع القراء على أنها القراءة التي مضى على القراءة بها السلف مستفيض , ذلك بينهم غير مدفوعة صحته , وشذوذ القارئ بتخفيفها عما عليه الحجة مجمعة في ذلك وكفى خطأ على قارئ ذلك بتخفيفها إجماعا على تخطئته.
وهنا رد صريح لقراءة أبي جعفر ووافقه الحسن من الأربع
===============
قول الرجل: أنشدك بالله والرحم. قال محمد: وعلى هذا التأويل قول بعض من قرأ قوله: " والأرحام " بالخفض عطفا بالأرحام على الهاء التي في قوله " به " , كأنه أراد: واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام , فعطف بظاهر على مكني مخفوض. وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب لأنها لا تنسق بظاهر على مكني في الخفض إلا في ضرورة شعر , وذلك لضيق الشعر ; وأما الكلام فلا شيء يضطر المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق والرديء في الإعراب منه.
ثم قال:
قال: والقراءة التي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} بمعنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها , لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض , إلا في ضرورة شعر , على ما قد وصفت قبل.
وهذا رد لقراءة حمزة. وقد وافقه المطوعي من الأربع
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Nov 2003, 04:47 ص]ـ
أخي الكريم راجي رحمة ربه
لقد ذكرت كلام ابن جرير على قراءة ابن عامر في هذا الملتقى تحت هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991
فارجع إليه مشكورًا.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Nov 2003, 05:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا قد قرأته وعلقت عليه، وبقي ما سوى قراءة ابن عامر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Nov 2003, 02:52 م]ـ
شكر الله لك حرصت أخي راجي رحمة ربه.
وأعود إلى سؤال الأخوين الفاضلين عبد الرحمن الشهري ومتعلم في سؤالهما عن القراءة التي يقرأ بها ابن جرير، فقد وقفني الأخ الفاضل حسين المطيري على فائدة في هذا الباب أنقلها لكم، وهي في ترجمة ابن جرير في معجم الأدباء، وهي من أنفس ما تُرجم لحياة ابن جرير وعلمه، وأُحرِّصكم على الرجوع إليها لما فيها من النفائس.
ورد في معجم الأدباء (تحقيق: إحسان عباس) نصوص تدل على أنه كان يقرأ بقراءة حمزة أول أمره، ثم انتقل عنها إلى اختيار خاصٍّ به، ومن هذه النصوص:
(6: 2455) / قال ابن كامل: ((وكان أبو جعفر يقرأ قديمًا لحمزة قبل أن يختار قراءته.
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني: قال لنا أبو جعفر: قرأت القرآن على سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي، وكان الطلحي قد قرأ على خلاد، وخلاد قرأ على سليم بن عيسي، وسليم قرأ على حمزة، ثمَّ أخذها أبو جعفر عن يونس بن عبد الأعلى عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة.
وقال ابن كامل: قال لنا أبو بكر ابن مجاهد ـ وقد ذكر فضل كتابه في القراءات ـ، وقال: إلا أني وجدت فيه غلطًا، وذكره لي، وعجِبت من ذلك، مع قراءته لحمزة وتجويده له، ثم قال: والعلة في ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام؛ لأنه بنى كتابه على كتاب أبي عبيد، فأغفل أبو عبيد هذا الجرف، فنقله أبو جعفر على ذلك)).
¥